
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بعــادُك يــا عـذبَ الثنايـا ولا الصـدُّ
وصــدُّك يــا حلـوَ السـجايا ولا البعـدُ
بَعــدْتُمْ فــزادَ القلــبُ شـوقاً وحسـرةً
قرُبتــم فـزادَ الهـمُّ والحـزنُ والوجـدُ
إذا لـم يكـن مـن ذَيْـنِ بُـدٌّ فليـس لـي
عـــزاءٌ ولا لـــي مــن لقــائكمُ بــدُّ
وإنـــي لفـــي هـــمٍّ وفكــرِ وحيــرةٍ
إذا دَامَ لــي هـذا الجفـاءُ وذَا الصـَّدُّ
إلامَ النــوى والبعـدُ والهجـرُ والقِلـى
وإعراضــُكم والنــأيُ والـدخلُ والحقـدُ
فلا غــروَ إنْ أجريــتُ مـن بعـد نَـأْيِكُمْ
دُموعــاً علــى خَـدِّي يضـيقُ بهـا الخـد
وإنـــي لا أنفــكُّ مــن غُلّــةِ الصــدى
إذا لـم تَجُـدْ بالوصـل لـي والهوى وعدُ
فتــاةٌ كــأن الشــمس فــوق جبينهــا
تلألأُ إشـــراقا وقـــد حلَّهـــا ســـعدُ
أغصــنٌ نقَــا ذيَّــاك أم خُــوطٌ بانــةٍ
تميـــلُ بــه الأردافُ أم ذلــك القــدُّ
وتحــــت لئامِ الثغــــرِ دُرٌّ ولؤلـــؤٌ
وحـــبُّ جُمَـــانِ أم ثنايــاك أم عِقْــدُ
ووجهـــك أم بـــدرٌ وشـــمسٌ منيـــرةٌ
وخــدُّك أم مــاءُ النضــارِ أم الــوردُ
وفــي صــدرك المصــقولِ رمــحٌ محَــدَّدٌ
يمــاثلُه حُــقٌّ مِــن العــاجِ أم نَهْــدُ
يكــادُ يقــدُّ القلــبَ مـن قبـلِ بَـرْدِه
وينقـــدُّ فيـــه ليــس يمنعُــه جِلْــدُ
وزَنــــدُكِ هـــذا أم نُضـــارٌ وفضـــةٌ
وريقُــك أم صــرفُ المدامــة أم شــَهْدُ
ومــن أعجــبِ الأشـياء ريقُـك فـي فمـي
زلالٌ بـــرودٌ وهْــو فــي كبــدي وقــدُ
يُهَيِّــجُ نــارَ الشــوق والوجـد والأسـى
فــأعجب بــه مــن مُســعرٍ جمـرُهُ بـردُ
شـــــفاءٌ وداءٌ للقلـــــوب لأنـــــه
تــذوبُ لــه الأحشـاءُ والقلـبُ والكبـدُ
شــفاءٌ إذا مــا القــربُ جـادَ بلثمـةٍ
وداءٌ لنــا إن سـخا إمَّـا تضـمنَّه بُعـدُ
وأعجـــبُ مِـــن ذا أن جســـمك ليِّـــنٌ
وقلبَــك يــا عــذبَ اللَّمـى حجـرٌ صـلدُ
أتُصـفِى الهـوى يـا قلـبُ مـن لا يـودُّني
فمــا يســتحقُّ الــودَّ مــن لا لــه ودُ
فلســـــتَ بقلــــبي إن وددتَ ســــِوى
الـذي له الشكرُ والعلياءُ والكرم العدُّ
ومَــنْ كفُّــه بحــرٌ ومَــنْ نَيلُــه حَيـاً
ومَــنْ خــوفهُ فـي قلـب أعـدائِه يَغُـدُو
ومَــنْ يفضــح الشــجعان بأســاً وشـدةً
ومَـنْ مـاله فـي الجـودِ يقسـمه الوفـدُ
ومــن يحقــرُ الــدنيا جــزاءَ لمـادحٍ
ومَــنْ كــلُّ عيــنٍ ترتضــيه إذا يبـدُو
ومَـنْ بيـديه الأمـرُ والنهْـىُ فـي الورَى
ومَـنْ فـي ذُرَا العليا له الشكرُ والحمدُ
ومَــنْ بيـديه الملـكُ والعـدلُ والهـدَى
وتــدبير أمـرِ الخلـقِ والحَـلُّ والعَقـدُ
ومــن هــو فـي الـدين الحنيفـي قيِّـمٌ
ومَــنْ هــو فــي تــدبيره مَلِــكٌ فـردُ
هـو العـدلُ سـلطانُ بـن سـيف بـن مالك
إمامُ الورى الزاكي الفتى الملك الجعدُ
يجــلُّ عــن التمثيــلِ بــالبحرِ راحـةً
ولكــنَّ مــن جــدوى يــديه لــه مــدُّ
ولا الأُســْدُ فــي البأسـاء لكـن تعلمـت
فأضـحى لـه التشـريفُ مـن بأسـِه الأسـدُ
فمــــا عامـــلٌ إلا وأنـــت ســـِنانه
ولا راحـــةٌ إلا وأنـــت لهـــا زنـــدُ
ولا حـــــازمٌ إلا وأنـــــتَ جنــــاحُه
ولا صــــارمٌ إلا وأنــــت لـــه حـــدُّ
مُــرِ الــدهرَ يفعــلْ مـا تريـدُ فـإنّه
مطيــعٌ لأمــر السـيّد المرتضـى العبـدُ
غمــامُ نــداه يخجــلُ الغيــثَ هاميـاً
ســـخاءٌ ولا بـــرق لـــديه ولا رعْـــدُ
عنـــادُك للطـــاغين بيـــضٌ صـــوارمٌ
ومعلمــــة صــــُفْرٌ ومقربـــةٌ جُـــرّدُ
وســــُمْرٌ لِــــدانٌ ذابـــلٌ وعواســـلٌ
وشــــيبٌ وشــــبانٌ جهابـــذةٌ مُـــرْدُ
تُحــامِى عــن الــدنيا كأنــك والــدُ
شــفيقٌ علــى كــل الــورى وهُـمُ وُلْـدُ
لأنّـــك ســيفٌ يــا بــنَ ســيفِ مالــك
وولــدك ســيفٌ والزمــانُ لكــم غمــد
وأنّـــك فـــي عـــزٍّ أنيـــلٍ ورفعــةٍ
مليــكٌ تســاوَى عنـدك النحـسُ والسـعدُ
ولــولاكَ صــار الــدهرُ للنــاسِ عـبرةً
ولا ظهـــرَ التقــوى ولا عُــرفَ الرشــدُ
ولا ظهــر الــدينُ الحنيفـي ولا الهـدى
ولا اشــتهرَ الجــدوى ولا ذكــرَ الرّفـدُ
ولا التــذَّ أهــلُ الـدهرِ يومـاً برقـدةٍ
ولا ســُلَّ ســيفُ الحــق وانتشـرَ العهـدُ
ولا ثبتـــتْ للـــدينِ ســـورٌ وكعبـــةٌ
ولا شـــرُفتْ نَـــزْوى ولا بُنِــيَ المجــدُ
فجــدْ بالـذي يفنـى ولـو كـثرَ العـدى
أجُــدْ بالـذي يبقـى كمـا بقـي الخلـدُ
ومـــن أيـــنَ ذا يفنــى وإن ثــوابَه
لبــاقٍ بقــاءَ الـدهر مـا بَعْـدَه بُعـدُ
إذا شـــئت جـــدواه فحُـــلَّ برحلـــه
وســلم ولــم ينطــق ســؤالٌ ولا وعــدُ
فطــوبى لكــم يــا آل يعــربَ إنكــم
رقيتـم رقيّـاً فـي العُلـى مـا لـه حـدُ
ودُونكــــم غــــراءَ زُفّـــتْ إليكـــم
تفـاوَحَ منهـا المسـك والعنـبرُ الـوردُ
عروســــاً فــــي بُــــرُودِ حليلــــةِ
مفوقـــةِ مـــا ضــمَّ أمثالَهــا بُــردُ
أبوهـــا جميـــلٌ والمـــبرِّدُ عمُّهـــا
وقيـــسٌ لهــا خــالٌ وأوسٌ لهــا جَــدُّ
فــأجزلْ لهــا مهـراً جـزيلاً فمـا لهـا
ســوى قصـدِكم والعـزُّ مـن سـُؤلِها قصـدُ
تســيرُ مســيرَ الشــمس شـرقا ومغربـاً
وتظهــرُ جــدواكم ولــو كَــرِهَ الضــدُّ
قـــوافٍ إذا أُنشـــدْنَ يومــاً بمجلــسِ
تفــاوَحَ منهـا العطـرُ والنشـرُ والنَّـدُّ
تبـــث ثنـــاءَ ليــس يحجــبُ ســيْرَها
إذا غــامرتْ فـي السـيرِ غـورٌ ولا نجـدُ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.