
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَلاَ إننــي فــي نعمــةٍ ومســَرةٍ
وصـــحةِ أعضــاءِ بــذكرِ محمــدِ
بَـدَا لـي من الأشواقِ ما لا أطيقُه
لرؤيــةِ قــبرِ الهاشــميِّ محمـدِ
تبـدَّي لنـا نـورٌ بيـثربَ حيثُمـا
وَصـَلنا إلـى رَبْـع النـبيِّ محمـدِ
ثَنــائي وتَـذْكاري وَوُدِّي وطـاعتي
ومــدحي لخيـرِ العـالمينَ محمـدِ
دنَــا فتــدَلى لا دنــو مســافةٍ
ولكــنَّ إكرامــاً لقَــدْرِ محمــدِ
ذَر العـذْلَ عنـي يـا عذولُ فإنّني
مقيــمٌ عَلَــى مَــدْحي وَوُدّ محمـدِ
رِضـَا اللـهِ حَـقٌّ في اتباع رسوله
وطــاعتُه يــا صـاح ديـنُ محمـدِ
جَلاَ كــل هـمٍّ عـن فـؤادي مـديحُه
ولا مـدح ينجـو مثـل مَـدحِ محمـدِ
حَلا مـدحُه فـي كـلِّ قلـبٍ كما حلا
بأســماءِ أهـل الأرض إسـمُ محمـدِ
خزائنُــه مملــوءةٌ كرَمــاً فمـن
يَـرَى فـي كرامـاتِ الرضـا كمحمدِ
زمـاني تـولّى وانْقَضـى في بطالةٍ
لأنــي بـهِ لـم أحْـىِ مَـدْح محمـدِ
شــَهِدتُ بــأنّ اللـهَ فضـّله علَـى
جميـع البرايَـا مَـن كمِثـل محمدِ
صـــنائِعُه مشـــكورةٌ وفعـــالُه
مــؤثرةٌ فــارغبْ لــدينِ محمــدِ
ضـياءِ ذكـاءِ مـن سـنا نورِ وجهه
فمـا فـي الـورى وجهٌ كوجْهِ محمدِ
طَمَـى بحـر شـوقي في زيارة قبره
فهـلْ فـي الـورَى قبرٌ كقبرِ محمدِ
ظِلالُ جنــان الخُلْـدِ والفـوز فـي
غـدٍ لمـن يبتغى دينَ النبيِّ محمدِ
عيــونٌ بــه قَـرَّتْ ودامَ سـُرُورُها
لِمَـا نظـرت مـن حُسـْن وَجـه محمدِ
غرامـي إليـه دائمٌ ليـس ينقضـى
كمـا ليـسَ يغنـى ذكـرُ مدح محمدِ
فتعســاً لقــومٍ كــذَّبوا بمحمـدٍ
وطُــوبَى لقــومٍ آمنــوا بمحمـدِ
قلائدُ شـــعرى زينـــتْ بمــديحه
وهـل فـي قريـض زانَ كاسـم محمدِ
كفــاهُ إلـهُ الخلـق كـلَّ مخاتـلٍ
ودمــر أهـلَ الشـركِ سـيفُ محمـدِ
لحا الله من قد صَدَّ عَنْ دين أحمدٍ
وشـُلّتْ يـدَا مَـنْ عـاب ديـن محمدِ
مَـدِيحى لـه دَيْـنٌ وَدِينـي مَـديحه
فمَـا خَـاب مَـن يتلـو مديح محمدِ
نَمَــا بـدنى لمـا شـُغلتُ بـذكره
فيــا ربّ وَفِّقنــي لِرُؤْيـا محمـدِ
هو الموردُ العذبُ الذي طاب وِرده
فيــا رب أوردنــي حِيـاض محمـدِ
لأُمَّتُــه ســفي دينهـا خيـر أُمَّـة
وهـم خيـرُ سـادات الـورى بمحمدِ
يسـيرٌ علـى مـن يسـّر اللهُ ربنا
زيــارةً قــبرٍ للشــفيع محمــدِ
عليـهِ صـلاةُ اللـهِ ما هبَّت الصَّبَا
ومــا فـاهَ مخلـوقٌ بـذكرِ محمـدِ
أقـول لنفسـي قـد رأيـتُ خيـالَه
ألا قَــدِّمي خيــراً لأِخْـراكِ تُرْشـَدِ
فَهـذِي هـي البُشرى تفوزُ بها غداً
برُؤْيـا نـبيٍّ فأحمـدِ اللـه تُحْمَدِ
وفتــحٌ مــبينٌ لا يكــدرهُ قــذىً
ونصــر عزيــزٌ بالســرور مُؤَيَّـدِ
وعنــوانُ خيــراتٍ ومحـوُ جـرائمٍ
وفــكُّ أســيرٍ بالــذنوب مُقيَّــدِ
وفضـلٌ وإنـذارٌ لمـن كـان غافلا
وبُشـْرَى وتَـذْكارٌ لِمَـنْ هـو يهتدِى
فطـوبى لعبـدٍ وحَّـد اللـه مُخلِصاً
ولـم يُـؤْذِ مخلوقاً وبُعْداً لمُعْتَدِى
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.