
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تعلّـمْ العلـمَ حقّـاً يـا فتَـى عمرِ
ولا تـدَع فصـله مـا دمْتَ في الصغرِ
فـالعلم سـهلٌ إذا ما كنتَ في صِغَرِ
وغيـرُ سـَهْلٍ إذا ما كنت في الكِبَرِ
والعِلْــم أثبـتُ للفتيـانِ مَنفعـةً
قد كان تعليمُهم كالنقش في الحجرِ
وإنّ فــي العلـم آدابـاً وتـذكرةً
للغـــافلين وتـــذكيراً لِمــدّكِرِ
وعـــبرةً وعظـــاتٍ ثــم منفعــةً
للســـائلين وأفكــاراً لمعتبِــرِ
فصــاحبُ الجَهــل موضـوعٌ ولا عَجَـبٌ
وصـاحب العِلـم عند الخلق ذُو قَدَرِ
ينــالُ منزلــةَ الأحــرارِ عبـدُهمُ
بـالعلمِ والحـرُّ يغدُو أشرفَ القَدرِ
إنـى نصـحتكَ فاسْتمسـِكْ بنصـحِ فتَى
مُشــَافِق مُشــْفِق صـافٍ مِـن الكَـدَرِ
فلا تجـالسْ أُهيـلَ السـوء يا وَلَدى
وفـرَّ عنهـم وكـن مِنهـم عَلَـى حَذَرِ
ولا تجَـالسْ كـثيرَ الضـحكِ ذَا رِيَـبٍ
ولا تُجَـالسْ كـثيرَ القـولِ ذَا هَـدَرِ
وَلا تُصـاحب أخَـا كـذِبٍ وكـنْ فطِنـاً
فـي الفِعل والقول والأخبار والأثرِ
ودَع مجالســةَ المغتــابِ مُجتهـداً
وكـنْ حليمـا جَليـس العالمٍ الحذرِ
فــإن مجلـس أَهـل العلـم مرتبـةٌ
ومجلـسَ السـوءِ عِنـدي أعظم الضررِ
إنّــي أميـنٌ صـَفِيٌّ الـودِّ ذُو مِقَـةٍ
مُعلــمٌ لــك هـادٍ فاسـتمع خبَـرِى
أخُـصُّ بالنصـح محمـودَ اللقاء لنا
أعنـى بـذاكَ سـليماناً فتَـى عِـبرِ
كـنْ فـي المساجدِ ذا صمتٍ وذَا فكرٍ
مرتِّــلَ الــذكرِ والآيـات والسـورِ
وبـرَّ يـا سـيِّدى بالوالـدين وكـنْ
محافظــاً لهمَـا فـي مـدة العُمُـرِ
ورَاعِ حقهمــا فــي كــلِّ منزلــةٍ
فــإنّ برَّهمــا مـن أطيـبِ السـَّيَرِ
إيَّـاكَ والكـبرَ لا تسـلك لـهُ طرُفاً
إنَّ ابــن آدم مخلـوقٌ مِـن المَـدَرِ
لا تُشـغِل القلـبَ بالدنيا وزُخرفها
فــإنَّ طالبَهــا مِنهـا عَلـى خطّـرِ
هــي الغَـرُور فلا يَغْـرُرك ظاهرُهـا
وليـــس يختارُهــا إلا ذُوو غــررِ
واصـرفْ هُمومَـك للأخـرى وكُـنْ حذِراً
تَلْــق السـرورَ بجنـاتٍ علـى سـُررِ
واقْـفُ المعلـمَ فيمـا قال من أَدبٍ
واجعـلْ محلّتـه فـي أرفـعِ القـدَرِ
ولا تخــالفْه فـي قـولٍ وفـي عمـلِ
ولا تخـالفْه واحـذرْ صـولةَ البطـرِ
فـــإنه ناصــحٌ لا شــخصَ يُشــْبُهه
لكـلّ مَـن جـاء مـن بَـدو ومن حَضر
واخفـضْ جناحَـك دأْبـاً للمعلمِ فَهْو
الوالدُ المُشْفِق المشهور في الخبرِ
والـقَ العـدوّ بـوجهِ غيـر ذِي كدرٍ
وإن رَمـاك بفحـشِ القـول فاصـطبِر
كـنْ راضـياً بقضـاءِ اللـهِ ذَا عِبرٍ
فـي النفع والضُّرِّ والإعسار واليسرِ
وإن حــبيت فلا تُقْــرط لـذاكَ وإنْ
أبغضـت فـالحبُّ والبغضـا على قَدَر
ولا تسـافرْ مـع الأنـذالِ فـي طُـرُق
وكـنْ مـع المرتضى إن كنتَ ذَا سفِر
فـدمْ وعـشْ وابـقَ فـي خيرٍ وعافية
وفــي معــاشٍ رغيـدٍ مـدة العُمُـرِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.