
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألا قُــل لِــذى حمـق تسـربل بالغـدرِ
وجـانب أهـل العـدل والفضـل والقدرِ
تــأهب لقــد جاشــت قريحــةُ مـاهرٍ
عليـــك بـــأمواج تلاطَــمُ كــالبحرِ
قــوافٍ كأمثــال الســيوفِ قواطعــاً
رجومـاً لأهـلِ الغـدرِ والزيـغ والمكرِ
ومــن كــان ذا حقــدٍ فيسـودُّ وجهـه
ومــن كــان ذا وُدٍّ فيعــرفُ بالبِشـْرِ
ويعـــرف أخلاقُ الـــورى بســـماعِها
وتبـدى لنا المكنون في السرِّ والجهرِ
فَــذرْنى وهَجْــوى للمخــالفِ والــذي
يعنِّـفُ أهـلَ العـدلِ والـدين والـذكرِ
ســـأطلق أَمْراســى عليــه ســوابقاً
تفتــتُ منــه أَعْظُـمَ الظهـرِ والصـدرِ
فأرســـلها ســَهما علــى أمِّ رأســه
فتهـوِى بـه سـفلاً إلـى أعمـق القَعْـرِ
إذا قــرئت يومــاً لــه وهـو حاضـرٌ
يقـولُ لهـم يـا ليتنى كنتُ في القبرِ
وتعصـــفهم عصـــفَ الريــاحِ بشــدة
فتــتركهم صـَرْعى علـى الأرض بـالقَمْرِ
أحـاطَ بهـم فـي دهرهـم سـوءُ مكرهـم
وأكــثر مــا أغـوتهمُ نخـوةُ الكِبْـرِ
ولــو فكــروا فـي أمرهـم لتـدبَّرُوا
ولكنهــم حَمْقَـى تعَـاموا عـن الفِكـرِ
فتبّــاً وخســراناً لهــم ضـلَّ سـعيُهم
ودارت عليهــم دائراتٌ مِــن الــدهرِ
قــد اســتحوذَ الشـيطان جهلا عليهـمُ
فأنســاهُمُ ذكــرَ القيامــةِ والنشـْرِ
فحـادُوا وخـانُوا واشـرأبُّوا وخالفوا
وباتُوا وناموا واستقامُوا على النُّكرِ
فمـــا نفعتهـــم رأفـــةٌ ولطافــةٌ
وهـل ينفـع المقبـاسُ في ظلمةِ القبرِ
ولســْنَا نُبــالى بــاللئامِ وطعنهـم
علينـا وفينـا سـيدُ البَـدْو والحضـْرِ
فـــذاكَ إمــامُ المســلمين بلعــربٍ
سـلالة سـلطان الفـتى المرتضَى الذَّمْر
جــوادٌ لــه كــفٌّ إذا انهــلَّ جـودُه
علـى الخلق أغْناهم عن الغيثِ والقَطْرِ
أيــاديه لا تُحصــى عــداداً وكــثرةً
تجــلُّ عــن الإحصـاءِ والعـدّ والحصـرِ
يقيســونه بــالبحرِ والبحــرُ مالـحُ
وقـد يصـفون البحـر بالمـدِّ والجـزرِ
لــه الشـرفُ الأعلَـى علـى كـل بـاذخٍ
ولا زالَ فــي يسـرٍ وقـاليه فـي عُسـرِ
ولا زالَ فـــي مجـــدٍ وعــزٍّ ورِفعــةٍ
مـدى العمـر منصـورَ الكتائب بالنَّصرِ
ولا زالَ مــن والاهُ فـي الأمـن راتعـاً
وأعـداؤُه فـي البُـؤسِ والـذُّلِّ والْخُسْرِ
إمــامَ الهــدى خـذها قـوافىَ ضـمنتْ
معـانىَ محـضِ الـودِّ والحمـدِ والشـُّكرِ
وعــشْ أبــد الـدنيا مليكـاً مخلّـداً
ودمْ وابـقَ دهراً مالكَ النهْىِ في الأمرِ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.