
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لِلـهِ فـي الأرضِ أقـوامٌ قـد اشـْتَملوا
بـالعزّ واعتـدلوا حقّـاً ومـا عـدلُوا
إن حـدّثُوا صـَدَقُوا أو كلّمـوا رَفَقُـوا
أو شـُوفِهُوا نطقـوا أو حُوكِموا عَدَلُوا
بـاللهِ قـد وثقـوا بالدين قد خُلِقُوا
للخيـرِ قـد وُفِّقُـوا للـهِ قـد عَمِلُـوا
أكــرمْ بهــم ســادةً أصـحابَ مكرمـةٍ
تراهــمْ مشــرقي الألـوانِ إن سـُئِلوا
هُـمْ القضـاةُ الثقـاتُ السـادةُ اتفقت
آثــارهم كلهُّــم عــدلا ومـا غَفَلُـوا
منهـم إمامُ الهدى الزاكى الولىّ فتىً
سـيفُ بـن مالـك السـَّامى هـو البطـلُ
والشــيخ قُــدْوَتُنا عبــدُ الإلـهِ فـي
محمــد بــن علــى العــادلُ الوجـلُ
وشــيخُنا راشــدٌ نســلُ الفتَـى خلَـف
أولئك الســادةُ الأخيـارُ قـد كَمُلُـوا
عَنهـم أَخَـذْنَا أُصـولَ الـدين جملتنـا
والحـقَّ قـالوا وَمـا فـي قولهمن خَطَلُ
وأفهمونَــا بمَــا يحــووُنَ مـن نُكـتٍ
غريبــةٍ مــا بهــا لحــنٌ ولا زَلَــلُ
هُــمْ أَوْضــحُوا حجــةَ الإحـرام بَيِّنَـةً
مضـيئةً مِـنْ علـومِ الشـرعِ واعْتَـدلُوا
وَأَســْمَعُوا مَــن تصـلِّى خَلفهـم معهـم
بضــمةٍ لهكـذَا اسـتنباطُ مَـا فَعَلُـوا
وهــاكم معشــرَ الإســلامِ قــول رضـىً
فعوجـوا وأجيبـوا الـداع واحتفلُـوا
وأقبلــوا وأطيلُــوا فيــه فكركُــم
وأكرمــوه وفــي تحصــيلهِ اشـتَغلُوا
وأهلمــوه قُلوبــاً طــال مَـا وَجِلَـتْ
وهْـو المقـالُ الـذي مـا فيـه مُـدَّخَلُ
فــي الـذكرِ أصـلُ لـه والأصـلُ متبـعٌ
وقــد رَوَتْــه ثقــاتٌ ســادةٌ فَضـُلُوا
فــاتَّبِعُوا وأطيعُـوا واسـمعُوا كلمـاً
لهَــا أصــولٌ بشــرعِ الـدين تشـتملُ
خلّـوا التنـازعَ والتقليـدَ وادكـروا
وأقْبِلــوا لكتــابِ اللـهِ واحْتَمِلُـوا
اللهُ أكبرُ مثلُ الله أعلمُ في القرآن
جــــاءت مـــراراً ليـــس تَنْتقـــلُ
كــلُّ علــى أصــلِه يجــرى وعــادتُه
حـــتى تحـــولَه الأســبابُ والعِلــلُ
واللـــهُ أنـــزلَ آيـــاتٍ مبينـــةً
لهــا ضــياءٌ كنــور الشـمس يشـتعلُ
كيمــا يقــاس علهيـا مـا يشـابهُها
مـن الأصـول الـتي فـي الشـرعِ تمتثِلُ
ولا تنـــازع فــي القــرآن بينهــم
قـد جـوزوا آلـةَ التسـكينِ إنْ فَصَلُوا
فليــأتِ بالحجــةِ البيضــاءِ واضـحةً
مـن الكتـابِ الـذي جـاءت بـه الرسُلُ
أو ســنةِ المصـطفى المتخـارِ سـيدنا
خيـرِ البرايَـا الـذي دَانَتْ له الملكُ
أو احتمــاعٍ مــن الأخيـار ليـسَ بـه
تنــازعٌ بينهــم فــي كـلِّ مَـا يصـِلُ
أو مــن كتــابٍ مــن الآثـارِ بغفلـة
عــن الأثمــةِ مــأثوراً بمـا فَعلُـوا
نخضـعْ ونسـمعْ ونتبـعْ مـا يقـولُ بـهِ
مــن المقـالِ ولا يجمـحْ بنـا العَـذَلُ
قــدْ قــالَ ربــى قــولا لا مـردَّ لـهُ
فـي الـذكر فاجتمعُوا في بحثِه وسَلُوا
فــإِنْ تنــازعتُمُ فــي الأمـر بينكـم
ردُّوا إلـى اللـهِ كـلَّ الأمرِ وامتثلُوا
تلقــوا براهيـنَ كـلِّ الـدين سـاطعةً
مثـلَ المصـابيحِ نـوراً مَـا بهَـا ظُلَلُ
ومــن تعلَّــق بــالقرآنِ حَســْبُكَ مِـن
ركــنٍ شــديدٍ ومــا فـي أصـْلِه جَـدَلُ
كَفَــى بــه حجــةً فــي الأرضِ واضـحةً
إذا تنـازعَ مَـنْ فـي الأرض أو جَهِلُـوا
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.