
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بمـوتِ المرتضى الواكي الرضى
تـــألمَّ كــل مســتورٍ ولِــىّ
وأصــبحَ كــلُّ ذي ديـن وعقـلِ
مـن الثقليـن فـي عيـشٍ وبِـىّ
وأكمــد كــل ذي علـمِ وحلـمِ
وكـــدّر كــل محبــوب شــهىّ
وأظلمـت المـدائنُ والنـواحي
بمـوتِ العـالمِ الـبرِّ الـوفِىّ
وكـادتْ مـن أماكنها الرَّواسي
تخـرّ علـى الـدَّكادِك والقُلـىّ
وكــادتْ ترجـفُ الأرضـون طـرَّا
بمــن فيهـا ويصـعق كـلُّ حـيّ
وكـادَ البـدرُ يخسف والدرارى
تنــاثرُ قبـلَ خسـرانِ الشـقىّ
بمـوتِ السـيد السامي المسمّى
بصــالِح الســعيد الزاملــىّ
بمـــوتِ العـــالمِ المفــدَّى
الأبـىِّ العـالم العلـم الولىِّ
أخِي العلياء واليد والمعالي
حليـفِ الجود ذِى الرأى الجِلىّ
بيـومِ السـبت صـبحاً من ربيعٍ
تــوفِّى طـاهرُ الجيـبِ التقـىّ
وألــف مــع ثلاث قــد تقضـتْ
مـع السـبعين عُـدَّت في المضِىّ
فلا عجــبٌ إذا فاضــتْ جُفـوني
دمـاً مـن بعـد فقـدانِ التقىِّ
ولا عــارٌ إذا مــا مُـت همَـا
وأجزانـا علـى الصَّافِي الصفِىّ
فيـا لَك من عزيز في البرايا
بعيـــشٍ طيـــبٍ رغــد هنِــىّ
وكنـت مَكرّمـاً يا ذا السجايا
مـع الأقـوامِ بـالعلم السـنِىّ
وكنـت مشـرّفاً يا ذَا المزَايا
مـع الأقـوامِ بـالنورِ البَهِـىْ
فأمسـى شخصـُك الزاكـي دفيناً
بقفـــرٍ طــامسٍ خــالٍ خفــىّ
تـوارى شَخصـك المـانوسُ عنـا
ولـم يُـرَ غير ذكرك في النَّدِىّ
أيـا بحـراً ثـوَى في بطنِ قفرٍ
عليــك صــلاة ربـك مِـنْ تِقـىّ
لقـد عمـت مصـيبُتك البرايـا
جميعــاً مِــن شـريفٍ أو دنِـىّ
وأيتمــت الأدانــى والأقاصـِى
جميعــاً مــن وضـيعٍ أو عَلِـىّ
وأحزنـتَ الأنـامَ مـن الرعايا
بموتــك مــن كـبيرِ أو صـَبِيّ
وأرثـــت الخلائقَ كــلَّ حــزن
بمــوت مــن نقيــرٍ أو غنِـيّ
وأسـقيت الـورَى كاسـَاتِ حُـزنٍ
بموتــك مــن فصـيحٍ أو عَيِـىّ
حــويت تكرمـاً وحـويتَ علمـاً
وطلــتَ العــالمين بحسـنِ زِيّ
وحـزت العلـم مَـع فهـم وحلم
وعقـــلٍ راجــحٍ صــافٍ جلــىّ
وعلَّمــتَ الشــرائعَ كـلَّ لَسـن
وأنقـذتَ الـورَى مـن كـلِّ عـيّ
فــأيُّ النـاس مـن قـاصٍ ودانٍ
بموتــك غيــر محــزونٍ شـَجِىْ
ومـن لـم يُمـسِ فـي هـمٍّ وغـمٍّ
بموتــك غيــر منبــوذٍ غَـوِىّ
فعـلَّ ثـراك يـا قـبراً بِنَزْوَى
غَــوادٍ بالغــداةِ وبالعشــِىّ
فيـا لـك ثلمـةً مـا سـُدَّ بابٌ
لهـا لـولا ابـن سيف اليَعْرُبِيّ
هُـو السـلطانُ سـلطانُ بن سيفِ
ســلالةُ مالــكِ الفطـن الكَـيّ
إمـــامٌ عـــادلٌ بَــرٌّ حَفــىّ
فأحسـنْ بالوفَـا الـبرّ الحَفِىّ
لقــد مـنَّ الإلـه بـه علينـا
وصــفوته أبـي العـربِ الأبـىّ
لقـدْ عـمَّ الأنـامَ جـدىً وجوداً
وأســقاهُم حيـاً مِـنْ بعـد رِىً
وأنقـذهم مـن البَلْـوَى جميعاً
وطهّــر عِرْضــَهُم مـن كـلِّ غَـيّ
وصــلّى اللـهُ ربـي كـلَّ حيـنٍ
علـى خيـرِ البريـة مـن قُصـَىّ
علـى خيـر البريـة مـن نزار
شــفيع الخلـق أحمـدٍ النـبيّ
محمد بن عبد الله بن سالم المعولي. أحد أعلام الشعر العمانيين الخالدين عاش في أواخر القرن الحادي عشر وفي القرن الثاني عشر الهجري. وخلد في شعره ومدائحه مجد شعبه وعظمة حكامه وانتصارات ملوكه وأئمته الخالدين. وقد كان المعولي يملك موهبة شعرية قوية وملكة لغوية قادرة على التعبير عن عواطفه ومشاعره. ووعى كل الثقافات الإسلامية والعربية مما جعل منه شاعراً كبيراً يهز الجماهير العربية في عصره بشعره البليغ.