
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حَـدِيثٌ عَلَـى رَغْـمِ الْعُلاَ غَيْـرُ كَـاذِبٍ
يَغَــصُّ النَّــوَادِي عِنْـدَه بـالنَّوادِبِ
وللـهِ مِـنْ سـَهْمٍ عَلَـى الْبُعْـدِ صَائِبٍ
رمـى ثغـرة المجد الصريح المناسب
أيــا صـاحِبي نجـوايَ دعـوةُ صـاحِبٍ
أَطَـافَتْ بِـهِ الأَشـْجَانُ مِـنْ كُـلِّ جَانِبٍ
أَلِمَّــا بِأَحْـدَاثِ الْعُلَـى وَالْمَنَـاقِبِ
تُحَــيِّ ثَرَاهَــا وَاكِفَــاتُ السـَّحَائِبِ
أَلاَ فَابْكِيَــا رَوْضَ الْجَلاَلِ الَّـذِي ذَوَى
عَلَـى حِيـنَ هَزَّتْـهُ السـَّمَاحَةُ وَاسْتَوَى
وَجَــادَتْهُ أَخْلاَفُ الْخِلاَفَــةِ فَــاْرْتَوَى
وَنُوحَـا عَلَـى نَجْـمِ الْعَلاَءِ الَّذِي هَوَى
فَـأَبْرَزَ شـَمْسَ الْجَـوِّ فِي خلْعَةِ الْجَوَى
فَلِلَّـهِ مِـنْ دِيَـوانِ فَضـْلٍ قَـدِ انْطَوَى
وَعُوجَـا بِأَكْنَـافِ الضـَّرِيح الَّذِي حَوَى
مِـنَ الْجُـودِ وَالإفْضَالِ أَسْنَى الْمَرَاتِبِ
أَقِيمَـا بِحَـقٍّ مَـأَتَمَ الْبَـأْسِ وَالنَّدَى
وَلاَ تَقِفَـا خَيْـلَ الـدُّمُوعِ إِلـى مَـدَى
لِبَـدْرٍ جَلاَ جُنْـحَ الـدُّجَى لِمَـنِ اهْتَدَى
وَغُصــْنِ ذَوَى حِيــنَ اسـْتَوَى وَتَـأَوَّدَا
وَســَيْفِ إِمَـامِ أَغْمَـدَتْهُ يَـدُ الـرَّدَى
وَلاَ تَأنَسـَا مَـا رَاحَ رَكْـبٌ وَمَـا غَدَا
أَلاَ فَابْكِيَـا غَيْـثَ الْمَـوَاهِبِ وَالْجَدَى
وَلَيْـثَ الشـَّرى نَجْـلَ السُّرَاةِ الأَطَايبِ
هَـوُ الـدَّمْعُ إِنْ شـَحَّتْ لِخَطْـبٍ عُيُـونُهُ
عَلَـى ابْـنِ أَبـي عَمْـرو يُذَالُ مَصُونُهُ
فــتى حـرك الأرجـاز حزنـاً سـكونُه
وغــالت قَصــِيات الأمــاني منونُـة
فَحُثَّـا سـَحَابَ الـدَّمْعِ تَهْمِـي هَتُـونُهُ
عَلَيْــهِ كَمَــا كَـانَتْ تَصـُوبُ يَمِينُـهُ
وَجُـودَا بِوَبْـلِ الـدَّمْعِ تَهْمِـي شُؤونُهُ
كَمَـا هَمَلَـتْ مُـزْنُ الْغُيُـوثِ السَّوَاكِبِ
وَقُــولاَ لِمَــنْ شــُدَّتْ إِلَيْـهِ نُسـُوعُهُ
يُؤَمِّــلُ مِنْـهُ النَّصـْرَ فِيمَـا يَرُوعُـهُ
فَيُصــْرِخُهُ إِنْ ضــَاقَ بِـالَّروْعِ رُوعُـهُ
هُــوَ الْقَـدَرُ الْمَحْتُـومُ حُـمَّ وُقُـوعُهُ
وَبَــدْرُ اللَّيَــالِي لاَ يُرَجَّـى طُلُـوعُهُ
وَقَلْــبُ الْمَعَــالِي أَسـْلَمَتْهُ ضـُلُوعُهُ
وَنُوحَـا فَـإِنَّ الْمَجْـدَ أَقْـوَتْ رُبُـوعُهُ
وَزُلْـــزِلَ مِنْــهُ مُشــْمَخُّرِ الأَهَاضــِب
هَصــَرْتَ ثِمَـارَ الْعِـزِّ طَيِّبَـةَ الْجَنَـى
وَشـَيَّدْتَ مَثْـوَى الْفَخْر مُسْتَحْكم الْبنَا
وَخَلَّفْـتَ فِـي الأَرْجـو مِنْ ذَائِعِ الثَّنَا
فَضــَائِلَ لاَ يَغْتَالُهَـا طـارِق الْفنـا
وَصـَيَّرْتَ صـَعْبَ الشـَّرْقِ لِلْغَـرْبِ هَيِّنـاً
وَكُنْــتَ مُســِرّاً لِلْخُلُــوصِ وَمعْلِنَــا
وَمَـا كُنْتَ إِلاَّ الْبَحْرَ وَالطَّوْدَ وَالسَّنَا
تُضــِيءُ ضـِيَاءَ الزَّاهِـرَاتِ الثَّـوَاقِبِ
أَلَهْفــاً عَلَيْهَــا مِــنْ خَلالٍ كَرِيمَـةٍ
كَـرَوْضِ الرُّبَـا تَفْتَـرُّ فِـي أَرْضِ دِيمَة
تَــرفُّ جَنَاهَــا عَــنْ أُصـُول قَدِيمَـةٍ
وَدُرَّة مَجْــــدٍ لاَ تُقَـــاسُ بِقِيمَـــة
تَــذُودُ عَــنِ الأَحْــرَارِ كُـلَّ هَضـِيمَةٍ
وَكَـمْ مِـنْ مَعَـالٍ قَـدْ حَـوَيْتَ عَظِيمَـة
وَمَــا كُنْــتَ إِلاَّ حَـائِزاً كُـلَّ شـيمة
مـن الفخـر سـباقاً لبـذل الرغائب
إذا ذكــر الحُجَّـابُ فـي كُـلِّ مَشـهَدٍ
وَأَمْلاَكُهُــمْ مِــنْ كُـلِّ هَـادٍ ومُهْتَـدِي
ومُعْتَمِـــد مِـــنْ بَعْــدِهِم ومُؤَيَّــد
وَعُــدِّدَتِ الآثَــارُ مِــنْ كُــلِّ أَوْحَـدِ
كَمَـا زِيـنَ نَحْـرٌ بِالْفَريـدِ الْمُقَلَّـدِ
وَكَـانُوا نُجُومـاً فِي الزَّمَانِ لِمُهْتَدِي
فَمَــا اخْتَصــَّتِ الأَمْلاَكُ مِثْــلَ مُحَمَّـدٍ
وَمَـا افْتَخَـرَتْ طُـولَ الزَّمَـانِ بِحَاجِبِ
مُحَمَّــــدُ أَحْـــرَزْتَ الْعَلاَءَ الْمُكَمَّلا
فَعُلْيَــاكَ قَـدْ حَطَّـتْ سـِوَاكَ وَإِنْ عَلاَ
فكُنْـتَ الْحَيَـا وَالْبَدْرَ جُوداً وَمُجْتَلَى
وَسـَيْفاً طَرِيـرَ الْحَـدِّ مُنْتَظِـمَ الْحُلاَ
بَلَغْــتَ الَّــتيِ مَـا فَوْقَهَـا مُتَمَهِّلاً
وَمَـا بَـالَغَ الإِطْنَـابُ فِيـكَ وَإِنْ غَلاَ
وَمَـا نَـالَتِ الأَشْرَافُ مَا نِلْتَ مِنْ عُلاَ
وَلاَ لَــكَ نِــدٌّ فِـي الْعُلاَ وَالْمَنَـاقِبِ
لأَبْــدَيْتَ فِـي التَّـدْبِير كُـلَّ عَجيبَـةٍ
بِــآراءِ كَهْــلٍ فِــي ثِيَـابِ شـَبِيبَة
فـــأَعْجَزْتَ حُجَّـــابَ الْعُلاَ بِضــِريبَةٍ
مِـنَ اللـهِ وَالْخُلْـقِ الْحَمِيـدِ قِريبَة
وَنَفْـسٍ إِلَـى دَاعِـي الْكَمَـالِ مُجِيبَـةٍ
تَــذُوبُ حَيَــاءً وَهْــيَ غَيْـرُ مُرِيَبـة
وَإِنْ خُــصَّ مِنْهُــمْ مَاجِــدٌ بِنَقِيبَــةٍ
فَقَـدْ حُزْتَ فِي الْعلْيَا جَميِعَ الْمَنَاقِبِ
كَمُلْــتَ فَلَــمْ تَلْحَـقْ عُلاَكَ النَّقَـائِصُ
ســَمَوْتَ فَلَــمْ يُــدْرِكْ مَحَلَّـكَ شـَاخِصُ
وَحُثَّــتْ لِمَغْنَــاكَ الرَّحِيــبِ الْقَلاَئِصُ
وَرُدَّتْ بِــكَ الأَهْــوَالُ وَهْــيَ نَـوَاكِصُ
فَــإِنْ شــِئْتَ إِخْلاَصـاً فُـؤَادُكَ خَـالِصٌ
وَيَــا دُرَّةً مَــا حَازَهَـا قَـطُّ غَـائِصُ
نَمتْـكَ إِلَـى الْمَجْـدِ الأَصـِيلِ خَصـَائِصٌ
يُقَصــِّرُ عَنْهَــا نَجْــلُ زَيْـدٍ وَحَـاجِبِ
هـو الْبَيْـنُ حَتْمـاً لاَ لَعَـلَّ وَلاَ عَسـَى
وَمَـاذَا عَسـَى يُغْنِـي الْوَلِيُّ وَمَا عَسَى
وَلَوْ كَانَ يُجْدِي الْحُزْنُ أَوْ يَنْفَعُ الأَسَى
لَمَــا وَجَــدَتْ أَنْفَاســُنَا مُتَنَفَّســَا
فَكَـمْ بَيْـنَ مَـنْ هَـدَّ الْبِنَـاءَ وَأسَّسَا
وَلَيْـسَ سـَوَاءً أَحْسـَنَ الـدَّهْرُ أَمْ أُسَا
ظَعَنْـتَ عَـنِ الـدُّنْيَا حَمِيـداً مُقَدَّسـَا
وَسـِرْتَ بَـرِيئاً مِـن ذَمِيـم الْمَثَـالِب
كَـذَا الْبَـثُّ لاَ يُشـْفَى بِلَيْـتَ وَعَلَّنِـي
أُعَالِـجُ أَشـْجَانِي إِذَا اللَّيْـلُ جَنَّنـي
وَأَنْهَلَنِـــي وِرْدَ الــدَّمُوعِ وَعَلَّنِــي
وَمَـا أَنَـا عَـنْ حُزْنِـي عَلَيْكَ بِمُنَثنِي
فَلَـمْ يُلْهِنِي مَا طَابَ مِنْ عَيْشِيَ الْهَنِي
أَقُــولُ لِمَــنْ يَبْغِــي سـُلُوِّي خلّنـي
فَبِــاللهِ مَـا دَمْعِـي بِـرَاقٍ وَإِنَّنِـي
أَكَفْكِــفُ مِنْــهُ كَالْعِهَـادِ السـَّوَاكِبِ
لبِســت الرضــى فـي بَـدأَةٍ وتَتِمَّـةٍ
وَدَافَعْــتَ عَــنْ مَــوْلاَكَ كُــلَّ مُلِمَّـة
بَقِيــتَ إِذَا اســْتكْفَاكَ كُــلَّ مُهمَّـةٍ
وَلَــمْ تَـأَلُ فـي صـِيتٍ بَعِيـدٍ وَهِمَّـة
وَكُنْــتَ أَحَــقَّ الْمُخْلِصــينَ بِنِعْمَــةٍ
فَقُدِّســـْتَ مِـــنْ آلٍ كَريــمٍ وَرمَّــة
وَغَمَّـــدَكَ الرَّحْمَــنُ مِنْــهُ بِرَحْمَــةٍ
تُبَلِّغُــكَ الزُّلْفَــى وَأَقْصـَى الْمَـآرِبِ
تَرَحَّلْــتَ عَــنْ رَبْــعٍ عَلِمْـتَ غُـرُورَهُ
وَفَـــارَقْتَ مَغْنَــاهُ وَأَخْلَيْــتَ دُورَهُ
وَرَافَقْــتَ وِلْــدَانَ الْجِنَـانِ وَحُـورَهُ
وَمَـنْ قَـدَّمَ الْخَيْـرَ اسـْتَطابَ وجُـورهُ
فَضــَاعَفَ فِــي مَثْــوَاكَ رَبُّـكَ نُـورَهُ
وَنَضــــْرَتَهُ لَقَّاكَهَــــا وَســـُرُورَه
وَبَـوَّاكَ مَـنْ أَعْلَـى الْجِنَـانِ قُصـُورَهُ
تُحَيِّيــكَ فِيهَــا مُســْبَلاتُ الـذَّوَائِبِ
عَلَــى مثْلــهِ ثُكْلاً تَشـِيبُ الْمَفَـارِقُ
وَهَـلْ تُخْطِيء الْمَرْءَ الْخُطُوبُ الطَّوَارِقُ
لَقَـدْ شـَاقَنِي مِنْـكَ الْحَبِيبُ الْمُفَارِقُ
فَقَلْــبي وَأَجْفَـانيِ الْعَقيـقُ وَبَـارِقُ
أُصـِبْتُ بِـذُخْري مِنْـكَ والـدَّهْرُ سـَارقٌ
سَاَصـْحَبُ فِيـكَ الْوَجْـدَ مَـا ذَرّ شـَارقُ
عَلَيْــكَ ســَلاَمُ اللـهِ مَـا لاَحَ بَـارِقُ
وَمَـا سـَجَعَتْ وُرْقُ الْحَمَـامِ النَّـوَادِبِ