
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَبِّــهْ نَـدِيمَكِ لِلصـَّبُوحِ وَهَاتِهَـا
كَالشـَّمْسِ تُشـْرِقُ مِنْ جَميِعِ جِهَاتِهَا
وَاصـْرِفْ بِصـِرْفِ الرَّاحِ هَمّاً كَامِناً
وَاحِـي السـُّرُورَ تَنَعُّمـاً بِحَيَاتِهَا
صـَفْرَاءُ نُسـْفِرُ عَـنْ حَبَابِ كُؤُوسِهَا
رَقَّـتْ فَـرَاقَ لَنَا الزَّمَانُ بِذَاتِهَا
أَبْـدَى عَلَيْهَـا الْمَـزْجُ دُرَّ حَبَابِهِ
فَتَخَـــالُهُ دُرّاً عَلَــى لَبَّاتِهَــا
وَكَأَنَّمَـا بَيْـنَ النَّـدَامَى أَطْلَعَـتْ
بَـدْراً بِجُنْـحِ اللَّيْـلِ مِنْ آيَاتِهَا
أَكْـرِمْ بِهَـا فَالصًّفْوُ بَعْضُ صِفَاتِهَا
وَتَصـَادُقُ الأَعْـدَاءِ مِـنْ عَادَاتِهَـا
مِـنْ كَـفِّ سـَاجِيِةِ الْجُفُـونِ كَأَنَّمَا
هَبَّـتْ وَفِـي الأَجْفَـانِ بَعْضُ سِنَاتِهَا
وَلِثَغْرِهَـا عِنْـدَ ابْتِسـَامِ أَقَـاحِهِ
بَـرْقٌ تَـألَّقَ فِـي سـَنَا وَجَنَاتِهَـا
سـُقْيا لأِرْبُعِهَـا وَإنْ هِـيَ أَخْلَقَـتْ
دِيَـمٌ سـَقَتْهَا الْعَيْنُ مِنْ عَبَرَاتِهَا
دَعْ عَنْـكَ هِنْداً وَالدِّيَارَ وَمَنْ بِهَا
وَدَعِ الْغَـرَامَ يَكُـونُ بَعْضَ عُفَاتِهَا
وَانْهَـضْ بِمِـدْحَتِكَ التِـي حَلَّيْتَهَـا
بِثَنَـا أَميِـرِ الْمُسـْلِمِينَ وَهَاتِهَا
مَلِــكٌ أَعَــدَّتْهُ الْخِلاَفَـةُ نَاشـِياً
وَالـذُّعْرُ يـبرقُ تَحْـتَ حَدِّ ظُبَاتِهَا
فَغَـدَا أَحَـقَّ بِهَـا وَقَـامَ بِعِبْئِهَا
وَسـَمَا بِأَقْرَبِهَـا إِلَـى غَايَاتِهَـا
وَأَتَــاحَ أَنْدَلُســاً بِحَـدِّ حُسـَامِهِ
قَسـْراً فَأحْيَـا الأَرْضَ بَعْدَ هَمَاتِهَا
وَأَفَـاضَ مَـاءَ الْعَدْلِ فِي أَقْطَارِهَا
فَنَمَـا بِـذَاكَ الْمَـاءِ غَضُّ نَبَاتِهَا
وَغَـدَا بِهَا الْمَعْرُوفُ عُرْفاً جَارياً
فَارْتَـاحَتِ الأَيَّـامُ مِـنْ أَزَمَاتِهَـا
حَتَّـى السـُّيُوفُ غَـدَتْ كَبَعْضِ عُفَاتِهِ
سـَأَلَتْ فَأَقْطَعَهَـا رِقَـابَ عِـدَاتِهَا
كَيْـفَ اهْتَـدَى قَبَضَ الْعِنَان بِأَنْمُلٍ
نَشـَأَتْ وَلَيْـس الْقَبْضُ مِنْ عَادَاتِهَا
يَـا خَيْـرَ مَنْ وَطِئَ الْعِتَاقَ رِكَابُهُ
وَأَعَـزَّ مَـنْ حَمَلَـتْ عَلَـى صَهَوَاتِهَا
بَلَغَـتْ مُلُـوكَ الـرُّومِ عَنْكَ مَهَابَةٌ
فَغَـدَتْ تَمُـجُّ الرِّيـقَ فِي لَهَوَاتِهَا
لاَ غَـرْوَ أَنَّ الرُّعْـبَ خَـامَرَ قَلْبَهَا
فَالأُسـْدُ تُخَشـَى وَهْـيَ فِي أَجَمَاتِهَا
لِمُحَمَّـدِ بْـنِ أَبِـي الْوَلِيدِ شَمَائِلٌ
غُـرٌّ بَـدَتْ وَالْحُسـْنُ بَعْـضُ صِفَاتِهَا
وَمَكَـارِمٌ قَـدْ أَعْجَـزَتْ مَـنْ رَامَهَا
تَسـْتَغْرِقُ الـدُّنْيَا أَقَـلُّ هِبَاتِهَـا
أَمُحَمَّــدٌ أَبْلَيْــتَ دِيــنَ مُحَمَّــدٍ
حُسـْنَى بَقَـاءِ الذِّكْرِ مِنْ حَسَنَاتِهَا
هَـذِي الْجَزِيـرَةُ لاَ تَـزَالُ عَزِيـزَةً
مَحْفُوظَـةً بِـكَ يَـا إِمَـامَ وُلاَتِهَـا
إِنْ طَـافَ شـَيْطَانُ الْعِدَى بِسَمَائِهَا
رَجَمَتْــهُ شـُهْبُ صـَلاَتِهَا وَزَكَاتِهَـا
لَمَّــا دَعَتْــكَ لِنَصـْرِهَا لَبَّيْتَهَـا
وَرَضـِيتَ بَـذْلَ النَّفْسِ فِي مَرْضَاتِهَا
وَهَزَزْتَ دَوْحَ الْعَزْمِ فِي رَوْضِ الرَّجَا
فَجَنَيْـتَ غَـضَّ النَّفْـسِ فِي مَرْضَاتِهَا
وَحَسـِبْتَ بَحْـرَ الْمَاءِ كَفَّكَ بِالنَّدَى
فَصــَدَمْتَهَا مُسْتَأْنِســاً بِهِبَاتِهَـا
وَأَتَيْـتَ فَعْلَـةَ جَـدِّكَ الأَرْضَى التِي
لاَ يَرْتَضـِي الْعَلْيَاءَ مَنْ لَمْ يَأَتِهَا
فَلْيَهْــنِ أَنْدَلُســاً قُـدُومُكَ إِنَّـهُ
حِـرْزٌ لَهَـا مِـنْ طَاغِيَـاتِ عُتَاتِهَا
تُنْسـِي فَعَـالَ أَبِيـكَ فِـي آبَائِهِمْ
وَالشـِّبْلُ نِـدُّ الأُسـْدِ فِـي فَعَلاَتِهَا
فَــاللهُ يُخْـدِمُكَ الْكَـوَاكِبَ عِـزَّةً
لَـكَ سـَعْدُهَا وَالْيُمْنُ مِنْ تَبْعَاتِهَا
وَيُقِـرُّ عَيْـنَ الْمُلْكِ بِالقَمَرِ الَّذِي
خَضـَعَتْ لَـهُ الأَقْمَـارُ فِـي هَالاَتِهَا
هَــذِي عَــرْوسُ قَصـَائِدِي حَلَّيْتُهَـا
وَزَفَفَتُهَـا بِالسـَّعْدِ مِـنْ سَاعَاتِهَا
لَـكَ يَا أَمِيرَ الْمُسْلِمينَ فَعِمْ بِهَا
وَلِـيَ الْهَنَـاءُ عَلَى بِنَا أَبْيَاتِهَا
كَرُمَــتْ بِنِسـْبَتِهَا إِلَيْـكَ فَحَقُّهَـا
أَنْ يُعْتَنَــى بِرَوِيَّهَــا وَرُوَاتِهَـا
وَعَلَــى مَقَــامِكُمُ ســَلاَمٌ عَــاطِرٌ
تُهْــدِيه دَارِيـنٌ لَـدَى نَفَحَاتِهَـا