
الأبيات35
طَرِبْــتُ ومــا هــذا بسـَاعَةِ مَطْـرَبٍ
إلـى الحـي حَلّـوا بَيْـنَ عاذٍ فجُبْجُبِ
قَـدِيماً فأَمْسـَتْ دارُهُـمْ قَـدْ تَلَعَّبَـتْ
بِهـا خَرَقـاتُ الريـحِ مـن كُـلِّ مَلْعَبِ
وكَــمْ قَــدْ رَأَى رائِيهِــمُ وَرَأَيْتُـهُ
بِهــا لـيَ مِـنْ عـمٍّ كَرِيـمٍ ومِـنْ أَبِ
فَــوارِسُ مِــنْ آلِ النَّفاضــَةِ سـادَةٌ
ومِــنْ آلِ كَعْــبٍ سـُؤْدَدٌ غَيْـرُ مُعْقَـبِ
وحــيٍّ حرِيــدٍ قــد صـَبَحْنا بِغـارَةٍ
فَلَـمْ يُمْـسِ بَيْـتٌ مِنْهُـمُ تَحْـتَ كَـوْكَبِ
شــَنَنَّا عليهــم كـلَّ جَـرْداءَ شـَطْبَةٍ
لَجُــوجٍ تُبــارِي كُــلَّ أَجْـرَدَ شـَرْجَبِ
أَجَـشَّ هَزِيـمٍ فـي الخَبارِ إذا انْتَحى
هَــوادِي عِطْفَيْــهِ العِنــان مُقــرّبِ
لوَحْشــِيِّها مِــنْ جــانبَيْ زَفَيانِهـا
حَفِيــفٌ كَخُــذْرُوفِ الوَلِيـدِ المُثَقَّـبِ
إذا جـاشَ بالمـاءِ الحَمِيـمِ سِجالُها
نَضــَخْنَ بِـهِ نَضـْخَ المَـزادِ المسـَرَّبِ
فَــذَرْ ذا ولكنّــي تَمَنَّيْــتُ رَاكِبـاً
إذا قــالَ قَـوْلاً صـادِقاً لَـمْ يُكَـذَّبِ
لَــهُ ناقَــةٌ عِنْـدِي وَسـاعٌ وكُورُهـا
كِلا مِرْفَقَيْهــا عَــنْ رَحاهـا بمُجْنَـبِ
إذا حَرَّكَتْهــا رحْلَــةٌ جَنَحَــتْ بِــهِ
جُنُــوحَ القطـاةِ تَنْتَحِـي كُـلَّ سَبْسـَبِ
جُنُـوحَ قَطـاةِ الـوِرْدِ في عُصَبِ القَطا
قَرَبْـنَ مِيـاهَ النِّهْـيِ مِـن كُـلِّ مَقْرَبِ
فَغــادَيْنَ بــالأَجْزاعِ فَــوْقَ صـَوائِقٍ
وَمَــدْفَعِ ذاتِ العَيْــنِ أَعْـذَبَ مَشـْرَبِ
فَظَلْــنَ نَشــاوى بــالعُيونِ كأَنَّهـا
شــَرُوبٌ بَــدَتْ عَــنْ مَرْزُبـانٍ مُحَجَّـبِ
فَنـــالَتْ قلِيلاً شـــافِياً وَتَعجَّلــتْ
لنادِلِهــا بَيْــنَ الشــِّباكِ وَتَنْضـُبِ
تَبِيــتُ بمَوْمــاةٍ وتُصــْبِحُ ثاويــاً
بِهـا فـي أَفـاحِيصِ الغَـوِيِّ المُعَصـَّبِ
وَضــَمَّتْ إلـى جَـوْفٍ جَناحـاً وجُؤْجُـؤاً
ونــاطَتْ قليلاً فــي ســِقاءٍ مُحَبَّــبِ
إذا فَتَـرَتْ ضـَرْبَ الجَنـاحَيْنِ عـاقَبَتْ
عَلــى شـُزُنَيْها مَنْكِبـاً بَعْـدَ مَنْكَـبِ
فَلَمَّـــا أَحَســَّا جَرْســَها وتضــوَّرا
وَأَوْبَتهـــا مــنْ ذلــكَ المُتَــأوِّبِ
تَــدَلَّتْ إلــى حُـصِّ الـرُّؤُّوسِ كأنَّهـا
كُـــراتُ غُلامٍ مِـــنْ كِســاءٍ مُرَنَّــبِ
فَلَمَّـا انْجَلَـتْ عَنْها الدُّجى وسَقَتْهُما
صــَبِيبَ ســِقاءٍ نِيــطَ لمّــا يخـرّبِ
غَـدَتْ كَنَـواةِ القَسـْبِ عنهـا وأَصْبَحَتْ
تُراطِنُهـــا دَوّيّـــةٌ لَـــمْ تُعَــرَّبِ
ولـي فـي المُنـى ألاّ يُعـرّجَ راكـبي
وَيحْبِــسَ عنهــا كُــلَّ شــيءٍ مُتَـرَّبِ
ويُفْــرِجُ بَــوَّابٌ لَهـا عَـنْ مُناخِهـا
بإقْلِيــدِه بــابَ الرِّتَـاجِ المُضـبّبِ
إذا مـا أُنيخَـتْ بابنِ مَرْوانَ ناقَتي
فلَيــسَ عَلَيْهــا لِلْهَبـانِيقِ مَرْكَـبي
أُذِلَّــتْ بقُرْبــي عِنْـدَه وقَضـى لهـا
قَضــاءً فَلَــمْ يُنْقَــضْ ولـم يُتَعَقَّـبِ
فإنَّــكَ بَعْــدَ اللّـهِ أَنْـتَ أَميرُهـا
وقُنْعانُهــا مِــنْ كُـلِّ خَـوْفٍ ومرغـبِ
فَتَقضــِي فَلَــوْلا أَنَّــه كُــلُّ ريبَـةٍ
وكُــلُّ قلِيــلٍ مِــنْ وَعِيـدِكِ مُرْهِـبي
إذاً ما ابْتَغى العادِي الظَّلُومُ ظُلامةً
عَلَـــيَّ ومَـــا أَجْلَبْــتُ للْمُتَجَلِّــبِ
تُبــادِرُ أبنــاءَ الوشـاةِ وَتَبْتَغِـي
لَهـا طَلَبـاتِ الحـقِّ مِـن كُـلِّ مَطْلَـبِ
إذا أَدْلَجَـتْ حَتَّـى تَرى الصُبحَ واصَلَتْ
أدِيـمَ نَهـارِ الشـَّمْسِ مـا لَـمْ تَغَيَّبِ
فَلمَّــا رَأَتْ دَارَ الأَميــرِ تَحاوَصــَتْ
وصــَوْتُ المُنـادي بـالأذانِ المثـوَّبِ
وتَرْجِيــعُ أصــْواتِ الخصـومِ يردّهـا
ســُقُوفُ بيــوتٍ فــي طِمــارِ مُبَـوَّبِ
يَظَـــــلُّ لأَعْلاهــــا دَوِيٌّ كــــأنَّهُ
تَرَنُّــمُ قــارِي بَيْــتِ نَحْــلٍ مُجَـوَّبِ
ليلى الأخيلية
العصر الأمويليلى بنت عبد الله بن الرحال بن شداد بن كعب الأخيلية من بني عامر بن صعصعة.شاعرة فصيحة ذكية جميلة. اشتهرت بأخبارها مع توبة بن الحمير.قال لها عبد الملك بن مروان : ما رأى منك توبة حتى عشقك؟ فقالت: ما رأى الناس منك حتى جعلوك خليفة!وفدت على الحجاج مرات فكان يكرمها ويقربها وطبقتها في الشعر تلي طبقة الخنساء. وكان بينها وبين النابغة الجعدي مهاجاة.وسألت الحجاج وهو في الكوفة أن يكتب لها إلى عامله بالري ، فكتب ورحلت فلما كانت في (ساوة) ماتت ودفنت هناك. واسم جدها كعب بن حذيفة بن شداد ، وسميت (الأخيلية) لقولها أو قول جدها ، من أبيات :نحن الأخايل ما يزال غلامنا حتى يدب على العصا مذكوراوقال العيني : أبوها الأخيل بن ذي الرحالة بن شداد بن عبادة بن عقيل.
قصائد أخرىلليلى الأخيلية
طَرِبْتُ وما هذا بسَاعَةِ مَطْرَبٍ
أَقْسَمْتُ أَرْثي بَعْدَ تَوْبَةَ هالكاً
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025