
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
سَقى دار نعمى الحَيا المنسجم
وَروّى ثَراهــا ســحاب الـديم
تــذكّرت عهــد شــَبابي بِهـا
وَعَهــدَ شــَبابي بهـا منهشـم
وَهَـل نـافع لـي اِدّكار الصِبا
وَقَـد زالَ عهـد الصبا واِنصَرَم
أَهـــاجَ لِقَلـــبيَ تـــذكاره
كـوامن مـا في الحَشا من أَلَم
فَقــدت شـَبابيَ قَبـل الفِطـام
وَلاقيــت شــيبيَ قبـلَ الحُلـم
وَقَبــلَ الثلاثيــن فـي خَمسـَةٍ
تَنـاهى المشـيب بفـودي وتـم
عَلـى مسـقط الرمـل مـن عالج
وَفـي مربـط الجزع من ذي سلم
وَفـي بطـن نَجـدٍ فنقب الغوير
فـوادي النَقـا فَثَنايا العلم
عهـــود تقـــادم أَزمانهــا
فَلَهفـي لتلـك العهـود القدم
وَأَيــام لهــوي بقـى عمرهـا
عَلـى اللَهـو حَتّى فَنى واِنحَزَم
وَســرعان مــا زالَ ريعانهـا
وَطــوّح حــادي المَطايـا وزم
أَحبـايَ خلّفتمـوا لـي الهُموم
وَبتّــم خلييــن مـن كـلّ هـم
وَعَهـدي تواصـون دون الصـَديق
بحفـظ العهـود وَرعـي الـذمم
تهـادى النجـوم عَلـى إِثرِكُـم
كـأنّ النجـوم دمـوعي السـجم
فَمــا رضــت وَجــديَ إِلّا طَغـا
وَلا ذدت دَمعـــي إِلّا اِنســـَجَم
عبد المحسن بن محمد بن علي بن محسن الكاظمي، أبو المكارم.من سلالة الأشتر النخعي، شاعر فحل، كان يلقب بشاعر العرب. امتاز بارتجال القصائد الطويلة الرنانة. ولد في محلة (الدهانة) ببغداد، ونشأ في الكاظمية، فنسب إليها. وكان أجداده يحترفون التجارة بجلود الخراف، فسميت اسرته (بوست فروش) بالفارسية، ومعناه (تاجر الجلود) وتعلم مبادئ القراءة والكتابة، وصرفه والده إلى العمل في التجارة والزراعة، فما مال إليهما. واستهواه الأدب فقرأ علومه وحفظ شعراً كثيراً. وأول ما نظم الغزل، فالرثاء، فالفخر. ومر السيد جمال الدين الأفغاني بالعراق، فاتصل به، فاتجهت إليه أنظار الجاسوسية، وكان العهد الحميدي، فطورد، فلاذ بالوكالة الإيرانية ببغداد.ثم خاف النفي أو الاعتقال، فساح نحو سنتين في عشائر العراق وإمارات الخليج العربي والهند، ودخل مصر في أواخر سنة 1316هـ، على أن يواصل سيره إلى أوربا، فطارت شهرته، وفرغت يده مما ادخر، فلقي من مودة (الشيخ محمد عبده) وبره الخفي ما حبب إليه المقام بمصر، فأقام. وأصيب بمرض ذهب ببصره إلا قليلاً.ومات محمد عبده سنة 1323هـ، فعاش في ضنك يستره إباء وشمم، إلى أن توفي، في مصر الجديدة، من ضواحي القاهرة. ملأ الصحف والمجلات شعراً، وضاعت منظومات صباه. وجمع أكثر ما حفظ من شعره في (ديوان الكاظمي-ط) مجلدان.قال السيد توفيق البكري: الكاظمي ثالث اثنين، الشريف الرضي ومهيار الديلمي.