
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
العـــدلُ عهــدُ خلافــةِ الإنســانِ
ومــدادُ ظــلّ الأمــنِ والعمــرانِ
وَتمــدّنُ البشــرِ اِقتضـى إيلافهـم
بِتعاضــــدٍ مـــن دائنٍ ومـــدانِ
وَتَطامُــحُ الخلطــاءِ لاِســتِبدادِهم
بِالفضــلِ داعيهـم إلـى العـدوانِ
فَتقـــرّرُ الســـلطانِ ضــربةُ لازبٍ
لِنظـــامهم بِالعـــدلِ والإحســانِ
وَالعـدلُ كـلُّ العـدلِ يقصـرُ دونـهُ
رأيُ اللّــبيبِ وَفطنــةُ اليقظــانِ
وَلــو أنّــه تبـعٌ لأهـواءِ الـورى
شـــقّ الخلافُ عصـــاه بالعصــيانِ
وَالنفــسُ جانحــةٌ لعــزّ رئاســةٍ
طَبعـــاً وَجامحــةٌ عــن الإذعــانِ
وَالـرأي إِن لَم يصفُ عَن كَدرِ الهوى
لَــم تبــدُ فيـهِ حقـائقُ الأعيـانِ
وَالشــرعُ قــانونٌ مــتينٌ محكــمٌ
مــا فيــهِ لِلتبـديلِ مـن إمكـانِ
ســَجدت لَـهُ الألبـابُ سـَجدة مـذعنٍ
وَتَقاصــَرَت عنــهُ يــدُ المطعــانِ
وَضـــعٌ إلهـــيٌّ يحيـــرُ كمــالهُ
مُتصـــــــفيحهِ بنــــــاظرٍ ملآنِ
مــا مِــن مطيّــة طيّــه إلّا وَقـد
أَخـــذت لَهـــا آيــاتُه بعنــانِ
مــا إن يضــلّ ولا يــذلّ مقيمــهُ
أَبـــداً وَلا يســـتامُ بالخســرانِ
شـَمسٌ مَنازِلهـا صـدورُ ذوي النهـى
الراســخي الأقـدامِ فـي العرفـانِ
تُعشــي أَشــعّتها عيــون أخــافشٍ
تقفــو ضــياءَ كــواكبِ الأذهــانِ
قَـد ضـلّ مَـن مِن غيرِها طلب الهدى
لِصـــلاحه الروحـــيِّ والجســماني
ظــنّ الســرابَ شــرابَ ريّ نــاقع
وَرأى الحبــاحبَ جَــذوةَ النيـرانِ
إِنّ الّـتي جَمعـت كمـال مصالحِ الد
داريــن ويــكَ شـريعة العـدناني
مـا شـذَّ عَنهـا حكـمُ حـالٍ يعـتري
جيلاً ولا حينـــاً مـــن الأحيـــانِ
إِمّــا جليّــاً طبــقَ نازلـةٍ عـرَت
أَو باطنـــاً لملمّــةٍ لــم تــانِ
فَكــأنّ كــلّ شــريعةٍ مِـن قَبلهـا
فــي صــلِّها صــنو مـن الصـنوانِ
يُشـبهنَ حـالَ فروعِهـا مِـن بعد في
تبـــعٍ لعـــاداتٍ وحكــمِ زمــانِ
فَالنسـخ فـي هاتيـكَ كالعملِ الّذي
فيهـــا مــعَ الحــالات ذو دورانِ
كَــم غـادَرَ العلمـاءُ مـن مـتردّمٍ
بِمغاصـــها وَجَنــى قصــيّ مجــانِ
وهـمُ الألـي خاضوا بِها واِستَخرجوا
مِنهــا الكميــنَ بمبلـغِ الإمكـانِ
أَوروا بزنــدِ الإجتهــاد لكشـفها
نـــاراً وشــبّوها علــى كثبــانِ
فبــأيِّ مــا وجــهٍ تنـوّرهُ اِمـرؤٌ
أَجلــى لَــه عَــن سـيمياءِ بيـانِ
وَلَربّمــا اِشــتبَهت وجـوهُ حـوادثٍ
قَــد ضــاءَها لكــن بطــيّ صـوانِ
فَغَـدت مرايـا الـرأيِ تعكسـهُ لها
بمســالكِ التعليــلِ ذي السـريانِ
وَتَنــوّعت مُســتَنبطاتُ مقــائسِ ال
آراء واِلـــــونّت بلــــون أوانِ
وَتَخــالفَ الفقهـاءُ فـي أنظـارهم
فَتفـــاوَتت فـــي شــدّةٍ وليــانِ
وَقَضـت مَـذاهبهم علـى القاضي بِها
أَن يَهتَـــدي لمــواجبِ الرجحــانِ
وَالكــلُّ مجتهــدٌ فَمُخطِئهــم لــه
أجـــرٌ كَمــا لِمُصــيبهم أجــرانِ
لكــن إِذا غلــبَ اِتّبــاعٌ لِلهـوى
صـــارَ الخلاف ذريعــة العــدوانِ
وَتطرّقــت تهــمٌ لمـن يقضـي فلـم
تَقبــل قَضــاهُ النفـسُ بِاِطمئنـانِ
وَتــورّط المُرتــابُ فــي شـبهاتهِ
وَتـــدّرعَ المحتـــالُ بالبهتــانِ
وَتَبـــدّلت ســعةُ الخلافِ مضــائقاً
هِــيَ للخــدوعِ نوافــقُ الروغـانِ
وَاِســتهدفَ الـدينُ الحنيـف بظنّـةٍ
فــي غربــه لِمطــاعنِ المطعــانِ
وَزَمانُنــا هَــذا كَمــا تــدرونهُ
ظَهــرَ الفســادُ بِــهِ بلا كتمــانِ
فَــالأرضُ مِــن أطرافِهــا منقوصـةٌ
وَالــدينُ منبــوذٌ ورا الظهــرانِ
ووَراءَ ذلـكَ مـا يـروعُ ذَوي النهى
إِن نـامَ راعـي السـرحِ عـن سرحانِ
كـادَت مُنـى الإسـلامِ تكـذبُ أهلَهـا
لَــو لَــم تُمـدّ بصـادقِ السـلطانِ
الصـادقِ العزماتِ سيفِ اللّه ذي ال
حَــــدّين رأيٍ ثــــاقبٍ وبيـــانِ
ملــكٍ لَــهُ كــرمٌ أبــى إيثـارهُ
لِنعيــمِ ملــكٍ عَـن هنـا الأوطـانِ
وَعــزائمٌ تــدعُ البــوارقَ ضـُلّعاً
وَفراســـةٌ قــامَت مَقــام عيــانِ
وَمــآثر عفّــت عَلــى أثـرِ الألـى
وَخصــالُ فضــلٍ حُــزنَ خصـل رهـانِ
شـامَ الهَنـا بيـضَ الأنـوق بحـالقٍ
فَســما لــه بقــوادم العقبــانِ
وَغــدا يُراعيــه بعيــنِ عنايــةٍ
لا تَســـتجيزُ تَصـــافحَ الأجفـــانِ
وَيُســامِرُ التفكيــرَ فـي تـدبيرهِ
مُستَســــهلاً لمصـــاعِبِ الأحـــزانِ
حتّـى أَبـانَ لَـه المهيمـنُ مسـلكاً
لا تَســـتقلُّ بِــه قــوى الإنســانِ
أَعيــى علـى كـلّ الملـوك سـلوكه
فَاِجتـــازهُ فـــرداً بلا أقـــرانِ
وَغـــدا يمهّـــدهُ بيمــنٍ كافــلٍ
بِــالأمنِ بيــن نــواهش الثعبـانِ
حتّـــى تنــاهى ألفــةً وترتّبــاً
فَـــدعاهُ حينئذ بعهـــدِ أمـــانِ
هـو ذلـكَ القـانونُ والعهـدُ الّذي
أُوتيتـــمُ مــن قبــلُ بالإيمــانِ
أَمضــاهُ ســيّدنا وكــان لحكمــهِ
هُـــو أوّل الراضـــينَ بالإذعــانِ
جَعــلَ الـورى فيـه سواسـيةً فَلـم
يَــترك لنــاءٍ عنــه بنـت لسـانِ
وَقضــاهُ دُســتوراً يســيرا علمـهُ
ســهلاً علــى قاصــيهمُ والــداني
لَـم يعـدُ فيـهِ فقـه مـذهب مالـكٍ
إلّا لفقـــهِ إمـــامهِ النعمـــانِ
لكنّــه اِنتخَــب الّــذي هــو لائقٌ
بِزمــــانِه ومكـــانهِ والشـــانِ
حُكــمٌ بِـه رفـع الخلاف وشـاد بـن
يــان الوفــاق بـه علـى أركـانِ
هــو ســنّةٌ نَفَــذت نفــاذَ أسـنّةٍ
بيضـاءَ كـأبيض فـي المَضاءِ يَماني
جَلــتِ الحــدود صــَوارماً تنثنـي
بِتـــأوّلِ النصـــحاءِ والخُـــوّانِ
حَـذراً مِـنَ الجريـانِ فـي تَعطيلها
مَجــرى البغــاةِ بِسـالفِ الأزمـانِ
مِـن صـَفحِهِم عَـن ذي المكانةِ فيهم
وَالبطـــشِ بالمستضــعفِ الأركــانِ
وَالحـدّ عَـن نهـكِ المحـارمِ حـاجز
فـــي خرقــهِ تَســهيلهُ للجــاني
وَلــذاكَ لا تجــدُ المـتينَ ديانـةً
فـــي رَعيـــهِ إلّا جـــريَّ جنــانِ
وَاِنظـــر لشــدّة مالــكٍ وخلافــهِ
فَتـــوى أيمّــة عصــره الأعيــانِ
فـي درئِهـم عـن قاتـلٍ لأخيـهِ عـن
عمــدٍ قصاصــاً إِذ عَفــا الأبـوانِ
إِذ لا ولـــيّ ســـِواهما فســقوطهُ
لَــم يَختلـف إِذ ذاك فيـه اِثنـانِ
وَأَبــى الإمـامُ سـوى إِقـادته بـهِ
أَوَ لَيــس يفـتى بعـدها فـي شـانِ
هَــذا وَعفـوُ البعـضِ يَسـقطُ عنـدهُ
حــقّ المُخـالِف فـي ذوي السـلطانِ
لَكنّــه أَمضــى القصــاصَ صــيانةً
لِلحــــدّ عَـــن متطـــرّقِ البطلانِ
وَرعـــى بســدٍّ للــذرائِع منعــةً
لحِمـى الشـرائِع عـن ذوي اِستهوانِ
وَقـرائنُ الأحـوالِ تُحـرج في القضا
مــا توسـعُ الفتـوى بـدون عيـانِ
للّـــه قـــانونٌ أقــامَ سياســةً
شــــَرعيّةً مرصوصـــة البنيـــانِ
دانَــت لَــه أمــمٌ تـدين بغيـرهِ
إِنّ الإصـــابة والوفـــاق يــدانِ
أَبقـى الـوَرى أَمنـاً عَلى سَكَناتهم
لا جَــورَ يُزعِجُهــم عَــن الأوكــانِ
فَلـو اِنّ عينـاً تَختشـي مـن نومها
جــوراً أجـارَ لهـا علـى الأوسـانِ
مَنـع التظـالمَ في المكاسبِ بينهم
وَتســخّر الأدنــى لــذي السـلطانِ
وَصــيانةُ الأمــوالِ أصــلٌ مــوجبٌ
مَنــعَ الرّبـا فـي سـائر الأديـانِ
كَصــيانةِ الأعـراضِ عمّـا شـانَ وال
ألبـــاب والأنســـاب والأبـــدانِ
وَالأمـنُ فـي تلـكَ الأصـولِ جميعهـا
هــو مَنشــأ الإثــراء والعمـرانِ
يـا أيّهـا الّـذي هـو فـي العلـى
فــذٌّ وَمــا يتلــوهُ مــن ثنيـانِ
أَشــهدتنا مِصــداقَ قــول نبيّنـا
هِــيَ أمّــتي كالوابــل الهتّــانِ
لَــم يُــدرَ هـل فـي أوّلٍ أم آخـر
مختـــارهُ فَتشـــابه الطرفـــانِ
خِلنا الزمانَ لَنا اِستدارَ فَنَحن في
خَيــرِ القـرونِ بحكـمِ خيـر قـرانِ
عُـدنا إِلـى عصـرِ الخلافـةِ بَعـدما
مُلـــكٍ عضـــوضٍ عضــّة الســودانِ
لِـم لا وَذا الزمـنُ الّذي من يحتفظ
فيــه بِعُشــرِ الـدينِ ذو الإحسـانِ
مَهّــدتَ للمهــديّ مــا هـو جاعـلٌ
ذا الشــكّ فيــه منـاهز الإيقـانِ
إِن كـانَ فـي طـيّ الكتـابِ لديننا
نصــرٌ فَــذا القـانونُ كـالعنوانِ
سـُبحان مـن أَحيـا بِمسـعاك الهدى
وَأَعـــادَ روحَ العــدل للجثمــانِ
فَكأنّنــا بِالــدينِ عــاوَدَ سـرحه
شــَرخُ الشـبابِ الـوارف الفينـانِ
وَكأنّنــا بِمنــارة الخضـراءِ قـد
أَنِســت مغـاني الشـعب مـن بـوّانِ
وَكأنّنــا بِقصــورها قَــد شــيّدت
وقَصـــيرها كخورنـــقِ النعمــانِ
وَكأنّهــــا بِحضـــارةٍ ونضـــارةٍ
وَرفـــوهِ ســـكّان ريــاض جنــانِ
معمــــورةٌ بِجوامـــعٍ وصـــنائعٍ
وَمــــزارعٍ وبضــــائع ألـــوانِ
فــي ظــلِّ عيــشٍ لا يطـارُ غرابـهُ
وَجَنــى نعيــمٍ ليــس يــبرح دانِ
فَاِهنَـأ بذا الوضعِ السعيد ودم به
أبـــداً حليــف بشــائر وتهــانِ
وَاِســمَع تواريخــاً لعــام بـدوّهِ
مَســــرودَةً كَسلاســـلِ العقيـــانِ
سـاوَت ليـالي البـدرِ عنـد كمالهِ
أنصـــافُ أبيــات علــى ميــزانِ
تهـدي إِلـى التاريخِ لفظاً مثل ما
تهــدي إِليــه مــن صـريح معـانِ
بِـاليومِ مـن شـهرٍ وأسـبوعٍ وبالس
ســاعاتِ ضــبطُ مواســمِ الجــذلانِ
فـي سـادسٍ مـن بعـدِ أسـبوعٍ ولـي
لِجمـادة الأولـى رسـمتَ عهـد أمانِ
قَبـلَ الـزوالِ بيـوم الاثنيـنِ فرض
فــي مــوكبٍ حــاوٍ زهــيِّ الشـانِ
مِـن عـام سـبعٍ بعـدَ سـبعين قَضـو
هُ قبــل ألــف ســيق فالمائتـانِ
قــانونُ عــدلٍ صــادقٍ عـالٍ سـَمت
آســـاهُه رَجبـــاً علـــى آســانِ
هــو صـادقُ العزمـاتِ قـرّر مجـدهُ
صـدقاً بـذا القـانونِ عهـد أمـانِ
لا زالَ فـــي ملــكٍ يشــدّ بجــدّه
وَأُسوســـه تُبنــى علــى كيــوانِ
حتّـى يَـرى العـدلَ المشـيد بنصـّه
يُجــبى لتــونسَ زينــة العمـرانِ
هَــذي تَواريــخُ القـوانينِ الّـتي
أَصــــّلتها لِحمايـــة الأوطـــانِ
وَســَبقتَ أملاكــاً ذوي خطــرٍ بهـا
لَـم يَشـأنوا مِنهـا لـذاك الشـانِ
وَأنبـت خيـرَ الـدين فـي تقريرها
بِفصـــاحةٍ تــزري علــى ســحبانِ
مــا زالَ يُمليهــا بِفصـلِ خطـابهِ
حتّـــى وَعتهــا ســائرُ الأذهــانِ
كلـمٌ يفـوتُ بيانُهـا سَبقا إلى ال
أَذهـــانِ مَســـراها إلــى الآذانِ
وَمَقالـــةٌ فصــلٌ كــأنّ فُصــولها
شــَذرُ الفواصـِل فـي عقـود جمـانِ
يــا أيّهــا المتشـرّفونَ بفمهمـا
أرعــوا هنــا الأرواع باِطمئنـانِ
مُـدّوا الأكفّ إلى المهيمنِ واِجأَروا
بِبقــاءِ دولــةِ صــادق السـلطانِ
قولـوا وَأَنتـم فـي سـوابغ أنعـمٍ
شــُكراً لــكَ اللهــمّ مــن منّـانِ
بوّأتَنــا الخضــراءَ خيــرَ مبـوّأ
صــِدقٍ لــه كــرمٌ علـى البلـدانِ
وَجَعلتهــا حرمــاً بفضــلك آمنـاً
وَحيالهـــا مُتخطّـــف الحـــدثانِ
أَشــهدتَنا عَـن فضـلكَ اللهـمّ مـا
لا يســـــتقلُّ بِشـــــكرهِ الثقلانِ
حَمـداً لـكَ اللهـمّ مـا كنّـا لـذا
أَهلاً نبـــوءُ إليـــك بالإحســـانِ
أَبـقِ الإمـامَ الصـادقَ الأسـمى لنا
كَهفــاً مَنيعــاً راســخَ الأركــانِ
وَاِشـدُد دَعـائمَ مُلكـهِ وَاِرفـع بـهِ
فينــا مَنــارَ العلــمِ والإيمـانِ
وَاِمــدُده بِالنصـرِ العزيـزِ وحفّـه
بِرعايــــةٍ وعنايــــةٍ وعـــوانِ
وَاِجعــل مســامعَ كـلّ قطـرٍ شاسـعٍ
مَقروعـــــةً بثنـــــائه المعلانِ
وَثغـــورَهُ معطــارةً مــن ذكــره
بســـّامةً عــن صــيته المرنــانِ
وَكمـا حَفِظـت مـن الهـوى أحكـامه
فَــاِحفظه مــن سـوءٍ وريـب زمـانِ
وَاِجعـل ملـوكَ المسـلمين بكـلّ ما
قَــد ســنّه فينــا ذوي اِستسـنانِ
حتّــى يعــمّ بـهِ الصـلاح ويحتـوي
ميزانــــه أجـــراً بلا ميـــزانِ
وَاِجعلـه فـي الخضـراءِ شمس هدايةٍ
وَوُلاتـــه فيهـــا نجــوم بيــانِ
وَاِنظــم كمُنتظــم الثريّـا حزبـه
وَاِحصــد عِــداه بمنجـلِ الـدبرانِ
وَاِعضـده بالشـهمِ الوزيرِ المصطفى
دِرعِ الصــــدورِ ودرّة التيجـــانِ
وَأَدِم لـــديهِ برأيـــه وبــوجههِ
ســَعدينِ شــمسَ هـدىً وبـدر زيـانِ
وَلــك المحامـدُ إذ جمعـت بيمنـهِ
كلماتِنــا والنــاس فــي فرقـانِ
هَــذا وأنتُــم قـد تقبّـل شـكركم
وَأُثبتــم خلعــاً مــن الرضــوانِ
فَلتَرجعـــوا لِرحـــالكم بســلامةٍ
مُســتَوثقين بحبــل عهــد أمــانِ
وَلتَحفظــوه فــإنّكم فــي حفظــهِ
مُســـتأمنون بـــأوثق اِســتئمانِ
هَــذي رِئاســتكم وعــزّة مجــدكم
نيطــت بِكــم يـا معشـر الأعيـانِ
وَإِلــى أَمــانتكم وحسـن وفـائكم
وُكِلَــت وَغيرتكــم علــى الأوطـانِ
وَلتعلمـــوا أنّ الــوفيّ لنفســه
يــوفي وَمــن ينكـث عليهـا جـانِ
وَاللّــهُ ليــسَ مُغيّــراً إِنعــامه
حتّـــى يغيّـــره ذوو الكفـــرانِ
وَتَيقّنــوا أنّ الّـذي غلَـب الهـوى
وَالنفــس يغلــبُ كــلّ ذي سـلطانِ
هَـــذا وإنّ الصـــادقيّة دولـــةٌ
خُصـــّت بِتأييـــدٍ مــن الرحمــنِ
لمّــا رأت مصــباحَ شــرعِ محمّــدٍ
بِتلاعـــب الأهـــواءِ ذا خفقـــانِ
جَعلـت لـه القـانونَ شـبه زجاجـةٍ
لِتقيــه هــبّ عواصــف الطغيــانِ
فَتَدارســوه لِمــا عَلمتـم بينكـم
عَــوداً علــى بــدء بغيـر تـوانِ
واللّــه يَشــملنا ويشـملُ جَمعكـم
بِــالعونِ والتوفيــق والغفــرانِ
محمود بن محمد قابادو أبو الثنا.نابغة وأديب وشاعر تونسي، رحل إلى طرابلس والتقى الشيخ المدني فأجازه بالطريقة ثم رجع إلى تونس وعكف على تدريس كل الفنون وهو حديث السن وقرأ على الشيخ أبي العباس أحمد بن الطاهر وانتدب لتعليم ابن أبي الربيع السيد سليمان أحد أعيان الدولة.برز على أبي الطيب بن الحسين بما أبداه من مدائح ملوك بني الحسين.ثم رحل إلى إسطنبول وأقام فيها بضع سنين ثم عاد وتولى التعليم في مكتب الحرب وأنشأ قصيدة وجهها إلى البهاء أسفر وكان قد راسل بشأنها شيخ الإسلام محمد بيرم الرابع يستشيره بنظمها.