
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَلومـوا الـدهر فـي أَعمـاله
لَيـسَ للـدهر سـوى تلـك العـبر
وافحصـوا أَعمـالكم كَـي تبصروا
شــؤمها يَبــدو عيانـا للبصـر
كلمـــا فكـــر فيكــم مصــلح
عـاد تصـلي رأسـه بعـض الفكـر
رب ذي نصـــح رمـــى أَخلاقكــم
فـاِنثَنَيتُم عنـه تَرمـون الحجـر
غيــر ان الخطــب يَــزداد إِذا
جـال فـي نشـاتنا منـا النظـر
حيــث نَلقـاهم كَمـا سـوف تَـرى
فــي حَيـاة هـي أَسـباب الخطـر
حــب ابراهيــم فـي يـوم مَضـى
زَينبــا وَالحســن ضــمت زينـب
ابصـــرت فيــه جَمــالا مســها
مهــا فــي قلــب ضـَعيف عقـرب
جــس كــل منهمــا نبـض الَّـذي
اصــبحت منــه الحَشــا تَلتَهِـب
حـــررا اذ ذاك صـــكا كتبــا
لـــوحه تــوا بمــا لا يكتــب
وَمَشـــى كـــل ولكـــن تركــا
مقلــة تَزهــو وَعينــا تنحــب
يحســبان اليــوم عــام للقـا
وَاللقـــــا وَيلاه لا يقــــترب
راح ابراهيـــم يَجــري خببــا
نحـو دار البنـت يلقى الوالدا
طالبـــا درتـــه مـــن صــدف
نــاظرا للــرد شــكلا اســودا
مُســتَعينا بالَّــذي يعــرف فـي
نفســـه ان رام ان يسترشـــدا
معملا فكرتــــه فــــي شـــرف
حاســبا أَقــوى شــَفيع سـؤددا
نـــاظِرا حســنه فــي مرآتــه
وَهُـــوَ لا زالَ ظَريفــا امــردا
راقِصــا للعــرس مــن فرحتــه
وَبِـــهِ أَســـعَد عيــش واجِــدا
لَـــم يكــد يســمعه يــذكرها
وَجلا حَتّـــــى ازاحَ الــــوجلا
رافِضـــا مطلبـــه مســـتنكفا
هادمـــا للطفــل ذاك الهيكلا
قـــارئا فيــه وَفيهــا انــه
غيــر كفــء ناقمــا مُسـتَثقِلا
لاعِنـــا جرأتـــه فـــي طلــب
شـــاهد الســخط بــه وَالخطلا
مظهــرا عجبــا لــه مسـتكبرا
مســــتلذا فيـــه ذاك الخيلا
ضـاربا صـفحا عَلـى مـا ضـم ما
بيــن طيــات اللَيـالي غـافِلا
دخــل الوالــد للــبيت وَفــي
وَجهـــه آيـــات غــش باديــة
معلنــا للبنــت مــا ازعجــه
حاســبا فيــه وجـود الداميـة
ليــس يَرضــاها لــه اذ انــه
مفلــس يَمشــي بهــا للهاويَـة
وَلَقَـــد وافـــاه قبلا احمـــد
بـاذلا فيهـا المهـور الغاليـة
وَهُــوَ قَـد اعطـاه اياهـا وَفـي
مثلـه تَسـعى الفَتـاة الغانيـة
لَيـسَ يَعنيـه اِرتَضـَت اعمـال من
باعهـا ام لـم تكـن بالراضـية
ســمعت زينــب مــا فــاه بـه
والــد يحســبها مثـل الجمـاد
فاِســتَعانَت بالبكـا عَـن لـومه
وَهُـوَ فـي دمعتهـا يَلقى العناد
لسـت أَرضـى غيـر ابراهيـم لـي
قولهــا وهـو سـداد فـي سـداد
فــاِتركوني انتخــب زَوجـي وَلا
تَمنَعــوني اننــي لســت جمـاد
انــــه نصـــفي فَلا يَختـــاره
غيـر نصـفي تلـك آراء الرشـاد
ثــوب قطـن وَالهَنـا أليـق بـي
مـن نسـيج الخز في ثوب الحداد
أَبــرق الوالــد مـدفوعا بمـا
قَـد رأى مـن لهجة فيها الصَواب
واِســتَوى يَحتـال فـي تَعـذيبها
واجـدا روح انتقـام في العَذاب
وَهــيَ لا تســمعهم فــي بيتهـا
غيـر أَصـوات البكـا والانتحـاب
صـــدرها رحــب وَفــي طيــاته
حــب ابراهيـم اتمـام النصـاب
ان يَقولــوا حــاولي نســيانه
زاد فـي أَحشـائها منـه اضطراب
أَو أَرادَت بـــالَّتي اقنـــاعهم
قـابلوا الحجـة منهـا بالسباب
حملوهـا وَهـيَ رمـز اللطـف مـا
لَيـسَ فـي امكانهـا أَن تَسـتَطيع
اعملــوا المنجـل فـي زهرتهـا
جنــدَلوها بيـن أَوراق الرَبيـع
واِســتَباحوا صــنعهم تبـا لـه
فـي عصـور نحـن فيهـا من صَنيع
لَيــتَ شــعري أَي نفــس لا تَـرى
ذلــة فـي ذلـك الأَمـر الفَظيـع
أَي شــخص لا يَــرى الخنجـر فـي
قَلبـه أَولـى بذا الصنع الشَنيع
وَهُـوَ لا يَحتـاج فـي النـاس إِلى
ناصـر تلـك المَبـادي أَو شـَفيع
غــابَت الشــمس وَفيهــا أَمــل
لوجـود البنـت فـي وقت الصَباح
وَهــيَ قَـد سـارَت إِلـى مخـدعها
تعمــل الجهـد لاخمـاد الجـراح
يــا لَهـا مـن ليلـة لَيلاء قَـد
صــرع الجـد بهـا ذاكَ المُـزاح
وَإِذا مــا طلعــت شـمس الضـحى
وَأَعــادَت روح هاتيــك البطـاح
كــانَت البنــت تلاقيهــا وَفـي
روحهــا طعنــة ذيـاك الكفـاح
وَهـــيَ كالمُعتـــاد الا أنهــا
فـي الفَضـا طوعا لأَغراض الرياح
بعــد يــوم كــانَ ابراهيمهـا
فـوق رمـس ضـمها بيـن الرمـوس
حــامِلا زهـرا بَـديعا قَـد حَـوى
من بَديع الحسن ما تَحوي الغروس
وَهُـوَ يَبكـي ربـة الحسـن الَّـتي
بعـده أَمسـَت إِلـى الـدود عروس
لاعنـــا أَخلاقنـــا مُستَبشـــعا
عــادة آباءنــا كــانَت تـدوس
هَكَــذا أَمســَت تنــاجي روحــة
روحهــا بيــن انقبـاض وَعبـوس
يجمــع الأزهـار لكـن يـا تـرى
للــتي فـي قبرهـا أَم للشـموس
سعيد أبو بكر التونسي الساحلي المكني.والمكنين بلاد في تونس.تربى في تونس ونشأ وسمع وبصر وتعلم وفقه وأشعر فكان شعره مرآة ما تأثرت به نفسه من أحداث في مطلع هذا القرن.ولد على أبواب القرن العشرين في أكتوبر عام 1889 في بلده مكنين وكان من أسرة طيبة فدخل أحدى الكتاتيب ثم ترقى من مدرسة إلى أخرى وتعلم شيئاً من الفرنسية و تربى على الأخلاق الإسلامية وحب الوطن.وككل شاعر أحب الموسيقى وبرع في العزف على الكمنجة وقد ارتحل إلى دول عدة منها الجزائر والمغرب وأسبانيا وفرنسا له (ديوان شعر -ط).