
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لكــل شــيء مـن الأشـياء ميقـات
وللمنــى مــن منــائيهن غايـاتُ
والـدهر فـي صبغة الحِرباء منغمس
ألــوان حــالاته فيهـا اسـتحالات
ونحـن مـن لعـب الشـطرنج في يده
وربمــا قُمــرت بالبيـدق الشـاة
انفـض يـديك مـن الدنيا وساكنها
فالارض قد أقفرت والناس قد ماتوا
وقـل لعالمهـا السـفلي قـد كتمت
ســريرة العـالم العلـوي أغمـات
طــوت مظلتهــا لا بــل مــذلتها
مـن لـم تـزل فـوقه للعـز رايات
مَـن كان بين الندى والبأس أنصلُه
هنديــــة وعطايـــاه هنيـــدات
رمـاه مـن حيـث لـم تستره سابغة
دهــر مصــيباته نبــل مصــيبات
وكـان ملـء عيـان العيـن تبصـره
وللأمـــاني فـــي مــرآه مــرآة
انكـرت الا التـواآت القيـود بـه
وكيـف تنكـر فـي الروضـات حيـات
غلطــتُ بيــن هَمـايينِ عُقـدنَ لـه
وبينهــا فــاذا الأنـواع أشـتات
وقلــت هــنَ ذؤابـات فَلـم عكسـت
مـن رأسـه نحـو رجليـه الذؤابات
حســبتها مــن قنــاه أو أعنتـه
اذا بهـــا لثقــاف المجــد آلات
دَرَوهُ ليثـاً فخـافوا منـه عاديـة
عــذرتهم فلعــدو الليـث عـادات
منـه المهابـات فـي الارواح آخذة
وان تكــن أخـذت منـه المهابـات
لـو كـان يُفـرجُ عنـه بعـض آونـةٍ
قــامت بــدعوته حـتى الجمـادات
بحــر محيــط عهـدناه تجيـء لـه
كنقطـةِ الـدارةِ السـبعُ المحيطات
وبــدرُ ســبعٍ وسـبع تسـتنير بـه
السـبع الاقاليم والسبعُ السماوات
لـه وان كـان أخفـاه السرار سنىً
مثـل الصـياح بـه تجلـى الدجنات
لهفــي علــى آل عبــاد فــانهم
أهلــة مالهــا فـي الأفـق هـالات
تمســكت بعــرى اللــذات ذاتهـم
يـا بئس مـا جنـت اللذات والذات
راح الحيـا وغـدا منهـم بمنزلـةٍ
كــانت لنـا بُكَـرٌ فيهـا وروحـات
أرضٌ كــأنّ علــى أقطارهـا سـُرُجا
قـد أوقـدتهن فـي الاذهـان أنبات
وفـوق شـاطيء واديهـا ريـاضُ ربي
قـد ظللتهـا مـن الأنشـام دوحـات
كـــأن واديهــا ســلك بلبتهــا
وغايــة الحســن أســلاك ولبــات
نهــر شــربت بعـبريه علـى صـور
كـانت لهـا فـيَ قبل الراح سورات
وكنــت أورق فــي أيكـاته ورقـاً
تهـوى ولـي من قريض الشعر أصوات
وكــم جريــت بشـطى ضـفيته الـى
محاســن للهــوى فيهــن وقفــات
وربمــا كنـت أسـمو للخليـج بـه
وفـي الخليـج لأهـل الـراح راحات
وبالغروســات لا جفــت منابتهــا
مــن النعيــم غروســات جنيــات
معاهــد ليـت انـي قبـل فرقتهـا
قـد مـت والتاركوها ليتهم ماتوا
فجعــت منهــا بـاخوان ذوي ثقـة
فـاتوا وللـدهر فـي الاخوان آفات
وافيـت فـي آخـر الصـحراء طائفة
لغـاتهم فـي كتـاب اللَـه ملغـاة
بمغـرب العـدوة القصوى دجا أملي
فهــل لـه بـديار الشـرق مشـكاة
رغـد مـن العيش مالي ارتقبه ولي
عنـد ابـن أغلـب أكنـافٌ بسـيطات
ان لـم يكـن عنـده كـوني فلاسـعة
للــرزق عنــدي ولا للأنـس سـاعات
هــو المــراد ولكـن دونـه خلـجٌ
رخــــاوة عنـــدها بيـــضٌ معلات
وان تكــن رجـس مـن فـوق مـذهبه
فليـس تغـرب فـي وجهـي الملمـات
هنـاك آوى مـن النعمـى الـى كتفٍ
فيــــه ظلال وأمـــواه وجنـــات
بيـن الحصـار وبيـن المرتضى عمر
ذاك الحصـار مـن المحـذور منجاة
هـل يـذكر المسجد المعمور شرجبه
او العهـود علـى الـذكرى قديمات
عنــدي رسـالات شـوق عنـده فعسـى
مــع الريــاح تــوافيه رســالات
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).