
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هلا ثنــاك علــى قلــب مشــفق
فـترى فراشـا فـي فـراش يحـرق
قـد صـرت كالرمق الذي لا يرتجى
ورجعـت كـالنَفَس الـذي لا يلحـق
وغرقـت فـي دمعـي عليـك وغمني
طرفــي فهــل سـبب بـه أتعلـق
هـــل خدعــةٌ بتحيــة مخفيــة
فـي جنـب موعـدك الـذي لا يصدق
أنـت المنية والمنى فيك استوى
ظـل الغمامـة والهجيـر المحرق
لـك قـدّ ذابلـه الوشيح ولونها
لكـــن ســـنانك أكحــلٌ لا أزق
ويقــال انــك ايكـة حـتى اذا
غنيـت قيـل هـو الحَمـام الأورق
يـا مـن رشـقت الى اسلو فردني
ســبقت جفونـك كـل سـهم يرشـق
لـو فـي يـدي سحري وعندي أخذةٌ
لجعلـت قلبـك بعـض حيـن يعشـق
لتذوق ما قد ذقت من ألم الجوى
وتــرقّ لـي ممـا تـراه وتشـفق
جســدي مـن الأعـداء فيـك لأنـه
لا يســتبين لطــرف طيـف يرمـقُ
لـم يـدر طيفك موضعي من مضجعي
فعــذرته فــي أنــه لا يطــرق
جفــت عليـك منـابتي ومنـابعي
فالـدمع يَنشـَغُ والصـبابة تورق
وكـــأن أعلام الاميـــر مبشــر
نشـرت علـى قلـبي فأصـبح يخفق
ملــك بفتـح اللام جـوهر هـديه
مـن جـوهر الشمس المنيرة أشرق
الخيزرانــة تلتظــي فـي كفِّـه
والتــاج فــوق جـبينه يتـألق
فكـأن صـوب حيـا وصـعقة بـارق
مــا ضـم منـه نـديه والمـأزق
متابعــد الطرفيـن جـودُ غافـل
عمــا يحــل بــه وعـزمُ مطـرق
بـأس كمـا جمـد الحديـد وراءه
كـرم يسـيل كمـا يسـيل الزئبق
لا تُعجـب الأملاك كـثرة مـا لهـم
النبــع أصــلب والأراكـة أورق
ضــدان فيــه لمعتــد ولمُعتـف
الســيف يجمـع والعطـاء يفـرق
عبقـت بنـار الحـرب نغمة عوده
مـا كـل عـود فـي وقـود يعبـق
وانهــل مـن كفّيـه نـوءٌ مغـربٌ
ســـيان فيــه مغــرّبٌ ومشــرق
يلقـى العفـاة يمينـه وكأنهـا
قلــب الـى لقيـا الأحبـة شـيق
يـا أول الاعـداد في أهل الندى
ولأنـت فـي جـمِّ الكريهـة فيلـق
شـهرت علاك فمـا يشـار لغيرهـا
والخيـل أشـهرها الجواد الأبلق
بشــرى بيـوم المهرجـان فـانه
يـوم عليـه مـن احتفالـك رونق
طـارت بنـات الماء فيه وريشها
ريــش الغـراب وغيـر ذل شـوذق
وعلــى الخليـج كتيبـة جـرارة
مثــل الخليــج كلاهمـا يتـدفق
وبنو الحروب على الجواري التي
تجـري كمـا تجري الجياد السُّبَق
خاضـت غـدير المـاء سـابحة به
فكأنمــا هـي فـي سـراب أينُـقُ
ملأ الكمــاة ظهورهـا وبطونهـا
فـأتت كما يأتي السحاب المُغدق
عجبـاً لهـا ما خلت قبل عيانها
أن يحمـل الأسـدَ الضـواري زورق
هــزت مجاذيفــاً اليـك كأنهـا
أهــداب عيــن للرقيــب تحـدق
وكأنهـــا أقلام كــاتب دولــة
فــي عـرض قرطـاس تخـط وتمشـق
يـا ناصر العلياء دونك من فمي
دراً علــى أجيـاد جـودك ينسـق
وتقـل فيـك الشـهب لو هي أحرف
والليــل حـبر والمجـرة مهـرق
شــكراً لأنعمـك الـتي البسـتني
منهـا الشبيبة حين شاب المفرق
فـاثبتني ظـل النـدى واثرت لي
ذكـراً هـو الريحان بل هو اعبق
تبــاً لمحطــوط يـروم مكـانتي
والنجــم مـن اذيالهـا متعلـق
مـن كـان ينفـق من سواد كتابه
فانـا الـذي من نور قلبي انفق
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).