
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
غنتــه فـي شـجر الأراك بلابـل
فتحركـت فـي الصـدر منه بلابل
وتـذكر العهـد القـديم فشاقه
وتــذكرُ الأحبــاب شـغل شـاغل
أيــام للنعمـى عليـه رفـارف
ولكـــلِّ أوراق الشــباب ذلاذل
والعيــش يقطـر نفـرة فكـأنه
خـد بـه مـاء الشـبيبة جـائل
والسـجف مرفوع عن القمر الذي
قمـر الدجنـة مـن سـناه آفـل
غصن تحرك في الحليّ وفي الحلى
عـن مـائل قلـبي اليـه مـائل
ومخيــم بيـن الجوانـح راحـل
تحكــى ســلالتهنّ لمــة راحـل
وســنان ورد جمـاله فـي خـده
غــضّ ونرجــس مقلــتيه ذابـل
كرمـت عليـه لـواحظي بدموعها
ذلا لـه وهـو العزيـز الباخـل
وكأنمـا هـي فـي السماحة طيء
وكأنمـا هـو في السماحة وابل
يـا صاحب الحدق التي قد ضمنت
مـن سـحرها مـا لم تضمّن بابل
عـذلوا عليـك وخنـت عهد مبشر
ان كنـت أعلم ما يقول العاذل
ملــك تهلّــل واسـتهل فخلتـه
صـبحاً منيـراً فيـه غيـث وابل
وكأنمـا نـور الربيـع ونـوره
فـي الحسـن أخلاق لـه وشـمائل
وكـأنّ نشـر زمـانه مـع بشـره
بكــر لأيــام الصـبا وأصـائل
أغني العفاة عن السؤال تبرعاً
بـالجود حـتى ليـس يوجد سائل
وأخافَ في الأجم الأسود فلم يكن
ليصـول منها في البسيطة صائل
وكـأن سـطوته معاينـة الـردى
وغـرار صـارمه القضاء النازل
حَبَـكَ السـحاب دروعـه لكـن له
فـوق السـحاب من الصباح غلائل
سـاعٍ بنور الهدى في صون الذي
هـو للمكـارم مـن يـديه باذل
فمـواطن الاقـدام منـه مشـاعر
ومحاسـن الأفعـال منـه مشـاغل
لـو رام رُومـةَ جـاءه أربابها
والــبيض أغلال لهــم وسلاســل
ولـو الجبـال يهزهـا ليهـدها
عــادت أعاليهـا وهـن أسـافل
يُعطـي ويمطـي العـالمين ففضة
أوعســجد أو ســابح أو صـاهل
أو ملبـسٌ نسـج النعيـم جلالـه
نسـج الربيع وقد سقاه الهاطل
وقفـت عليـه من النفوس بواطن
وظــــواهر وأواخـــر وأوائل
وتجــاذبته مشــارق ومغــارب
فتلطفتـــه وســائل ورســائل
ولقـلّ ذاك فـانه القـرم الذي
شـمل البريـة منـه فضـل شامل
لكـم اذا اختصم الملوك لمفخر
حســبٌ ينــاظر عنكـم ويناضـل
فسـخت مكـارمكم مكـارم غيركم
والحـق يفسـخ مـا يخطّ الباطل
أضـحى بـك الأضحى رياضاً تجتلي
وَضـُحَ السـرورُ به ونيل النائل
زرت المصـلى يـومه فـي جحفـل
أعلامـــه للعــالمين مــوائل
غُـدرُ الحديـد عليهـم وكأنمـا
بــأكفهم للمرهفــات جــداول
وأتـاك جيشهم على الجيش الذي
يختـال بـالمحمول منه الحامل
ومن الجنائب في الطريق جنائب
حســنت فقلنــا انهـنّ عقـائل
مرحـت فقلت قطا البطاح وربما
رفِعَـت هواديهـا فقلـتُ مطـائل
أبو بكر محمد بن عيسى بن محمد اللخمي المعروف بابن اللبانة.من أهل دانية وهو أحد الشعراء الأندلسيين الكبار وقد تردد كثيراً على ملوك الطوائف وخصوصاً على صاحب ميورقة ناصر الدولة مبشر بن سليمان، ثم على المعتمد بن عباد صاحب إشبيلية الذي ربطته به صداقة حميمة حتى بعد سجن ابن عباد.وقد كانت وفاته بميورقة وقد كان أديباً ناثراً.له من الكتب المشهورة ثلاثة هي (مناقل الفتنة)، و(نظم السلوك في وعظ الملوك) في رثاء بني عباد، و(سقيط الدرر ولقيط الزهر).