
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُمُّ التُيـوس وَهيَ بنت الراعي
قَـد خَرَجَت يَوماً إِلى المَراعي
وَتَرَكَـت جِـديانَها فـي الدار
وَكــانَ ذا فـي أَوّلِ النَهـار
وَأَغلَقَـت بابا عَلَيهم مِن خَشَب
وَالغَلـقُ لا بُـدَّ لَهُ مِن السَبب
وَقـالَت اقعـدوا وَراءَ البابِ
لا تَفتَحــوه قَـطُّ فـي غِيـابي
إِلّا لِمَـن قـالَ لَكُـم قَومٌ عَسَس
فَقَد نَجا مَن سَدَّ باباً وَاِحتَرس
قـالَ وَكانَ الذئب في الجوارِ
مُســتَتِراً مُســتَرِق الأَخبــارِ
فَجــاءهُم بَعـدَ ذهـاب أُمِّهـم
ثُـم اِدَّعـى بِـأَنَّهُ اِبـنُ عَمِّهم
وَقـالَ قَـوم عَسَس لَنا اِفتَحوا
قـالوا لَـهُ رَأيـك لَيسَ يفلح
أَظهـر لَنـا الحافرَ ثُمَ لاتفه
فَـإِن يَكُـن حافِرَنـا وَنَعرفـه
نَفتح أَيا هَذا المُلم البابا
وَنكــرم الإِخـوانَ وَالأَحبابـا
فَاِحتار هَذا الذئب كَيفَ يَفعل
وَراحَ يَجـري فـي الخَلا يهرول
وَقَـد نَجا بِالاحتراس المُحترس
مِن شَرِّ هَذا الحَيوان المُفتَرس
وَالاحــتراسُ إِن يَكُـن مُؤكـدا
بِمثلــه لَيــسَ يَضــُّر أَحَـدا
محمد بن عثمان بن يوسف الحسني الجلالي الونائي.شاعر ومترجم وأديب مصري، نشأ يتيماً إذ توفي والده ( 1249 هـ 1833 م ) وعمره لم يتجاوز السبع سنين ونشأ على محبة العلم والاجتهاد .اختاره رفاعة الطهطاوي لدراسة اللغات الفرنسية والعربية في دار اللغات لما رأى فيه من نبوغ وفطنة، وندب في عام 1261 هـ 1845م لتعليم اللغة الفرنسية في الديوان الخديوي.وفي عهد الخدوي إسماعيل عين في ديوان الواردات بالإسكندرية رئيساً للمترجمين بديوان البحرية ، ثم عينه الخديوي توفيق ( وكان أميراً) رئيساً لقلم الترجمة بوزارة الداخلية.ثم عين قاضياً بالمحاكم المختلطة ، ومنحته الحكومة المصرية رتبة المتمايز الرفيعة والحكومة الفرنسية 1886 مـ نيشان الأكاديمية من رتبة ضابط .ولاقته المنية1898 م.له: عطار الملوك، والعيون اليواقظ في الأمثال والمواعظ، والأربع روايات في نخب التيارات، والروايات المفيدة في علم التراجيدة، ومسرحية سيد، ورواية الأماني والمنة في حديث قبول وورود جنة، ورواية المخدمين، وأرجوزة في تاريخ مصر، وديوان شعر، وديوان الزجل والملح.