
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذَا وَعَــدَ الحَجَّــاجُ أَوْ هَـمَّ أَسـْقَطَتْ
مَخَــافَتُهُ مَــا فـي بُطُـونِ الحَوَامِـلِ
لَــهُ صــَوْلَةٌ مَـنْ يُوقَهَـا أَنْ تُصـِيبَهُ
يَعِــشْ وَهْـوَ مِنْهَـا مُسـْتَخَفُّ الخَصـَائِلِ
وَلَـمْ أَرَ كَالحَجَّـاجِ عَوْنـاً عَلَى التُّقَى
وَلَا طَالِبــاً يَوْمــاً طَرِيــدَةَ تَابِــلِ
وَمَــا أَصــْبَحَ الحَجَّـاجُ يَتْلُـو رَعِيَّـةً
بِســــِيرَةِ مُخْتَــــالٍ وَلَا مُتَضـــَائِلِ
وَكَـمْ مِـنْ عَشـِي العَيْنَيْنِ أَعْمَى فُؤَادُهُ
أَقَمْــتَ وَذِي رَأْسٍ عَــنِ الحَــقِّ مَـائِلِ
بِســَيْفٍ بِــهِ لِلَّــهِ تَضـْرِبُ مَـنْ عَصـَى
عَلَــى قَصـَرِ الأَعْنَـاقِ فَـوْقَ الكَوَاهِـلِ
شـَفَيْتَ مِـنَ الـدَّاءِ العِـرَاقَ فَلَمْ تَدَعْ
بِــهِ رِيبَــةً بَعْـدَ اصـْطِفَاقِ الـزَّلَازِلِ
وَكَــانُو كَــذِي دَاءٍ أَصــَابَ شــِفَاءَهُ
طَبِيــبٌ بِــهِ تَحْـتَ الشَّرَاسـِيفِ دَاخِـلِ
كَـوَى الـدَّاءَ بِـالمُكْوَاةِ حَتَّى جَلَا بِهَا
عَــنِ القَلْـبِ عَيْنَـيْ كُـلِّ جِـنٍّ وَخَابِـلِ
وَكُنَّـا بِـأَرْضٍ يَـا ابْـنَ يُوسُفَ لَمْ يَكُنْ
يُبَـالِي بِهَـا مَـا يَرْتَشـِي كُـلُّ عَامِـلِ
يَــرَوْنَ إِذَا الخَصـْمَانِ جَـاءَا إِلَيْهِـمُ
أَحَقَّهُمَــا بِــالحَقِّ أَهْــلَ الجَعَــائِلِ
وَمَـا تُبْتَغَـى الحَاجَـاتُ عِنْدَكَ بِالرُّشَى
وَلَا تُقْتَضــَى إِلَّا بِمَــا فـي الرَّسـَائِلِ
رَسـَائِلِ ذِي الأَسـْمَاءِ مَـنْ يَـدْعُهُ بِهَـا
يَجِــدْ خَيْــرَ مَســْؤُولٍ عَطَـاءً لِسـَائِلِ
وَهُـمْ لَيْلَـةَ الأَهْـوَازِ حِيـنَ تَتَـابَعُوا
وَهُــمْ بِجُنُــودٍ مِــنْ عَــدُوٍّ وَخَــاذِلِ
كَفَــاكَ بِحَــوْلٍ مِــنْ عَزِيــزٍ وَقُــوَّةٍ
وَأَعْطَــى رِجَــالاً حَظَّهُــمْ بِالشــَّمَائِلِ
فَأَصـْبَحْتَ قَـدْ أَبْـرَأْتَ مَـا في قُلُوبِهِمْ
مِـنَ الغِـشِّ مِـنْ أَفْنَـاءِ تِلْكَ القَبَائِلِ
فَمَـا النَّـاسُ إِلَّا فـي سـَبِيلَيْنِ مِنْهُمَا
ســـَبِيلٌ لِحَـــقٍّ أَوْ ســَبِيلٌ لِبَاطِــلِ
فَجَــرِّدْ لَهُــمْ سـَيْفَ الجِهَـادِ فَإِنَّمَـا
نُصــِرْتَ بِتَفْــوِيضٍ إِلَـى ذِي الفَوَاضـِلِ
وَلَا شــَيْءَ شــَرٌّ مِــنْ شــَرِيرَةِ خَـائِنٍ
يَجِيــءُ بِهَــا يَـوْمَ ابْتِلَاءِ المَحَاصـِلِ
هِـيَ العَـارُ فـي الدُّنْيَا عَلَيْهِ وَبَيْتُهُ
بِهَـا يَـوْمَ يَلْقَـى اللـهَ شَرُّ المَدَاحِلِ
أَظُــنُّ بَنَــاتِ القَــوْمِ كُــلَّ حَبِيَّــةٍ
ســـَيَمْنَعْنَ مِنْهُــمْ كُــلَّ وُدٍّ وَنَــائِلِ
فَبَـدَّلَهُمْ مَـا في العِيَابِ إِذَا انْتَهَوْا
إِلَيْكُــنَّ وَاســْتَبْدَلْنَ عَقْـدَ المَحَامِـلِ
ســـُيُوفَ نَعَـــامٍ غَيْــرَ أَنَّ لِحَــاهُمُ
عَلَــى ذَقَــنِ الأَحْنَــاكِ مِثْـلُ الفَلَائِلِ
عَسَى أَنْ يَذُدْنَ النَّاسَ عَنْكُمْ إِذَا الْتَقَتْ
أَســـَابِيُّ مُجْـــرٍ لِلْقِتَــالِ وَنَــازِلِ
وَمَـا القَـوْمُ إِلَّا مَنْ يُطَاعِنُ في الوَغَى
وَيَضــْرِبُ رَأْسَ المُســْتَمِيتِ المُنَــازِلِ
فِـدىً لَـكَ أُمِّـي اجْعَـلْ عَلَيْهِـمْ عَلَامَـةً
وَحَـــرِّمْ عَلَيْهِـــمْ صــَالِحَاتِ الحَلَائِلِ
نُزَيِّــلُ بَيْــنَ المُــؤْمِنِينَ وَبَيْنَهُــمْ
إِذَا دَخَلُـوا الأَسـْوَاقَ وَسـْطَ المَحَافِـلِ
فَلَا قَــوْمَ شــَرٌّ مِنْهُــمُ غَيْــرَ أَنَّهُـمْ
تَظُنُّهُـــمُ أَمْثَـــالَ تُـــرْكٍ وَكَابُــلِ
تَــرَى أَعْيُـنَ الهَلْكَـى إِلَيْـهِ كَأَنَّهَـا
عُيُــونُ الصــِّوَارِ حُوَّمــاً بِالمَنَاهِـلِ
يُرَاقِبْـــنَ فَيَّاضـــاً كَــأَنَّ جِفَــانَهُ
جَــوَابِي زَرُودَ المُتْرَعَــاتِ العَـدَامِلِ
وَقَائِلَـةٍ لِـي مَـا فَعَلْـتَ إِذَا الْتَقَـتْ
وَرَاءَكَ أَبْــوَابُ المَنَايَــا القَوَاتِـلِ
فَقُلْــتُ لَهَــا مَـا بِاحْتِيَـالٍ وَلَا يَـدٍ
خَرَجْــتُ مِــنَ الغُمَّــى وَلَا بِالجَعَـائِلِ
وَلَكِـــنَّ رَبِّــي رَبُّ يُــونُسَ إِذْ دَعَــا
مِـنَ الحُـوتِ فـي مَوْجٍ مِنَ البَحْرِ سَائِلِ
دَعَــا رَبَّـهُ وَاللـهُ أَرْحَـمُ مَـنْ دَعَـا
وَأَدْنَــاهُ مِــنْ دَاعٍ دَعَــا مُتَضــَائِلِ
وَمَــا بَيَّــنَ الأَيَّـامَ إِلَّا ابْـنُ لَيْلَـةٍ
رُكُوبــاً لَهَـا وَالـدَّهْرُ جَـمُّ التَّلَاتِـلِ
لَـهُ لَيْلَـةُ البَيْضـَاءِ إِذْ أَنَـا خَـائِفٌ
لِــذَنْبِي وَإِذْ قَلْبِــي كَثِيـرُ البَلَابِـلِ
فَمَــا حَيَّــةٌ يُرْقَــى أَشــَدَّ شــَكِيمَةً
وَلَا مِثْــلَ هَــذا مِــنْ شـَفِيعٍ مُنَاضـِلِ
يَجِـــدُّ إِذَا الحَجَّــاجُ لَانَ وَإِنْ يَخَــفْ
لَــهُ غَضــَباً يَضـْرِبْ بِرِفْـقِ المُحَـاوِلِ
الفَرَزْدَقُ هُوَ هَمَّامُ بْنُ غَالِبِ بْنِ صَعْصَعَةَ المُجَاشِعِيُّ التَّمِيمِيُّ، لُقِّبَ بِالفَرَزْدَقِ لِجَهَامَةِ وَجْهِهِ وَغِلَظِهِ، وَهُوَ مِنْ اشْهَرِ الشُّعَرَاءِ الْأُمَوِيِّينَ، وَعَدَّهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِنْ شُعَرَاءِ الطَّبَقَةِ الْأُولَى الإِسْلَامِيِّينَ، وَكَانَ الفَرَزْدَقُ مِنْ بَيْتِ شَرَفٍ وَسِيَادَةٍ في قومِهِ فَكَانَ شَدِيد الفَخْرِ بِهُمْ وَكَانَ لِسَانَهُمْ عِنْدَ الْخُلَفَاءِ وَالْوُلَاةِ، وَلَهُ مَعَ جَرِيرٍ وَالاخْطَلِ اهَاجٍ مَشْهُورَةٌ عُرِفَتْ بِالنَّقَائِضِ، وَكَانَ مُتَقَلِّبًا فِي وَلَائِهِ السِّيَاسِيِّ وتَعَرَّضَ لِلسّجْنِ وَالمُلَاحَقَةِ مِنْ قِبَلِ عَدَدٍ مِنْ الوُلَاةِ، وَقَدْ عُمِّرَ حَتَّى خِلَافَةِ هِشَامِ بْنِ عَبْدِ الْمَلِكِ وَمَاتَ سَنَةَ 110 لِلْهِجْرَةِ.