
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
نَعَـمْ مـا لهـذا الأمـر غيرك صالحُ
وإنْ قيـل هـلْ مـن صالحٍ قيل صالحُ
سـَعَيْتَ إلـى نيـل العُلى غيرَ كادحٍ
وغيـرك يسـعى للعلـى وهـو كـادح
وتـاجرت للمجـد الَّـذي أنـت أهلُه
وأنْــتَ بهاتيــك التجـارة رابـح
فَهُنِّيـتَ مـن بيـن الشـيوخ بخِلْعَـةٍ
شـذاها بأقطـار العراقيـن فـائح
مطـارُ فخـار طـار فـي الأرض صيتُه
فـأنْتَ مقيـمٌ وهـو فـي الأرض سائح
بعليـاك قـد شـدّ الـوزارة أزْرَها
وزيـــرٌ لأبــواب الأبــوّة فاتــح
وإنَّ مشــيراً قـد أشـار بمـا أرى
مشـيرٌ لعمـري فـي الحقيقـة ناصح
رأى بـابن عيسـى بعد عيسى صلاحها
وفـي صـالح الأعمال تقضى المصالح
ورجح منك الجانب الضخم في العُلى
وفي الناس مرجوح وفي الناس راجح
لعـلّ بـك النـار الَّـتي شبّ جمرها
مـن القـوم تُطفى وهو إذ ذاك لافح
وقـد طـوَّحَتْ مـن بعـد عيسى وبندر
وفَهْـدٍ بهاتيـك الـديار الطـوائح
بَكَتْهـا وقـد تبكـي المنازل أعْيَنٌ
ونـاحَتْ علـى تلك الرسوم النوائح
وكـانت أمـورٌ قـد أصـابت فـدمَّرت
وما حَسْنَتْ في العين منها المقابح
أمـورٌ قضـت أنْ لا يـرى الأمن قاطنٌ
لـديها ولـم يفـرح بما كانَ نازح
وجــرَّت مــن الأرزاء كــلّ جريـرة
وســالت ولكـن بالـدماء الأباطـح
وقــد جرّدوهــا بعــد آل محمــد
مثقَّفـــةً تــدمى وبيــض صــفائح
وكـانت حـروب يعلـم اللـه أنَّهـا
سـعيرٌ أهـاجَتْه الريـاح اللوافـح
ومــا نفعـت فيهـم نصـيحة ناصـح
وهـل نفعـت في الجاهلين النصائح
فـــذلك مقتـــول وذلــك قاتــل
وذلـــك مجـــروح وذلــك جــارح
إلـى أن بَلَغْتَ اليوم ما قد بلغته
ومــا هــذه الأقســام إلاَّ منـائح
ولاحـت لنـا منـك المعالي بروقها
وبــرق المعـالي مـن محيـاك لائح
لمحنـا بـك الآمـال تجنـى ثمارها
كمــا نتمنّاهــا فهـلْ أنـتَ لامـح
ومــا أنـت عمّـا تبتغيـه ببـارح
وغيــرك عنهــا لا محالــة بـارح
وإنْ أحجـمَ المقدامُ عن طلب العُلى
فإنَّــك مقــدامٌ إليهــا وجامــح
وإنَّ غُــضَّ طـرفٌ عـن مكـارم ماجـد
فلا طــرف إلاَّ نحــو جـدواك طامـح
نعـم أنتـم البحـر الخضـمُّ لوارد
وأيـنَ مـن البحـر الخضم الضحاضح
منحـت الـذين اسـتمطروك مكارمـاً
وكــل كريــم بالمكــارم مانــح
ليــأْمَنَ فـي أيّامـك الغـرّ خـائفٌ
ويصــدَح فـي روض البشـارة صـادح
فخــذها لــدى عليـاك أول مدحـة
ولـي فيكـم مـن قبـل هـذا مدائح
عبد الغفار بن عبد الواحد بن وهب.شاعر من فحول المتأخرين، ولد في الموصل، ونشأ في بغداد، وتوفي في البصرة.ارتفعت شهرته وتناقل الناس شعره، ولقب بالأخرس لحبسة كانت في لسانه.له ديوان يسمى (الطراز الأنفس في شعر الأخرس -ط).