
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أُســائِلُ دَمعي: هَـل غَـدَوتَ مُجيـبي
إِذا شــِئتَ أَطفـى حُرقَـتي وَلَهيـبي
وَهَيهـاتَ أَن يَقـوى عَلى النارِ صيِّبٌ
وَريــحُ الرَزايــا آذَنَــت بِهُبـوبِ
لَئِن بَكَــتِ الخَنسـاءُ صـَخراً فَـإِنَّهُ
لَقَـد بـاتَ يُبكي الصَخرَ طولُ نَحيبي
يَقولـونَ لـي صـَبراً فَقَد ذُبتَ لَوعَةً
وَمـا ذوبُ مِثلـي فـي الأَسـى بِعَجيبِ
أَأَحسـَبُ قَلـبي مِـن حَديـدٍ وَإِن يَكُن
فَكَــم مِــن شـَرارٍ لِلحَديـدِ مُـذيبِ
وَقـالوا أَلا مَهلاً تَـأسَّ بِمَـن مَضـوا
فَلَيـــسَ مُصـــابٌ جــازِعٌ بِمُصــيبِ
فَقُلـتُ ذَرونـي وَالأَسـى لَيـسَ مُغنِياً
كَلامُ خَطيــــبٍ مَـــعْ كِلامِ خُطـــوبِ
أُجِـلُّ مَقـامي فـي المَحَبَّـةِ وَالوَفا
عَـنِ اللَهـوِ وَالسـلوانِ بَعـدَ حَبيبِ
وَرُبَّ مُحِــبٍّ بــاتَ يَســلو حَــبيبَهُ
أَلا تِلــكَ أَجســامٌ بِغَيــرِ قُلــوبِ
أَفــي كُــلِّ يَــومٍ لِلمَنِيَّـةِ حـادِثٌ
يُســيلُ مِــنَ الأَجفــانِ كُـلَّ صـَبيبِ
تَعَمَّــدنا رَيــبُ المَنــونِ بِضـَربَةٍ
أَبـى الـدَهرُ أَن يَـأتي لَها بِضَريبِ
أُصِبنا بِعَبدِ القادِرِ اليَومَ إِذ غَدَت
تُنــاطَ بِــهِ آمــالُ كُــلِّ لَــبيبِ
هَـوى كَوكَبـاً بـاتَت لِوَقـعِ غُروبِـهِ
جَميــعُ المَــآقي مَترَعــاتِ غُـروبِ
هَـوى كَوكَبـاً كَالبَدرِ تَمّاً وَإِن غَدا
قَريــبَ المَـدى مِـن مَشـرِقٍ لِمَغيـبِ
فَقُـل أَيُّ وَجـدٍ فـي الجَوانِـحِ مُحرِقٍ
عَلـى أَيِّ غُصـنٍ فـي التُـرابِ رَطيـبِ
لَئِن لَــم يُجـاوِزْ سـِتَّ عَشـرَةَ حِجَّـةً
لَقَـد جـازَ فـي الإِدراكِ أَهـلَ مَشيبِ
قَــرَأتُ لَــهُ كُتْبــاً قُبَيـلَ نَعِيِّـهِ
بِأَمثالِهــا يَختــالُ كُــلُّ أَديــبِ
أبــى نَكَــدُ الأَيّــامِ إِلّا أَقــولُهُ
وَهَـل تُـؤثِرُ الـدُنيا حَيـاةَ نَجيـبِ
وَكـانَ الَّـذي لَـو عاشَ أَحيا جُدودَهُ
وَأَمسـى بِـوادي النيـلِ كُـلُّ خَصـيبِ
عَزيـزٌ نَمـاهُ عَـرشُ مِصـرَ وَقَـد قَضى
مَنِيَّــةَ نــاءٍ فــي البِلادِ غَريــبِ
مِــنَ العَلَــويينَ الأَعـاظِمِ فَضـْلُهُم
عَلــى كُــلِّ قــاصٍ عَنهُــمُ وَقَريـبِ
يُرجّيهِــمُ الإِســلامُ فـي كُـلِّ مَـأزِقٍ
وَفــي كُــلِّ يَــومٍ لِلزَمـانِ عَصـيبِ
قَضـى العَدلُ أَنّا في الكَوارِثِ كُلِّها
نُشــاطَرُ مِــن أَحزانِهِــم بِنَصــيبِ
سـَأَلتُ لَهُـم طـولَ البَقـاءِ وَسـيلَةً
لِنُصـــرَةِ أَقــوامٍ لَهُــم وَشــُعوبِ
وَرِفعَـــةَ أَوطـــانٍ وَعِــزَّةَ مِلَّــةٍ
وَكَبْـــتَ عـــدوٍّ كاشـــِحٍ وَرَقيــبِ
شكيب بن حمود بن حسن بن يونس أرسلان.من سلالة التنوخيين ملوك الحيرة، عالم بالأدب والسياسة،مؤرخ من أكابر الكتاب، ينعت بأمير البيان.من أعضاء المجمع العلمي العربي، ولد في الشويفات (بلبنان) وتعلم في مدرسة (دار الحكمة) ببيروت، وعين مديرأً للشويفات سنتين فقائم مقام في (الشوف) ثلاث سنوات وأقام مدة بمصر وانتخب نائباً عن حوران في مجلس (المبعوثان) العثماني وسكن دمشق في خلال الحرب العالمية الأولى ثم (برلين) بعدها وانتقل الى جنيف (بسويسرا) فأقام فيها نحو 25 عاما وعاد إلى بيروت فتوفي فيها ودفن بالشويفات.عالج السياسة الإسلامية قبل انهيار الدولة العثمانية وكان من أشد المتحمسين من أنصارها.واضطلع بعد ذلك بالقضايا العربية فما ترك ناحية منها إلا تناولها تفصيلاً وإجمالاً وأصدر مجلة باللغة الفرنسية (La Nation Arabe) في جنيف للغرض نفسه وقام بسياحات كثيرة في أوربة وبلاد العرب وزار أميركا سنة 1928 وبلاد الأندلس سنة 1930 وهو في حله وترحاله لا يدع فرصة إلا كتب بها مقالا أو بحثا.جاء في رسالة بعث بها إلى صديقه السيد هاشم الأتاسي عام 1935 م، أنه أحصى ما كتبه في ذلك العام فكان 1781 رسالة خاصة و176 مقالة في الجرائد و1100 صفحة كُتُب طبعت.ثم قال:وهذا (محصول قلمي في كل سنة) وعرفه (خليل مطران) بإمام المترسلين وقال: (حضريّ المعنى،بدويّ اللفظ، يحب الجزالة حتى يستسهل الوعورة، فإذا عرضت له رقة وألان لها لفظه، فتلك زهرات ندية ملية شديدة الريا ساطعة البهاء كزهرات الجبل).من تصانيفه (الحلل السندسية في الرحلة الأندلسية-ط) ثلاثة مجلدات منه، وهو في عشرة، و(غزوات العرب في فرنسة وشمالي إيطالية وفي سويسرة -ط) و(لماذا تأخر المسلمون -ط) و(الارتسامات اللطاف -ط) رحلة إلى الحجاز سنة 1354ه،1935م، و(شوقي، أو الصداقة أربعين سنة-ط)، و(السيد رشيد رضا، أو إخاء أربعين سنة-ط)، و(أناطول فرانس في مباذله -ط)خ لبنان-خ)، و(ملحق للجزء الأول من تاريخ ابن خلدون-ط).وغيره الكثير.وله نظم كثير جيد، نشر منه (الباكورة- ط) مما نظمه في صباه، و(ديوان الأمير شكيب أرسلان- ط).