
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مــاذا برقـراق السـحائب
ضـمن المجـرة مـن كـواكب
ليســـت كمزعــم بعضــهم
نهـراً يفيـض على الجوانب
كلا ولا هـــي لـــو تعــي
زبــدٌ بـوجه السـيل ذائب
كلا ولا وادٍ علــــــــــى
طرفيــهِ قـد صـفت كتـائب
حيــث الأسـنة ثَـمَّ فـي ال
هبــوات تضـحك والقواضـب
أهنـــاك جيـــش لا أبــا
لــك حــذوه جيـش محـارب
فلننتظـــر حـــتى نــرى
مـن ذا مـن الجيشين غالب
كلّا ولا ســـــدُمٌ حـــــوت
غـازاً فهـذا الظـن كـاذب
لكـــن شـــموس جاريـــا
ت ضــمن هاتيـك السـحائب
بــل إن هاتيــك الســحا
ئب ذات انجمهـا الثـواقب
أجرامهـــا يســبحن فــي
بحــر الأثيـر لكـل جـانب
الكــل يـذهب فـي الفضـا
ء علـى اختلافٍ في المذاهب
وعلــى ارتبــاطٍ بينهــا
بقـوى جواهرهـا الجـواذب
يــا أيّهــذا العـالم ال
نجمـي كـم بـك مـن عجائب
كــم زار منــك نظامنــا
جــرمٌ يجــدّ السـير دائب
جــــرمٌ بـــديعٌ شـــكله
جــرمٌ يعـدّ مـن الغـرائب
فلـــه نـــواةٌ ذات نــو
رٍ مشــــرقٍ ولـــه ذوائب
ويضـــئ حـــتى تستضـــى
ء بـه المشـارق والمغارب
ويزيـــد إشــراقاً علــى
إشــراقهِ مهمــا يقــارب
حــتى إذا مــا دار حــو
ل الشـمس سـافر وهـو آيب
فكــــــأنه متحمــــــلٌ
فــي زوره كتبــاً لغـائب
أَمخـــبرٌ أحـــد النجــو
م لشمسـنا بعـض المطـالب
يــا عالمــاً يحـوي عـوا
لــم سـائرات فـي مـواكب
كــم مــن شـموس فيـك أك
ثرهـا عـن الأبصـار عـازب
شســـعت فأســفر بعــدها
عـن مثـل أنـوار الحباحب
وهنــاك لــولا أبعــد ال
أبعــاد نيــران لــواهب
تجلــو أشــعتها المنــي
رة مـا هنـاك من الغياهب
وتــــوازنت أجرامهــــا
فالكــل مجــذوب وجــاذب
ولهــا توابــغ فــي تـن
قلهـا السـريع لها تصاحب
تحكـــى توابــع شمســنا
فتطـوف منهـا في الجوانب
وعلـــى توابعهــا تــدو
ر توابــع أخــرى صـواحب
العلـــم هـــذا رأيـــهُ
فيهـا ورأُى العلـم صـائب
يرضــى بــه مـن كـان ذا
نظـرٍ بعيـن العقـل ثـاقب
لكــن مــن جهــل الحقـا
ئق مــن ســماعته مغاضـب
ومــن المصــائب أن تخـا
طـب جـاهلاً ومـن المصـائب
أمــا الحيــاة فـان ظـن
ن العقـل فيهـا غير خائب
أيجــــوز أن الأرض تُـــس
كـن وحـدها بيـن الكواكب
وتكــون غيــر الأرض خــا
ليــة كأمثــال الخـرائب
هـــذا لعمـــري إن يــص
ح فــانه لمــن العجـائب
إن الحيــاة تــبين حــي
ث تـرى لهـا وسـطاً يناسب
مــا أوحــش الأجـرام لـم
تمــرح بهـا بيـض كـواعب
وتــرى كأحســنها العيـو
ن النجـل فيهـا والحواجب
يــا سـاكني تلـك النجـو
م علـى اختلافٍ في المراتب
إنــــي مخــــاطبكم فلا
تلووا الوجوه عن المخاطب
بــاللَه قولــوا لـي أَأَن
تـم مثلنـا غـرض النوائب
إنــــا نعــــاتبكم إذا
لـم تفصـحوا إنـا نعـاتب
أَحَيــــاتكم كحياتنــــا
لا تكتمــوا عنــا متـاعب
أم هــل هنــاك حيــاتكم
صــفوٌ فليـس بهـا شـوائب
إنــا لنفــزع مــن مصـا
ئب لاجئيــن إلــى مصـائب
إنـــا بظـــاهر أرضــنا
قســمان مغصــوب وغاصــب
الظلــم ضــيَّق فــي وجـو
ه رجائنـا طـرق المكاسـب
والعلــــم مغلـــوب فلا
يعلـى بـهِ والجهـل غـالب
إنــا بحــال لــو علــم
تـم غيـر محمـود العواقب
نســـعى لنفـــع الآخــري
ن مـن الـذين لهـم مناصب
ونعيــش فـي حـال التعـا
ســة بالأمــانيِّ الكـواذب
لهفــي علـى الشـبان قـد
ســلكوا ســبيلاً للمعـاطب
غيلـــوا بكـــل قســاوة
فبكتهــمُ حــتى الأجــانب
ويلــي علــى بيــضٍ نشـر
ن مـن الأسـى سود الذوائب
يخمشـــن حـــرَّ وجــوههن
ن ويلتـدمن عَلَـى الترائب
يبكيـــن فقـــد أعـــزة
مـاتوا فهـن لهـم نـوادب
جميل صدقي بن محمد فيضي بن الملا أحمد بابان الزهاوي.شاعر، نحى منحى الفلاسفة، من طلائع نهضة الأدب العربي في العصر الحديث، مولده ووفاته ببغداد، كان أبوه مفتياً، وبيته بيت علم ووجاهة في العراق، كردي الأصل، أجداده البابان أمراء السليمانية (شرقي كركوك) ونسبة الزهاوي إلى (زهاو) كانت إمارة مستقلة وهي اليوم من أعمال إيران، وجدته أم أبيه منها. وأول من نسب إليها من أسرته والده محمد فيضي. نظم الشعر بالعربية والفارسية في حداثته. وتقلب في مناصب مختلفة فكان من أعضاء مجلس المعارف ببغداد، ثم من أعضاء محكمة الاستئناف، ثم أستاذاً للفلسفة الإسلامية في (المدرسة الملكية) بالآستانة، وأستاذاً للآداب العربية في دار الفنون بها، فأستاذاً في مدرسة الحقوق ببغداد، فنائباً عن المنتفق في مجلس النواب العثماني، ثم نائباً عن بغداد، فرئيساً للجنة تعريب القوانين في بغداد، ثم من أعضاء مجلس الأعيان العراقي، إلى أن توفي. كتب عن نفسه: كنت في صباي أسمى (المجنون) لحركاتي غير المألوفة، وفي شبابي (الطائش) لنزعتي إلى الطرب، وفي كهولي (الجرىء) لمقاومتي الاستبداد، وفي شيخوختي (الزنديق) لمجاهرتي بآرائي الفلسفية، له مقالات في كبريات المجلات العربية.وله: (الكائنات -ط) في الفلسفة، و(الجاذبية وتعليها -ط)، و(المجمل مما أرى-ط)، و(أشراك الداما-خ)، و(الدفع العام والظواهر الطبيعية والفلكية-ط) صغير، نشر تباعاً في مجلة المقتطف، و(رباعيات الخيام-ط) ترجمها شعراً ونثراً عن الفارسية. وشعره كثير يناهز عشرة آلاف بيت، منه (ديوان الزهاوي-ط)، و(الكلم المنظوم-ط)، و(الشذرات-ط)، و(نزغات الشيطان-خ) وفيه شطحاتة الشعرية، و(رباعيات الزهاوي -ط)، و(اللباب -ط)، و(أوشال -ط).