
الأبيات16
ســرت بحجــاب مـن منعـي حجـاب
إلــى حجــب مــن جنـدل وتـراب
ضــفت عــزة فــي عفــة وتمنـع
لتســكن منهــا فــي ثلاث قبـاب
محجبــة كــفُّ الــردى لا تمسـها
لتقبـــض إلا مـــن وراء حجــاب
فلـولا تجلـي شـأنها فـي سـموها
لمــا لاح معناهــا بلفـظ خطـاب
علــيٌّ أبوهــا والبتولـة أمهـا
ومولـــدها مــن مكــة بشــعاب
لعمـرك مـا قـول الوليد بمثلها
وفــي مثلهــا تنزيـل آي كتـاب
بنـا أنـت مـن مجفوة قد عتبتها
وهــاجرة لــم تنعطــف بعتــاب
وذاهبـة مـا أنكـرت مـن طباعها
سـوى أنهـا مـا اسـتأذنت لذهاب
أقـامت بجنـب المرتضى وهي جنبه
وآبــت إلــى زلفـى وحسـن مـآب
رويـداً أبا الهادي فما جل فادح
وإن جــل إذ أصــبحت عـز جنـاب
فـرزء الفـتى لا رزؤهـا بمصابها
إذا عــدت الأرزاء فعــل صــواب
فمـا تقدح العلياء من ذي مصيبة
كمـا تقـدح العليـاء لبـوة غاب
إليـك تشـد العيـس إمـا مناخـة
لعلــم وإمــا لاكتســاب ثــواب
وتعطـي فمـا أدري سـحاباً كراحة
لعمـــر أبـــي راحــة كســحاب
رقيق حواشي الطبع والبيض خيرها
رقــاق الشـبا إن جـردت لضـراب
فلا زلـت معمـور الجنـاب لطـالب
فلــم يــك إلا فيــك نجــح طلاب
محمد سعيد الحبوبي
العصر الحديثمحمد سعيد بن محمود، من آل حبوبي، الحسني النجفي.شاعر وفقيه وطني ومجاهد عراقي، من أهل النجف، ولد بها وأقام مدة في الحجاز ونجد، له (ديوان شعر - ط) نظمه في شبابه. وانقطع عن الشعر في بدء كهولته، فتصدى لتدريس الفقه وأصوله، وصنف في ذلك كتباً.وكان في جملة العلماء الذين أفتوا بالجهاد، في بدء الحرب العالمية الأولى، لصد الزحف البريطاني عن العراق، وقاتل على رأس جماعة من المتطوعين، في (الشعبية) مع الجيش العثماني. وبعد فشل المقاومة لم يتمكن من العودة إلى النجف، فنزل بمدينة الناصرية وتوفي بها.
قصائد أخرىلمحمد سعيد الحبوبي
يا مَقيلَ السِربِ في ظِلِّ الأَراكِ
هاجَ بَرقُ السَعدِ قَمَرِيُّ الهَنا
أعربت لي بك ألحان الغنا
حبذا من طالع عصر الشباب
هزت الزوراء أعطاف الصفا
بي يا ساقي الطلا ابدأ أولا
يا معير الغصن قد أهيفا
هلهلت بالبشر ورقاء الهنا
أترى الشهب أضاءت مطلعا
هزها الدل فماست مرحا
هل انعقدت أكاليل الزهور
شمس الحميا تجلت في يد الساقي
طرز خديك العذران
للبدر أم لك في الدجى البلج
لح كوكباً وامش غصناً والتفت ريما
لي في محياك ما للناس في القمر
أعار الحسن وجنته لهيبا
وعفراء ود الظبي يحكي التفاتها
أطلع البدر من جبينك صبحاً
وشع الحسن جلنارا وآسا
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025