
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وصــالُ شــَقيق البَـدر كـلُّ مَرامـي
وَإِن هُــوَ عَنــي قَـد نَـأى بِمَرامـي
فَــإِن فُـؤادي مـا لَـهُ عَنـهُ شـاغل
وَمــا لسـِهام العَـذل فيـهِ مَرامـي
وَكَيــفَ وَأَعضــائي بِـهِ قَـد تـولهت
فَفــي كُــل عضـو مِنـهُ وَقـعُ سـِهام
أَجـل لسـت أَبغـي غَيـر حُبَّيهِ مأرباً
وَإِن وَلعــت فيــهِ الــوَرى بملامـي
عَلـى أَن لَومي في الهَوى لَيسَ نافِعاً
إِذا كُنــت مَســعوداً برعــي ذمـام
فَلا تُطــع الواشــي وَزخــرفَ قَـوله
فَــــــذَلِكَ بُهتــــــانٌ وَزور كَلام
أَلـم تـدرِ أَنـي فيـكَ قاطَعتُ جيرتي
وَأَهلــي وَأَصــحابي وَطيــب مَنـامي
وَلا ذَنـب لـي في الحُب يَقضي بِلَوعتي
وَهَجــري وَتَعــذيبي وَطُــول سـقامي
فَيـا مـالكي هَـذا البعـاد أَضـرّني
وَأَوهــى قــوى جســمي وَدَقَّ عِظـامي
وَلـم يَسـتَطع مِن شدّة الشَوق وَالجَوى
يــؤثِّر فــي وَجــدي وَفَـرط هيـامي
وَيــا طالمـا مـرّت ليـالٍ بِأنسـنا
عَلــى رقــص عيــدان وَنـاي زنـام
لَيـال بَـدَت فـي جَبهـة الـدَهر غرّةً
كَمــا لاحَ بَيـنَ النـاس خَيـرُ إِمـام
ســميّ خَليــل اللَــه رَأفـتٌ الَّـذي
بِــهِ رَقَــت العَليــا أَجــلَّ مَقـام
أَميــر بَـدا بَيـن الكَـواكب نجمُـه
فَــأَدهش مِنــهُ النـاظر المُتعـامي
وَبَحــرٌ محيــط بالمَعــارف زاخــرٌ
وَحــبر لميــدان البلاغــة حــامي
وَخيــر نصــير للعلــوم يــديرها
بفكـــر كســـهم صـــائب وحســام
وَليــث هصـور إن سـطا جَيـشُ فهمـه
عَلـى الجهـل أَمسـى فـي قيود حمام
وَشـهم غـدا للمجـد وَالفضل وَالنَدى
حَليفــاً قَريـن السـَعد نسـل كِـرام
فَبــاللَه دَع قسـّاً وَمعنـاً وَحاتمـاً
فَمــولاي عَنهــم بِالفضــائل سـامي
وَلا تــذكر الكنــديَّ فهـو وَإِن عَلا
إِلــى ذَلِــكَ المَـولى العُلَـى كَغلام
وَإِقليــدس لـو قيـس فـي أَيّ حالـة
بِــهِ لَــم يَكُــن إِلا كقطــر غمـام
رَعـى اللَـه أَيامـاً أَضـاءَت بِـوجهِهِ
وَدَهــراً بِــهِ أَمســى أَسـير غَـرام
وَأَحيا عُلوماً لَم تَزل في سَما العُلا
بِهمتـــه تَعلـــو بحســـن نِظــام
وَحســبي مَقامــاتٌ بِـهِ قَـد تشـرفت
وَقــامَت بِمــا يرضــى أَتـمّ قِيـام
فَكَـم قَـد سـَمَت فَخـراً وبـاهَت مسرة
بِــهِ وَتعــالَت فَــوقَ مفــرق هـام
وَلَســت أَهنِّــي بِالمَناصــب فاضـِلاً
ســَحابُ يَــديه فـي البَريـة هـامي
وَلكــن أهنيهـا بِـه إِذ غَـدا لَهـا
كــــدرّة عقــــد أَشــــرَقَت بِظَلام
أَمــولاي هـا بكـراً تـتيه بحسـنها
وَتفعـــل بِالأَلبــاب فعــل مــدام
وَلا مَهـر تَرجـو مِنـك غَيـر قبولهـا
فَقابـــل مُحيّاهـــا بِطيــب ســَلام
فَلا زلـت فـي أُفـق السـَعادة راقياً
وَنجمــك بَيــن الزُهـر بـدر تَمـام
محمد بن صالح بن أحمد بن محمد بن علي بن أحمد بن الشريف مجد الدين.باحث، مترجم، له شعر، من أهل مصر، أصله من مكة، انتقل جده الأعلى الشريف مجد الدين إلى الديار المصرية، فولد صاحب الترجمة في أبي رجوان (من أعمال الجيزة) وتعلم في حلوان ثم بمدرسة الألسن بالقاهرة، ونشأ نشأة عسكرية، ثم تحول إلى القضاء، وتوفي بالقاهرة. ترجم عن الفرنسية كتباً كثيرة، ولما ولي الخديوي إسماعيل، انتدبه لترجمة القوانين الفرنسية المعروفة باسم (كود نابليون Code Napteon) فترجمها إلى العربية.وتعلم الإنجليزية سنة 1286هـ.وله (ديوان شعر -ط) قال على مبارك: له من الكتب المترجمة والمؤلفات ما يزيد على 65 كتاباً ورسالة منها: (المطالب المنفية في الاستحكامات الخفية- ط)، و(ثمانية عشر يوماً في صعيد مصر-ط).