
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
دَمـعُ العيـون علـى ترابـكَ سائِلُ
يـا أَيُّهـا الغصنُ الرَطيبُ الذابِلُ
هيهـاتِ مـا تُطفـي المَدامِعُ لوعةً
لـكَ لَيـسَ يطفيها السَحابُ الهاطِلُ
حــزنٌ تَـذوبُ لَـهُ الجُسـومُ كآبَـةً
فميـا ههـنَّ مـن العيـونِ هوامِـلُ
يـا غُصـنَ بانٍ مال في شَرخٍ الصبا
فَعَليــهِ حزنــاً كـل غصـنٍ مـائِلُ
اللَــهُ أَكبَــرُ تلـكَ شـَرُّ مُصـيبَةٍ
جُـلُّ اِعتِـدآءِ الهـر فيهـا نـازِلُ
صــَمّآءُ قـد سـَمعَ الأَصـَمُّ نواحهـا
وَغَـدا عَـذيراً فـي اساها العاذِلُ
ان كـانَ يَفتخـر الزَمـان بنكبـةٍ
فَلَـهُ بهـا الفَخر العَظيم الشامِلُ
فيهـا المَـدامِعُ بالـدِمآءِ تحدَّرت
وَعلـــت بهــا للنائحــاتِ ولاولُ
فـي صـبحِ يـومٍ اسـوَدٍ لـو شَمسـُهُ
غـابَت لمـا ازدادَ الظَلامُ السادِلُ
يَــومٌ تقطَّعـتِ القُلـوبُ بِـهِ كَمـا
أَدمـى المحـاجرَ دمعُها المتواصِلُ
يـا راحِلاً اخَـذَ القُلـوبَ وَدائعـاً
وَلَــهُ الوَفــا الّا بهــنَّ شـمائِلُ
اوخشـتَ رَبعـاً كنـتَ تؤنسـهُ فَمـا
هُـوَ بعـدَ بُعـدِكَ عـن حمـاهُ آهِـلُ
لــك وَحشـَةٌ طـيَّ القُلـوبِ كأَنَّمـا
لـكَ فـي قلـوبِ العـالمين منازِلُ
ســَمّاكَ أَهلُـكَ بالسـَليم تَفـاؤُلاً
وَالـدَهرُ يَصـرُخُ خِبـتَ يـا مُتفائِلُ
لَــم يُغـنِ مـنَ الوَسـائل جُهـدُها
اذ غالبتهــا للمنــون وســائلُ
وَإِذا الزَمـان أَرادَ أَمـراً بامرئٍ
فَجَميــعُ سـعيكَ واجتهـادكَ باطـلُ
وَلَكــم يَمــوت بِـهِ حَفيـدٌ عاقِـلٌ
اســفاً وَيَبقــى فيـهِ جـد جاهـلُ
فـاذهب رَعـاكَ اللَـهُ مـن مُتَرَحِّـلٍ
وَلَــهُ القلــوبُ ركـائبٌ ورواحـلُ
قــد كنـتَ مُتَخـذاً حَياتَـك سـلَّماً
تَبغـي التراقي في الوَرى وَتُحاولُ
وإِذا بها اِتصلت بأُخرى في العُلى
مـن حيـثُ أَنـتَ بهـا لربـك واصلُ
أَدرَكـتَ فـي سـنّ الشـبيبة ما بِهِ
وَهَـم الزَمـانُ بـانَّ عمـرَكَ كامِـلُ
وكــأَنَّني بالــدهر عــضَّ بنـانهُ
نَــدَماً وحزنـاً للَّـذي هُـوَ فاعِـلُ
وَكَفــى القَتيـلَ جَسـامةً لمُصـابِهِ
فـي الناس أَن يأسى عليهِ القاتِلُ
قـد كنـتَ كالكهـل المحنَّكِ بالِغاً
فـي العقل افضلَ ما يَنالُ النائلُ
تلـك المعـارف وَالـدروس بأَسرها
واحســـَرتا زالـــت وكُــلٌّ زائِلُ
زالَــت وابقـت شـرَّ تـذكارٍ لَهـا
كُـلُّ الجـوارِحِ فـي أَسـاهُ مقاتـلُ
منـذُ الطفولـة لم تكن تألو بها
جُهــداً ولا عنهــنَّ صــدَّكَ حــائِلُ
فبلغــتَ منهــا فـي سـنينَ قَلائِلٍ
قَــدراً يقصــّرُ دونـهُ المُتنـاولُ
أَودَت بجسـمكَ حيـثُ رحـتَ شـهيدَها
وَبمعــرك الاعمــال راحَ العامـلُ
فرحلـتَ فـي العشـرين مُعقِبَ حسرةٍ
لـكَ لا يُعَـدُّ لها المدى المُتَطاولُ
غُصـناً نضـيراً كـانَ يُنتَظَرُ الجنى
منـهُ فسـابقنا القضـاءُ العاجـلُ
واظنُّـــهُ اذ ذاك حـــوَّل وجهَــهُ
كَـي لا يـرقَّ لاجـل مـا هـوَ حاصـلُ
مـا احتـاج قطُّ الى اِعتِنآءِ مُثَقِّفٍ
كلّا ولا تعبـــت عليـــهِ أَنامــلُ
مُنَقـــوِمٌ مـــن عهــدِهِ متثقــفٌ
فــي مهــدِهِ فطــنٌ أَديـبٌ عاقـلُ
متمســِكٌ بِعُــرى التُقـى مَتسـَربلٌ
بحلـى الصـلاحِ وَبالمحامـدِ رافـلُ
حمـل البلا لـم يَشـكُ من سأمٍ وَلا
شـَغَلَتهُ عـن تَقـوى الالـهِ شـواغلُ
فَمَضــى رواحلُـهُ التُقـى وَحُـدآؤُهُ
ذكـرُ الالـهِ فنـال مـا هـوَ آمـلُ
فـي جَنَّـةٍ مـن لـم تَقُـدهُ أَواخِـرٌ
للفــوز فيهـا لـم تُفِـدهُ اوائلُ
خليل بن ناصيف بن عبد الله بن ناصيف بن جنبلاط.أديب، له شعر، من مسيحيي لبنان، ولد وتعلم في بيروت، وزار مصر فأصدر أعداداً من مجلة (مرآة الشرق) وعاد، فد!رس العربية في المدرسة الأميركية. وتوفي في أحداث لبنان فحمل إلى بيروت.من مؤلفاته: (نسمات الأوراق-ط) من نظمه، و(المروءة والوفاء-ط) مسرحية شعرية، و(الوسائل إلى إنشاء الرسائل)، و(الصحيح بين العامي والفصيح).