
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بحمــد اللَـه يهـديك الشـجي
صــلاةً مــع ســلامٍ يــا نـبي
بعـــزك يســـتقيم الأعــوجي
مشـــرَّفُهُ بنصـــرك مَشـــرَفيّ
فيـا صـدر الصدور وأين مدحي
وهــل يحصـي معاليـك الحصـيّ
وتخـدمك الغـداة علـى أصـيل
بمـا تهـوى تسـابقها العشـي
وكوكبـك المنيـر مضـيء سـعد
بموكبــك الفريــد لـه مضـي
يعــوّذك النـدَى مـن كـل نـدٍّ
وترقيــك العنايــة والرقـي
لئن حلاك جـــوهر كــل مجــدٍ
ففـي خجـل مـن الصـدر الحلي
نواصـي الخيـل خيـرٌ وهي حرز
وكنــز بطنهــا وهـي المطـي
وغايـات الجيـاد غنـىً وغنـمٌ
وغيّــة غيرهــا غــرمٌ وغــي
فصـادقها بقـول اللَـه فيهـا
ورافقهــا بمـا قـال النـبي
فقـد أوصـى وأثنـى واقتناها
وشـرَّفها لـدى المسـح الجـثي
فمــا أذن العلا تصـغي لشـادٍ
إذا صــهل الأصـم لـك الصـفي
لزاد الراكب انتسب ابن غبرا
وأخلفــت الحــرون بـه صـَدِي
مـن الشـعب الـذي مرعاه عشبٌ
بلا شـــبع وتســقيه الســقي
فما بالطرف يدري الطرف أصلاً
فكــم يبــدو غنـيٌّ لـي غـبي
غــبي بــاللوامع مـع حـروبٍ
وبـــالمطلوب منــه ألمعــي
إذا مـا احتـاطه عنـف مـبين
أحــاط بــوثبه لطــفٌ خفــي
إذا مـا أودعتـه الريـح سراً
تظــاهر بــالجنون العنصـري
أتنكــر فــي تنكُّـرِهِ أصـيلاً
وأكـثر مـا يغـر بـك الـدعي
وســرج ضـمن سـرج مـن عسـيب
وناصــية وضــمنهما الكمــي
بأحســن هيئة خلقــاً وخلقـاً
حديــد الطـرف واللـون بهـي
عريـــضٌ أدرعٌ عـــالٍ ضــليعٌ
وهـــادٍ مســرعٌ كــرعٌ وحــي
وشــامخ قــونس وسـمين نهـدٍ
رقيــق النحــر مسـمعه وَعِـي
طويــل الشـدق للأعلـى لسـان
وفخـــدٌ أضــلع جيــدٌ رقــي
طويـل الـذيل والأذنيـن قاما
صــحيح الثغــر والأجفـان ري
قصــير مرفقـاً عضـداً قطيفـاً
وســاقاً عصعصــاً ظهـراً نمـي
قصــير الإيــر ريّــال أقضـبٌ
أســاجعه خفــت نفــسٌ قــوي
قصـير الكعـب منتصـباً برجـل
سـوى اليد أشبه النسر الحصي
صــحيحٌ وســط حــافره بعيـدٌ
أليَّتُــــهُ وحرقفُـــهُ نســـي
وبيــن إليِّــهِ ويــديه بعـدٌ
وأذنٌ مـــن نـــواهقه عــري
وشـــامخ قـــونس وأوزَّتــاه
كنهــد البكــر مسـمعُهُ وعـي
صـغير النقرتيـن علـى عيـون
نوابــع بعــد مرآهــا قصـي
وأرصــاغ كصــَنجٍ مــن حديـدٍ
وســـَبطٌ شــعرُه عَــرفٌ رَخــي
وبــاطن حوســة خــدٌّ وســاق
عـــراض جبهــة كفــل ملــيّ
وفهــدته لأعلــى مــن قطـاةٍ
وفخـــذ ضــلعه لحــمٌ قــوي
غليـظ العجـب والعصـب أماماً
علــى ركــب وأفــرق لا وطـيّ
وأشــراف القطــاة وحرقفيـه
وحــارك نعــم شــيات أشــيّ
وعــال بيــن عينيــه وكتـفٍ
بحــــاركه لأوســـطه علـــيّ
بهــا رمانــة الظهـر نتـوءٌ
كسـاه اللحـم لا الشحم الردي
وسـتة أذرع فـي الجـري قسها
خلال قـــوائم نصـــف بَطـــيّ
خفـي قـوائم فـي الخصـر ضمّت
لــه رجلاه إن فتــحَ الركــيّ
إذا مـا امتـد فـي جريٍ نظيمٍ
حـــوافره كحـــافر لا عصــي
ســما عنقـاً يـداه ذات بسـطٍ
ورجلاه يقبضـــــها حـــــثيّ
تفــوت ببطنـه الرجـل يـديه
بشــبرين علــى نســب شــريّ
أليـف السـبق يسـرع لا بعتـق
علـى خيـط مـن الـذيل السوي
كــأن اللحــم منبتـه بعظـم
رقيـــق أن يكمِّشـــه وفـــيّ
يــبيت مكــانه إن لـم تجئه
بــأدنى إشــارة لـك مِطـوَعيّ
وذو فقـــرٍ قويـــاتٍ بظهــرٍ
لحيـــم مثــل أضــلاح رَبِــيّ
بــبيت شــكاله ضــيق يـداه
طــوال كاللســان يســيل ري
لـدى الإسـراج لـم يزعجه حزم
ولا وحـــش ومقـــدام وفـــي
تــأدب عنــد إلجــام ومسـح
وإعلاف وشـــــرب لا دنـــــي
حريـصٌ فـي الوهـاد وفي صعود
صــبور إن أتــى ظمــأٌ وطَـي
ذكـور الـبر يشـقى مـن مطاعٍ
عليـــه وإن يعــاوده نســيّ
أصـيل ليـس يثنـي عنـد شـربٍ
يــديه وبيــن إخــوته خـويّ
صـفي الجسـم يرضـى ثقل رضوى
ويلثــم نعــل خفتـه الصـفي
يسوسـك فـي ارتقـاءٍ وانحدار
ولــو أن الشــوى منـه شـوي
يـورّي في الدجى لثم العوالي
فـم الطعنـات سـنبكه الـورِي
تَهمهُمُــهُ يهيِّــج كــل شــاكٍ
لطـول العهـد بالهيجـا بكِـي
ســرَى والترهـات بـه يراهـا
ســـريٌّ دونـــه ســكبٌ ســري
لســـانٌ مثـــل آذان وجيــدٌ
طــوال وهــو ذو كفــل كُـرَيُّ
ومنتصــب العراقيــب بكعــب
صــغير مــن نــواهقه عــري
ولــم ينفــر بخبـط لا رمـوحٌ
وينكــر أو تمــانعه الشـظي
ولـم يطمـح ولـم يجفل ولا ذو
حـــران ولا نــدوب ولا نعــي
ولا الــروّاغ والغــرّار فيـه
وثـــوبٌ لا مريـــض ولا أســي
ولـم يطـرب إلـى حبلـى فهيم
لـدى التعليـم يقهـره الصبي
وفــي علــف وشــرب غيـر لاهٍ
بغيـــر لا يبعـــثره هنـــي
بلا روغ وزيـــغ عنــد مشــي
يخــاف الصــوت ثبـت لا نـزيّ
يباعــد بيــن رجليـه لبـولٍ
ولـم يرفـص ولـم يعضـض حمـيّ
فلا روثــاً ولا زفــراً تعـاطى
ومنظـــور لـــه ليلاً قصـــي
لــه فـرحٌ خروجـاً أو دخـولاً
لمربطـــــه ولا لأذى رعــــي
شـديد الحفـظ مـن حفـر كوادٍ
ولـم يوطـأ لـه في السير شي
ولـم يصـهل ولـم يشـرب هواء
ولـم يُحمَـر ولـم يقلقـه كـي
مـتى تُرمَـى سـهامٌ وهـو يجري
بهــتّ رماتهــا سـبق القسـي
فيخشـى فـوقه الرامـي فتوراً
ليرمـي الظهـر مـن سـهم هويُّ
لـه فـي الفصد والتنعيل صبر
ولا لاك اللجــــام ولا أبـــيُّ
فمصــريْ حـاذق وخـافجي أصـل
وشــاميُّ القــوَى أو مغربــي
فــذو نسـل وأفشـلها فرنكـي
وبرقــي الهيكلــيُّ الأخثنــي
خراســاني وهنـدي أو بُقـاعي
حقيــر الشـكل أو تـتري ردي
فلا تقصــص نواصــيها وتنقـص
مبانيهــا فيحزنــك الخصــي
وفـي الحركات والسكنات منها
يكــون مسيســها فهــمٌ ذكـي
وراع الفصـل والأقطـار واحكم
نظافتهــا فــأنت بهـا وصـي
نزيـــلٌ بالســلامة أكرمتــه
نــزال وفـي ربـا نجـدٍ رَبِـيُّ
صـبور فـي الظمـا وصعود هضب
أليـف البحـر لـم ينفـر طوي
ولـم ينفـر سـوى لنجاة هيجا
بضــرب يــدٍ إذا فـر النجـي
ودون النــاس يعـرف مقتنيـه
ولـم يعضـض ولـم يغـدر وفـيُّ
يقاسـي مـا يقاسـي مـن مطاعٍ
عليـــه وإن يعــاوده نَســيُّ
وأحمــر أبلــق قرطــاس كلا
كميــــتٌ أزرق أو أشــــهبي
غـــوارثه بفارســـه محــالٌ
مــتى بـارى ومـن عيـب بـري
ســريع الإنبعـاث بغيـر عنـفٍ
وإجحـــاف صـــراط مســـتويُّ
صــحيح الثغـر محمـرٌّ لسـاناً
ونــابع مقلــة جفــنٌ صــفي
مليـء الظهـر لحمـاً ذا فقارٍ
قويـــات قـــوائمه القــوي
نحيـف الخـد ذو أذنيـن طالا
وقامــا صــدره رحــبٌ رقــيُّ
جــوادٌ أجيــدٌ ظهــرٌ قصــير
لحيـــمٌ لا ســـيحمٌ مخـــبريُّ
فأمــا يــافث نســباً إليـه
فمــن طــرفٍ ومـن طـرف لـؤي
فلا شــاكي السـلاح يشـك فيـه
ولا هــو مــن شــكيمته شـكي
قصــيدٌ فــي صــناعتها مُقـرٌّ
بهــا المتنــبئ والبحــتري
لهــا فـي حلبـة الآداب سـبق
حــذيٌّ عنــده الجــاري خـذيُّ
قريــرٌ لفظهــا لمسـاً وشـماً
وفـي فـم سـمع ذي بصـرٍ حَلِـيُّ
وقلــت معرِّجــاً لمـا هـدينا
بخطبتهــا وأهــديت الهــديُّ
أتـى النـادي ينـاديه فـأرخ
كتــاب الخيــل مهـديه علـي
وحمـد اللَـه فـي بدئي وختمي
صــلاتي مــع سـلامي يـا نـبي
علي بن حسن بن إبراهيم الأنكوري المصري.شاعر، أديب، مولده ووفاته في القاهرة. اتصل بالخديوي عباس الأول، فكان شاعره. ولم يكن يتكسب بالشعر، مكتفياً بما له من مال وعقار.له: (الإشعار بحميد الأشعار)، و(الدرج والدرك) في مدح خيار عصره وذم شرارهم، و(رحلة)، وكتاب في (الخيل)، و(سيفنة) في الأدب.