
الأبيات19
دَعـا داعـي الهَوى قَلبي فَهَشّا
بِـراحٍ نُورُهـا الأبصـار يَغشـى
وَقَـد جُعِلـت نُجومـاً مـن حَبابٍ
لـترمي الهَـمّ وَالكاساتُ عرشا
ووافانـا الأَصـيلُ بنـثرِ تـبرٍ
وَهنّانـا المَسـا عُمـراً وَعَيشا
يَقــوم مـديرُها وَنخـرُّ صـَرعى
كَأَنـا نَفـرشُ الوَجنـاتِ فَرشـا
وَمـا نَخشى الزَمانَ وَذاكَ يَسعى
وَلَكـن حَيـثُ جـار اللَحظُ تَخشى
أَظـنّ إِذا اِنثَنـى بِالقدّ تيهاً
وَأَحسـبُ إِن سـَطا بِاللَحظ بَطشا
أَظـنّ الـدَهر أَقبـلَ لي وَوالى
وَوَلّـى الهَـمّ جَيشاً يَتلو جَيشا
كَــأَنّ كؤوســَه مــرآةُ أُنــسٍ
أَرى مِنهـا الزَمـانَ بَدا وَبشّا
أَدرهـا وَنـاد نادينـا غبوقاً
وَسلسـل لـي الرَحيق وَقم تمشّى
فَهـا جناتُـك الزَهـراءُ حـاكى
مطارفَهـا الغمـامُ لنـا وَوَشَّى
كَــأَنّ النَهــرَ سـاعدُ ذاتِ دلٍّ
تريـك عَلَيـهِ عَكس النبت نَقشا
وَفـي الـدُولابِ مُغْـنٍ عـن غَوانٍ
وَعَـــن دُرٍّ إِذا غَنَّــى وَرَشــَّا
أَدرها البكرَ من بنت الدَوالي
وَلا تمـزج بصـافي العَيـش غِشّا
وَأَرضـع ثَغـرَ كَأسـِكَ ثَديَ إبْرِي
قِــكَ الصــافي ملاعبـةً وَهَشـّا
وَلا تَمنعنـي ظلـمَ الكَـأسِ حَتّى
تَرانـي غبـتُ عـن دُنياك دَهشا
وَتبصـرني عَـدمتُ الخَمـسَ سُكراً
وَتبصـرُ ثـمّ في الراحات رَعشا
عَسـاني أَنسي ما بِالقَلب سُكراً
فَمنهـا صـحَّ أنّ الصـَفو يَنشـا
وَلا يَــكُ مِنــكَ للأسـرار عَيـنٌ
كَمَـن هـوَ يَنبـشُ الأَجداثَ نَبشا
وَلا تَعتـب فَلَيـسَ العُمـر بـاق
وَكَـم ذا قَد رَأَيتَ العَرشَ نَعشا
حسن حسني الطويراني
العصر الحديثحسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.
قصائد أخرىلحسن حسني الطويراني
كُل العَوالم مَهما سر أَو ساءَ
ما العلم ما الفضل ما الأَذواق ما الأَدبُ
يا مَن يُحول بحولهِ
يا رَب أَنتِ الَّذي من شَأنه الكَرَمُ
مضى شهر الصيام فقل خليلي
تلك أعلامنا وهذا الثواءُ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025