
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
إِذا المشـيبُ عَلـى حُكم القَضا وَخَطا
فَــإِنّ ذكــر التَصـابي ذلـة وَخَطـا
وَإِنّ مـن أَفـرط الأَهـوا وَفرّط في ال
تقـوى فَقـد صـارَ فيهـا أَمرُه فُرُطا
فَـذر تغاليـك فـي يَـأسٍ وَفـي أَمـلٍ
وَاختر لنهج النجاة المنهجَ الوَسطا
وَاجعــل مباديـك للغايـات مدرجـةً
وَلا تَكُــن بـانحلال الـرأي مرتبطـا
وَلا تَكــن بحجــاب الغــيّ محتجبـاً
رَهيـن حسـنٍ عَلـى حُكـم الهَوى غلطا
وَاسـأل إلهـك مـن غـيّ الهَوى رَشَداً
فَـاللَه لَـو شاءَ عَن عينيك زالَ غَطا
وَيـا فَـتى الحُـب إِن شَطَّ المَزارُ به
ارفــق بنفسـك قَـد حمّلتهـا شـَططا
فَإِنمــا أَنـتَ أَنـتَ الـرُوحُ لا جَسـَدٌ
لا بـدّ أَن يَتجـزّى بعـد مـا اختلطا
وَالـدَهر أَبنـاؤه مـا بَيـن منخفـضٍ
وَبَيــنَ مُرتفــع وَالكُـلُّ قَـد حبطـا
وَكَـم خليليـن إِذ جـادَ الصبا شطحاً
حَتّـى إِذا مـا اِنقضـت أَيـامه شحطا
وَإِنّ أَعظــم هــمٍّ بِــالعَواقب مَــن
يَلقـى بِبَهـرجِ هَـذا الـدَهر مُغتبطا
وَمَــن يكــذِّب عَلــى صـدقٍ يمـامتَه
يَنـام لَيلاً وَقَـد ذُقـنَ السـهاد قَطا
وَمَـن يَكِـل أَمـرَه للغيـر يَلـقَ بِـهِ
عَرشـاً يُثَـلُّ وَرَأيـاً يَصـحب الغَلطـا
وَمَــن يقــدّم مقــالاً قبـل تبصـرةٍ
فَقَـد تـورّط فـي بَحـر العَنـا وَرطا
وَلَيــسَ يِنفَــع جــدٌّ وَانبسـاطُ يَـدٍ
إن لـم يكـن بـدؤه بالحزم مشترطا
وَلَيــسَ يَعــرف ذو جَهــل حَقيقتــه
وَلَيــسَ يَجهـل حـداً مـن دَرى نَمَطـا
وَأَغبـنُ النـاسِ ذو حلـم إِذا جَهلوا
وَمَـن إِذا حـالموه فـي الأَنـام سَطا
وَأَحـزنُ النـاس مـن يَمضـي بِـهِ كَسَلٌ
عَـن فُرصـة نالَهـا إقـدامُ من نَشطا
سـُبحان مـن خلـق الـدُنيا وَأَشغلنا
بـالحرص فيهـا وَأَولـى كُلَّنـا بعطا
وَسـَوف يَبـدو شـهودٌ فَـوق مـا نَظرت
عَيـنُ الوجـود إِذا سترُ الخَفا كُشطا
حسن حسني باشا بن حسين عارف الطويراني.شاعر منشئ، تركي الأصل مستعرب، ولد ونشأ بالقاهرة وجال في بلاد إفريقية وآسية، وأقام بالقسطنطينية إلى أن توفي، كان أبي النفس بعيداً عن التزلف للكبراء، في خلقته دمامة، وكان يجيد الشعر والإنشاء باللغتين العربية والتركية، وله في الأولى نحو ستين مصنفاً، وفي الثانية نحو عشرة. وأكثر كتبه مقالات وسوانح. ونظم ستة دواوين عربية، وديوانين تركيين. وأنشأ مجلة (الإنسان) بالعربية، ثم حولها إلى جريدة فعاشت خمسة أعوام. وفي شعره جودة وحكمة.من مؤلفاته: (من ثمرات الحياة) مجلدان، كله من منظومة، و(النشر الزهري-ط) مجموعة مقالات له.