
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أبــدرٌ ذرَّ فــي أفـق الأعـالي
فنــوَّر سـمك أسـماك المعـالي
أم الخضـراءُ أبـدت فـي رقيـعٍ
براحــاً برَّحـت دُهـم الليـالي
أعيـنٌ قـد بـدَت تجلـى عيونـاً
إلـى العصر الكفيف من الوبالِ
أزاهـر برقـع الجربـاءِ حـاكت
بــدوراً زُينـت بسـنا الكمـالِ
فلا عجـــبٌ إذا الأفلاك ضـــاءت
نــرى الأرضـين تزهـو كـاللآلي
وأزدهــت الريـاض بزهـو زهـرٍ
وأزهـرت الصـخور مـع الرمـالِ
أفـانين الجنـات تميـس تيهـاً
بليــنٍ مخجــلٍ سـمر العـوالي
بلابلهــا تغــرد فــي فنــونٍ
مـن البلبـال تجلـي كـل بـالِ
وصــاح مــن العلاءِ بشـيرُ سـرٍ
إلـى بيـروت بـالوالي البجال
علــى أن العلــى علّـى عُلاهـا
وأوهبهــا رضـى برضـاه عـالي
رضـى عـالي الـوزير خطير قدرٍ
وليّـا جاءهـا مـولى المـوالي
هـو النـدب الجسـور مزيل خطبٍ
هـو الليث الهصور لدى النزالِ
هـو الشـهم الشـريف تليد قنسٍ
هـو الفخر الطريف لذي الكتالِ
هـو المـولى المشير أميرُ أمرٍ
همـام سـاد عـن همـم الرجـالِ
لـه الحـزم السـديد بكـل رأيٍ
لـهُ العزم الشديد لدى القتالِ
ذكـيٌّ قـد حبـا الأزكـان نـوراً
يفـوق ذُكـا الـذكاءِ بلا مثـالِ
جـوادٌ قـد سـما بـالجود جوداً
فـأحيى بالحيـا فيـض النـوالِ
خضـــمٌّ خضـــرمٌ يـــمٌّ عبــابٌ
مفيــــضٌ جـــوهراً درر الأوالِ
ومــا مــن سـائلٍ يـأتيهِ إلّا
يـأوب مدى المدى التسآل سالي
كريـــمٌ مخلـــفٌ ســمحٌ ســخيٌّ
بَـــذولٌ متلِـــفٌ غمــر البلالِ
أديــــبٌ أحــــوزيٌّ أحـــوذيٌّ
أريـــــبٌ لـــــوزعيٌّ ذو جُلالِ
لــــبيبٌ المعــــيٌّ يلمعـــيٌّ
مهيـــبٌ أريحـــيٌّ لا يُبـــالي
تفـرَّد فـي النُهـى ينهـي بنهيٍ
عــن الحومـات يـأمرُ بـالحلالِ
رشـيدٌ للهـدى قـد جـاء يهـدي
بنــور الرشـد أربـاب الضـلالِ
حكيـــمٌ حــاكمٌ علــمٌ عليــمٌ
حليـمٌ قـد سـما سـامي الخصالِ
هـو الحـامي الحقوق بنهج شرعٍ
مريـحُ المرمليـن مـن النكـالِ
عـــدولٌ قــد أزالَ ظلام ظلــمٍ
وجـرَّ الجـورَ فـي بـأس انعتالِ
به الشرع الشريف ازاداد نوراً
لأعيــان الحقــوق بلا اسـتمالِ
أزان منصــَّة الأحكــام شــرعاً
بعــدلٍ دافــعٍ كــلَ احتيــالِ
وقـد صـاح الصـوابُ أصبتُ نصراً
نــأى عنـي الضـلال ابـن الألالِ
نقــابٌ لــن يلافيَــهُ ارتبـاكٌ
يــرى حـلَّ المشـاكل كالخيـالِ
بأحكــــام تولّاهــــا ولـــيٌّ
مصــيبٌ للصـواب هـو الخمـالي
وإن جـاش القلهـذمُ فـي زئيـرٍ
لمـــواجٍ بقصـــد الإغتيـــالِ
يــروم تـدفق الطوفـان هتنـاً
علــى قمـم الجبـال بإنسـجالِ
فيزجــــره بـــآراءٍ وحـــزمٍ
فيمســــي كالحضـــيض بلا بلالِ
وإن زحفــت جيــوشٌ مـن كـروبٍ
تهـز علـى الحجـى بيض النصالِ
فيلقاهــا بجوشــن ذي رشــادٍ
حكيـمٍ لـن يُبـاري فـي النِضالٍ
ويــدفع كــل غــمٍ مـن صـدورٍ
ويُصــدِر كــل ســرٍ باحتفــال
مزيـل الجَـدبَ فـي رَغـسٍ ورغـدٍ
مميــت الفقـر محـي الارتبـالِ
هـو الـبرُّ الكريـم فخيـم قدرٍ
هـو القطـب العظيم أبو الأثالِ
هــو الهمّــام يجلـي كـل هـمٍّ
يـــدكُّ بهمــةٍ شــُمَّ الجبــالِ
ســـُدوفٌ لابـــدُ هـــدبٌ أبــدٌ
بَســورٌ صــادمٌ صــعبُ الجـدالِ
ســما ســحبانَ إيجـازاً بليـغٌ
وحســـاناً بإفصــاح المقــالِ
جريــراً جــرَّ فـي نظـمٍ ونـثرٍ
بمضــمار البلاغــة بارتجــالِ
وسـاد السـعد سـعداً فـي معانٍ
يســود بيانهــا نــور الهلال
رضـى فـاق الرضـي بالشرح كافٍ
لكافيــةٍ مـن التعقيـد خـالي
دعــى ذكــرى ســليمانٍ برشـدٍ
لــدى آل الرشــاد بانــذهالِ
حكيــم أن تـولّى الكـون طـرّاً
يزيــن سياسـةً بسـنا الفعـالِ
وإن عُــلَّ التـداعي بيـن قـومٍ
بتعليـــــلٍ معـــــلِّ الإعتلالِ
يـــداوي داءَه بــدواءِ عــدلٍ
وعقــلٍ مُـدرءِ الـداءِ العُضـالِ
إلـى عبـد الحميـد يحـقُّ حمـدٌ
مـدى الأيـام مـع كـرِّ الليالي
مليــكٌ قـد سـما الأملاك فخـراً
إلــى الرحمــان ظـلٌّ فـي ظلالِ
ظلالٌ ظلَّـــل الأكـــوان رحمــاً
فعــمَّ شــوا الشـواهق والطلالِ
تفـرَّس فـي الرضـى خلقاً وَخُلقاً
حــوى حســن المحامـد والخلالِ
فخــوَّله الــولا بــولا حميــدٍ
بحـــزم فراســـةٍ والاتكـــال
حبــا بيـروت فخـراً بامتيـازٍ
فبـــارت جُلَّقـــاً بالانفصــالِ
وجــدَّد فــي عُلاهـا صـَرح مجـدٍ
جديــداً فــي بـديع الاهتجـالِ
وذرَّ بــأفقهِ بـدر الرضـى عـن
رضــى ملــكٍ وهــوبٍ كـل مـالِ
تنـاديهِ العلـى يـا روح سؤلي
ومحيــي مهجـتي مجـدي سـوالي
تعشــقتُ السـجايا فيـك عمـري
وجـام العشـق في الكُمّال حالي
وفــدَّت بالــدعاءِ لـهُ جـؤاراً
جهــاراً كــي يــدوم بلا زوالِ
لقــد هنِّئت يـا بيـروتُ دهـراً
بفخــرٍ ليــس يُعقـبُ بانزيـالِ
فســرّي بــالمُنى قـرّي عُيونـاً
وقــولي للملا حــقَّ الهنــالي
وأدّي الشــكر مشــفوعاً بحمـدٍ
وفـــدّي للعلـــي بالإبتهــالِ
لنصـر العاهـل الكُبّـارِ دومـاً
وحفـظ علـي رضـى برضـاه والي
كمـا قـد جـاءَك الصـعبيُّ يهدي
هنـــاء بالســرور وبالــدلالِ
وفـي التاريـخ يتلـو سـُرَّ حُـبٍّ
عَلِيُّــكِ قـد علا عـالي الأعـالي
حنا بن أسعد بن جريس أبي صعب اللبناني المعروف بحنا بك الأسعد.متأدب له نظم، من مشايخ الموارنة في نواحي البترون.تعلم العربية والسريانية وسافر مع الأمير بشير الشهابي (سنة 1840) إلى مالطة وإسطنبول فقرأ بعض العلوم الإسلامية وعاد إلى لبنان (1850) فأنشأ في بيت الدين مطبعة حجرية.وبعد فتنة 1860 أقامه المتصرف داود باشا رئيساً للقلم العربي، فاستمر إلى أن توفي.له (ديوان -ط) بالعربية والتركية.