
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَراكَ عَصــِيَّ الـدَمعِ شـيمَتُكَ الصـَبرُ
أَمــا لِلهَـوى نَهـيٌ عَلَيـكَ وَلا أَمـرُ
بَلــى أَنــا مُشـتاقٌ وَعِنـدِيَ لَوعَـةٌ
وَلَكِــنَّ مِثلــي لايُــذاعُ لَــهُ ســِرُّ
إِذا اللَيـلُ أَضواني بَسَطتُ يَدَ الهَوى
وَأَذلَلـتُ دَمعـاً مِـن خَلائِقِـهِ الكِـبرُ
تَكـادُ تُضـيءُ النـارُ بَيـنَ جَـوانِحي
إِذا هِـيَ أَذكَتهـا الصـَبابَةُ وَالفِكرُ
مُعَلِّلَــتي بِالوَصــلِ وَالمَـوتُ دونَـهُ
إِذا مِــتَّ ظَمآنــاً فَلا نَـزَلَ القَطـرُ
حَفِظــتُ وَضــَيَّعتِ المَــوَدَّةَ بَينَنــا
وَأَحسـَنَ مِـن بَعـضِ الوَفاءِ لَكِ العُذرُ
وَمـــا هَــذِهِ الأَيّــامُ إِلّا صــَحائِفٌ
لِأَحرُفِهــا مِــن كَــفِّ كاتِبِهـا بَشـرُ
بِنَفسـي مِـنَ الغادينَ في الحَيِّ غادَةً
هَــوايَ لَهــا ذَنـبٌ وَبَهجَتُهـا عُـذرُ
تَـروغُ إِلـى الواشـينَ فِـيَّ وَإِنَّ لـي
لَأُذنــاً بِهـا عَـن كُـلِّ واشـِيَةٍ وَقـرُ
بَـــدَوتُ وَأَهلــي حاضــِرونَ لِأَنَّنــي
أَرى أَنَّ داراً لَسـتِ مِـن أَهلِهـا قَفرُ
وَحــارَبتُ قَـومي فـي هَـواكِ وَإِنَّهُـم
وَإِيّـايَ لَـولا حُبَّـكِ المـاءُ وَالخَمـرُ
فَـإِن يَـكُ ماقـالَ الوُشـاةُ وَلَم يَكُن
فَقَـد يَهـدِمُ الإيمـانُ ماشـَيَّدَ الكُفرُ
وَفَيــتُ وَفــي بَعـضِ الوَفـاءِ مَذَلَّـةٌ
لِإِنسـانَةٍ فـي الحَـيِّ شـيمَتُها الغَدرُ
وَقــورٌ وَرَيعــانُ الصـِبا يَسـتَفِزُّها
فَتَــأرَنُ أَحيانـاً كَمـا أَرِنَ المُهـرُ
تُســائِلُني مَــن أَنـتَ وَهـيَ عَليمَـةٌ
وَهَـل بِفَـتىً مِثلـي عَلـى حـالِهِ نُكرُ
فَقُلـتُ كَمـا شـاءَت وَشاءَ لَها الهَوى
قَتيلُــكِ قــالَت أَيَّهُــم فَهُـمُ كُـثرُ
فَقُلـتُ لَهـا لَـو شـِئتِ لَـم تَتَعَنَّـتي
وَلَـم تَسـأَلي عَنّـي وَعِنـدَكِ بـي خُبرُ
فَقـالَت لَقَـد أَزرى بِكَ الدَهرُ بَعدَنا
فَقُلـتُ مَعـاذَ اللَهِ بَل أَنتِ لا الدَهرُ
وَمــا كــانَ لِلأَحـزانِ لَـولاكِ مَسـلَكٌ
إِلـى القَلـبِ لَكِنَّ الهَوى لِلبِلى جِسرُ
وَتَهلِـكُ بَيـنَ الهَـزلِ وَالجَـدِّ مُهجَـةٌ
إِذا ماعَـداها البَيـنُ عَذَّبَها الهَجرُ
فَــأَيقَنتُ أَن لاعِــزَّ بَعــدي لِعاشـِقٍ
وَأَنَّ يَــدي مِمّــا عَلِقــتُ بِـهِ صـِفرُ
وَقَلَّبــتُ أَمــري لا أَرى لِــيَ راحَـةً
إِذا البَيـنُ أَنسـاني أَلَحَّ بِيَ الهَجرُ
فَعُـدتُ إِلـى حُكـمِ الزَمـانِ وَحُكمِهـا
لَهـا الـذَنبُ لاتُجـزى بِهِ وَلِيَ العُذرُ
كَــأَنّي أُنــادي دونَ مَيثـاءَ ظَبيَـةً
عَلــى شـَرَفٍ ظَميـاءَ جَلَّلَهـا الـذُعرُ
تَجَفَّــلُ حينــاً ثُــمَّ تَرنـو كَأَنَّهـا
تُنـادي طَلاً بِـالوادِ أَعجَـزَهُ الخُضـرُ
فَلا تُنكِرينـي يـا اِبنَـةَ العَـمِّ إِنَّهُ
لِيَعـرِفُ مَـن أَنكَرتِـهِ البَدوُ وَالحَضرُ
وَلا تُنكِرينــي إِنَّنــي غَيــرُ مُنكِـرٍ
إِذا زَلَّـتِ الأَقـدامُ وَاِسـتُنزِلَ النَصرُ
وَإِنّـــي لَجَـــرّارٌ لِكُـــلِّ كَتيبَــةٍ
مُعَــوَّدَةٍ أَن لايُخِــلَّ بِهــا النَصــرُ
وَإِنّـــي لَنَـــزّالٌ بِكُـــلِّ مَخوفَــةٍ
كَـثيرٌ إِلـى نُزّالِهـا النَظَـرُ الشَزرُ
فَأَظمَـأُ حَتّـى تَرتَـوي البيضُ وَالقَنا
وَأَسـغَبُ حَتّـى يَشـبَعَ الـذِئبُ وَالنَسرُ
وَلا أُصــبِحُ الحَــيَّ الخَلـوفَ بِغـارَةٍ
وَلا الجَيـشَ مـالَم تَأتِهِ قَبلِيَ النُذرُ
وَيــارُبَّ دارٍ لَــم تَخَفنــي مَنيعَـةٍ
طَلَعـتُ عَلَيهـا بِـالرَدى أَنا وَالفَجرُ
وَحَــيٍّ رَدَدتُ الخَيــلَ حَتّــى مَلَكتُـهُ
هَزيمـاً وَرَدَّتنـي البَراقِـعُ وَالخُمـرُ
وَســاحِبَةِ الأَذيــالِ نَحـوي لَقيتُهـا
فَلَـم يَلقَهـا جـافي اللِقاءِ وَلا وَعرُ
وَهَبـتُ لَهـا مـا حـازَهُ الجَيـشُ كُلَّهُ
وَرُحــتُ وَلَـم يُكشـَف لِأَبياتِهـا سـِترُ
وَلا راحَ يُطغينــي بِـأَثوابِهِ الغِنـى
وَلا بـاتَ يَثنينـي عَـنِ الكَرَمِ الفَقرُ
وَمـا حـاجَتي بِالمـالِ أَبغـي وُفورَهُ
إِذا لَـم أَفِـر عِرضـي فَلا وَفَرَ الوَفرُ
أَسـِرتُ وَمـا صـَحبي بِعُزلٍ لَدى الوَغى
وَلا فَرَســـي مُهــرٌ وَلا رَبُّــهُ غَمــرُ
وَلَكِـن إِذا حُـمَّ القَضـاءُ عَلـى اِمرِئٍ
فَلَيــسَ لَــهُ بَــرٌّ يَقيــهِ وَلا بَحـرُ
وَقـالَ أُصـَيحابي الفِـرارُ أَوِ الرَدى
فَقُلــتُ هُمــا أَمـرانِ أَحلاهُمـا مُـرُّ
وَلَكِنَّنــي أَمضــي لِمــا لايُعيبُنــي
وَحَسـبُكَ مِـن أَمرَيـنِ خَيرَهُمـا الأَسـرُ
يَقولـونَ لـي بِعـتَ السـَلامَةَ بِالرَدى
فَقُلـتُ أَمـا وَاللَـهِ مانـالَني خُسـرُ
وَهَــل يَتَجـافى عَنِّـيَ المَـوتُ سـاعَةً
إِذا ماتَجــافى عَنِّـيَ الأَسـرُ وَالضـَرُّ
هُـوَ المَـوتُ فَـاِختَر مـاعَلا لَكَ ذِكرُهُ
فَلَـم يَمُـتِ الإِنسـانُ مـاحَيِيَ الـذِكرُ
وَلا خَيــرَ فـي دَفـعِ الـرَدى بِمَذَلَّـةٍ
كَمــا رَدَّهـا يَومـاً بِسـَوءَتِهِ عَمـروُ
يَمُنّــونَ أَن خَلّــوا ثِيـابي وَإِنَّمـا
عَلَــيَّ ثِيــابٌ مِــن دِمــائِهِمُ حُمـرُ
وَقــائِمُ ســَيفٍ فيهِـمُ انـدَقَّ نَصـلُهُ
وَأَعقــابُ رُمـحٍ فيهِـمُ حُطَّـمُ الصـَدرُ
ســَيَذكُرُني قَــومي إِذا جَــدَّ جِـدُّهُم
وَفـي اللَيلَةِ الظَلماءِ يُفتَقَدُ البَدرُ
فَـإِن عِشـتُ فَـالطَعنُ الَّـذي يَعرِفونَهُ
وَتِلـكَ القَنا وَالبيضُ وَالضُمَّرُ الشُقرُ
وَإِن مُـــتُّ فَالإِنســانُ لابُــدَّ مَيِّــتٌ
وَإِن طـالَتِ الأَيّـامُ وَاِنفَسـَحَ العُمـرُ
وَلَـو سـَدَّ غَيـري ماسَدَدتُ اِكتَفوا بِهِ
وَما كانَ يَغلو التِبرُ لَو نَفَقَ الصُفرُ
وَنَحـــنُ أُنــاسٌ لا تَوَســُّطَ عِنــدَنا
لَنا الصَدرُ دونَ العالَمينَ أَوِ القَبرُ
تَهـونُ عَلَينـا فـي المَعالي نُفوسُنا
وَمَـن خَطَبَ الحَسناءَ لَم يُغلِها المَهرُ
أَعَـزُّ بَني الدُنيا وَأَعلى ذَوي العُلا
وَأَكـرَمُ مَـن فَـوقَ التُـرابِ وَلا فَخـرُ
الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي، أبو فراس.شاعر أمير، فارس، ابن عم سيف الدولة، له وقائع كثيرة، قاتل بها بين يدي سيف الدولة، وكان سيف الدولة يحبه ويجله ويستصحبه في غزواته ويقدمه على سائر قومه، وقلده منبج وحران وأعمالها، فكان يسكن بمنبج ويتنقل في بلاد الشام.جرح في معركة مع الروم، فأسروه وبقي في القسطنطينية أعواماً، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة.قال الذهبي: كانت له منبج، وتملك حمص وسار ليتملك حلب فقتل في تدمر، وقال ابن خلّكان: مات قتيلاً في صدد (على مقربة من حمص)، قتله رجال خاله سعد الدولة.