
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
قِـفْ بِالـدِّيَارِ وَصـِحْ إِلَى بَيْدَاهَا
فَعَسـَى الـدِّيَارُ تُجِيبُ مَنْ نَادَاهَا
دَارٌ يَفُـوحُ الْمِسـْكُ مِـنْ عَرَصَاتِهَا
وَالْعُـودُ وَالنَّـدُّ الـذَّكِيُّ جَنَاهَـا
دَارٌ لِعَبْلَــةَ شـَطَّ عَنْـكَ مَزَارُهَـا
وَنَـأَتْ لَعَمْـرِي مَـا أَرَاكَ تَرَاهَـا
مَـا بَـالُ عَيْنِكَ لَا تَمُلُّ مِنَ الْبُكَا
رَمَــدٌ بِعَيْنِـكَ أَمْ جَفَـاكَ كَرَاهَـا
يَـا صـَاحِبِي قِـفْ بِالْمَطَايَا سَاعَةً
فِــي دَارِ عَبْلَـةَ سـَائِلاً مَغْنَاهَـا
أَمْ كَيْــفَ تَســْأَلُ دِمْنَـةً عَادِيَّـةً
سـَفَتِ الْجُنُـوبِ دِمَانَهَـا وَثَرَاهَـا
يَـا عَبْلَ قَدْ هَامَ الْفُؤَادُ بِذِكْرِكُمْ
وَأَرَى دُيُــونِي مَـا يَحُـلُّ قَضـَاهَا
يَـا عَبْـلَ إِنْ تَبْكِـي عَلَـيَّ بِحُرْقَةٍ
فَلَطَالَمَـا بَكَـتِ الرِّجَـالُ نِسـَاهَا
يَـا عَبْـلَ إِنِّي فِي الْكَرِيهَةِ ضَيْغَمٌ
شـَرِسٌ إِذَا مَـا الطَّعْـنُ شَقَّ جِبَاهَا
وَدَنَـتْ كِبَـاشٌ مِـنْ كِبَـاشٍ تَصـْطَلِي
نَـارَ الْكَرِيهَـةِ أَوْ تَخُـوضُ لَظَاهَا
وَدَنَا الشُّجَاعُ مِنَ الشُّجَاعِ وَأُشْرِعَتْ
سـُمْرُ الرِّمَـاحِ عَلَى اخْتِلَافِ قَنَاهَا
فَهُنَـاكَ أَطْعَنُ فِي الْوَغَى فُرْسَانَهَا
طَعْنــاً يَشــُقُّ قُلُوبَهَــا وَكُلَاهَـا
وَسـَلِي الْفَـوَارِسَ يُخْبِـرُوكِ بِهِمَّتِي
وَمَـوَاقِفِي فِـي الْحَرْبِ حِينَ أَطَاهَا
وَأَزِيـدُهَا مِـنْ نَـارِ حَرْبِـي شُعْلَةً
وَأُثِيرُهَــا حَتَّــى تَـدُورَ رَحَاهَـا
وَأَكُـرُّ فِيهِـمْ فِـي لَهِيـبِ شُعَاعِهَا
وَأَكُـــونُ أَوَّلَ وَاقِـــدٍ بِصــَلَاهَا
وَأَكُـــونُ أَوَّلَ ضـــَارِبٍ بِمُهَنَّــدٍ
يَفْـرِي الْجَمَـاجِمَ لَا يُرِيـدُ سِوَاهَا
وَأَكُـونُ أَوَّلَ فَـارِسٍ يَغْشـَى الْوَغَى
فَـــأَقُودُ أَوَّلَ فَــارِسٍ يَغْشــَاهَا
وَالْخَيْـلُ تَعْلَـمُ وَالْفَـوَارِسُ أَنَّنِي
شـَيْخُ الْحُـرُوبِ وَكَهْلُهَـا وَفَتَاهَـا
يَـا عَبْـلَ كَـمْ مِـنْ فَـارِسٍ خَلَّيْتَهُ
فِــي وَسـْطِ رَابِيَـةٍ يَعُـدُّ حَصـَاهَا
يَـا عَبْـلَ كَـمْ مِـنْ حُـرَّةٍ خَلَّيْتُهَا
تَبْكِــي وَتَنْعَـى بَعْلَهَـا وَأَخَاهَـا
يَـا عَبْـلَ كَـمْ مِنْ مُهْرَةٍ غَادَرتُهَا
مِـنْ بَعْـدِ صـَاحِبِهَا تَجُـرُّ خُطَاهَـا
يَـا عَبْـلَ لَـوْ أَنِّـي لَقِيتُ كَتِيبَةً
سـَبْعِينَ أَلْفـاً مَـا رَهِبْـتُ لِقَاهَا
وَأَنَـا الْمَنِيَّـةُ وَابْـنُ كُـلِّ مَنِيَّةٍ
وَســَوَادُ جِلْـدِي ثَوْبُهَـا وَرِدَاهَـا
عَنْتَرَةُ بنُ شَدّادٍ مِنْ قَبِيلَةِ عَبسٍ، وَأُمُّهُ حَبَشِيَّةٌ اسْمُها زَبِيبَةٌ، فكانَ أَحَدَ أَغْرِبَةِ العَرَبِ وَهُمْ ثَلاثَةٌ: عَنْتَرَةُ وَخُفافُ بنُ نَدْبَةَ وَالسُّلَيكِ. يُعَدُّ عَنْتَرَةُ أَشْهَرَ فُرْسانِ العَرَبِ وَشُجْعانِهِمْ فِي الجاهِلِيَّةِ، وَقَدْ مَحا عَنْ نَفْسِهِ عارَ مَوْلِدِهِ بِما أَظْهَرَهُ مِنْ شَجاعَةٍ فِي القِتالِ والدِّفاع عنْ قومِهِ، فَاعْتَرَفَ بِهِ أَبُوهُ وَأَلْحَقَهُ بِنَسَبِهِ، وَقد شَهِدَ حَرْبَ داحِسَ وَالغُبَراءِ فَحَسُنَ فِيها بَلاؤُهُ، وَعُرِفَ بِحُبِّهِ لِابْنَةِ عَمِّهِ عَبْلَةَ، وَهُوَ مِنَ الشُّعَراءِ الفُحُولِ المُتَقَدِّمِينَ المُجِيدِينَ، وَأَحَدُ شُعَراءِ المُعَلَّقاتِ، وَقَدْ جَعَلَهُ ابْنُ سَلَّامٍ مِن شُعَراءِ الطَّبَقَةِ السَّادِسَةِ فِي طَبَقاتِهِ، وَتُوُفِّيَ نَحْوَ عامِ 22 ق.هــ.