
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وناصـع اللـون اسـود الحدقة
جفــونه بالعشــاء منطبقــه
كــذي دلال لـم يسـتطع ارقـا
فنــام والنـور واصـل ارقـه
هـام بـه الليل والنهار معاً
فصــد عــن ذا وخـص ذا مقـه
لا تمـتروا فـي الـذي تضـمنه
تلـك سـويداء قلـب مـن علقه
نيلــوفرا أحكمــت بــدائعه
لا يحتــوي خلقــه ولا خلقــه
طــاهر ثــوب كــأن خــالقه
من عرض قاضي القضاة قد خلقه
ســليل عبــاد الــذي حشـمت
منـه وجـوه السـحائب الغدقه
المجـد افـق غـدا لـه قمـرا
والحــق حـق حـوى بـه طبقـه
قال ابن بسام:الأديب أبو جعفر أحمد بن الأبار أحد شعراء المعتضد المحسنين المتقين انتحل الشعر فافتن وتصرف، وعني بالعلم فجمع وصنف، وله في صناعة النظم فضل لا يرد، وإحسان لا يعد، وقد كتبت طرفا مما أبدع، ليكون أعدل شاهد على أنه تقدم وبرع. (ثم أورد منتخبا من شعره تضمنته استطرادات كثيرة، وافتتح ما اختاره من شعره بالدالية التي مطلعها:لم تدر ما خلدت عيناك في خلدي =من الغرام ولا ما كابدت كبديقال: وقد رأيت من يروي هذه القطعة لإدريس بن اليماني، وهو الأشبه بما له من الألفاظ والمعاني، وهي لمن كانت له منهما رائقة، ومتأخرة سابقة، في التزام العفاف مع السلاف؛ وما سمعت بأبدع منها لأحد من أهل هذا الأفق. وإنما أثبت هنا بعض مقطوعات في معناها لأهل المشرق ثم أعود لإيراد ملح أهل أفقنا، وأرجع إليها وأكر بعد عليها، وأقدم أولا الحديث: "من أحب فعف ومات فهو شهيد"، والعفاف مع البذل، كالاستطاعة مع الفعل)،وعلق على قصيدته الفائية التي آخرها:وعصـــــيت ســــلطان الهــــوى وأطعــــت ســــلطان العفـــافبقوله: (وما أملح هذه الملح، وما أقبح ما أنشدت في ضدها لعبد الجليل، حيث يقول) ثم أورد قطعة من قصيدة عبد الجليل ثم قال: (وبعده ما أضربت عنه، وصنت كتابي منه) !.وقال معلقا على بائيته المشهورة: (ولقد ظرف ابن الأبار، واستهتر ما شاء، وأظنه لو قدر على إبليس الذي تولى له نظم هذا المسلك لدب إليه، ووثب أيضاً عليه).ثم قال بعدما أورد كل قطعة كبيرة من أخبار الشعراء المجان: (والباب طويل والاكثار مملول، وتتبع كل معنىً يعترض، يخرج بي عن الغرض، فإن سكت فترفيهاً، وان ألمعت بشيءٍ فدلالةً على الأدب وتنبيهاً) ثم عاد لسرد شعر ابن الأبار قال: وغني يوماً بشعر ابن الرومي حيث يقول:وحـديثها السـحر الحلال لـو أنـه لـم يجـن قتـل المسـلم المتحرزفسأله الوزير الشيخ أبو الوليد ابن المعلم الزيادة فيها، فقال:راق الريـــاض بزهــره وبزهــوه فتحيــرت فــي معجـبٍ بـل معـوزعــاقرت مـن طـربٍ عليـه عقـارةً صــفراء تعـزى للنحـول وأعـتزيلكـن تميـز فـي الكـؤوس بنورها وبهائهــا، وبقيــت غيـر مميـزثم أورد سبعة أبيات من قصيدة أولها:نطــق العــود فعــاتب مـن نطـق واصـــطحبها مــزةً أو فــاغتبقلا تــــدعها قهــــوةً كرخيــــةً لـم يـدعها نـوح إذ خـاف الغرقهو والإفضال روض وصبا هو والعلياء عقد وعنقهو والأملاك إن قيسوا به مهيع بين بنيات الطرققوله: "لم يدعها نوح" أشار إلى ما روي في بعض الأحاديث: أن نوحاً عليه السلام لما نزل عن السفينة نازعه إبليس أصل العنب، فاصطلحا على أن لنوح الثلث، ولإبليسالثلثان، وإلى هذا أشار يوسف بن هارون الرمادي بقوله، وهي من ملحه:أفـي الخمـر لامت خلتي مستهامها كفــرت بكأسـي أن أطعـت ملامهـالمحمولةٍ في الفلك من جنة المنى قـد أوصـي نـوح غرسـها وضمامهافخــادعه إبليــس عنهـا لعلمـه بهـا فـرأى كتمانهـا واغتنامهـاثم أورد قصيدته في مدح إسماعيل بن عباد وهي آخر ما أورده ابن بسام من شعره واولها:حييــت مــن بــرق يجـن جنـانه وجـداً إلـى أهـل الـدخول دخيلا