
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
وَخُبِّــرتُ ســوداءَ الغَميــم مَريضــةٌ
فــأقبلتُ مـن مصـر إليهـا أعودُهـا
فـواللَه مـا أدرِي إذا أنـا جئتُهـا
أأُبرِئُهــا مــن دائِهـا أم أزيـدُها
ألا ليــتَ شــعري هـل تغيَّـر بعـدَنا
ملاحــةُ عَينــي أُمِّ يحيــىَّ وجيــدُها
وهــل أخلقــت أثوابُهـا بَعـدَ جِـدَّةٍ
ألا حبــــذا أخلاقُهَـــا وجديـــدُها
ولــم يبـق يـا سـوداءُ شـيءٌ أحبُّـه
وأن بقيــــت أعلامُ أرضٍ وبيــــدُها
خليلــيَّ قومــا بالعمامـةِ واعصـبا
علــى كبِــدٍ لــم يبـقَ إلا عميـدُها
ولم يلبث الواشون أن يَصدَعُوا العَصَا
إذا لـم يكُن صلبا على البَري عُودُها
لقـد كُنـتُ جَلداً قبلَ أن يُوقِدَ النَّوَى
علــى كبــدي نـاراً بَطيئاً خُمُودُهـا
ولــو تركــت نـارُ الهـوى لتضـرَّمَت
ولكــنَّ شــوقاً كُــلَّ يــومٍ يزيـدُها
وقـد كنـتُ أرجُـو أن تمُـوتَ صـَبابَتي
إذا قَـــدُمَت آياتُهـــا وعهودُهـــا
فقـد جعَلَـت فـي حبـةِ القلبِ والحَشَا
عهَـادَ الهـوى تُـولي بشـَوق يزيـدُها
فَســـُودٌ نواصــِيها وحُمــرٌ أكفُّهَــا
وصــُفرٌ تراقيهــا وبيــضٌ خــدُودُها
وكنــتُ إذا مـا جئتُ ليلـى أزورُهـا
أرى الأرض تُطـوَى لِـي ويـدنُو بعيدُها
مــن الخفِــراتِ الـبيضِ ودَّ جَليسـُها
إذا مـا قَضـَت أُحدُوثـة لـو تُعيـدُها
مُخصــّرةُ الأوســاط زَانَــت عقودَهــا
بأحســـن ممّــا زيّنتهــا عقودُهَــا
يُمنِّيننـــا حـــتى تَــرِفَّ قُلوبُنــا
رَفيــفَ الخُزامـى بـاتَ طَـلٌّ يجودُهـا
خليلــيَّ إنـي اليـوم شـاكٍ إليكُمـا
وهـل تنفـعُ الشـكوى إلى مُن يزيدُها
حــزازاتِ شـوقٍ فـي الفـؤاد وعـبرةٍ
أظُــل بــأطراف البَنَــانِ أذودُهــا
وتحــتَ مجــال الــدمع حَــرُّ بلابـلٍ
مـن الشـوق لا يُـدعى لِخَطـب وليـدُها
نظــرتُ إليهــا نظــرةَ مـا يسـرُّني
بهــا حُمــرُ أنعـام البِلاد وسـُودُها
إذا جئتُهــا وسـطَ النسـاءِ مَنَحتُهـا
صــُدوداً كـأن النفـسَّ ليـسَ تريـدُها
ولـي نظـرةٌ بعـد الصـدودِ من الجَوَى
كنظــرةِ ثكلــى قـد أُصـيبَ وَحيـدُها
رَفعـتُ عـن الدُنيا المُنَى غيرَ وجهها
فلا أســأل الــدُنيا ولا أســتزيدُها
ولــو أنّ مــا أبقيــتِ منِّـي مُعَلَّـقٌ
بعُــودِ ثمــامٍ مــا تــأَودَ عُودُهـا
العوام بن عقبة بن كعب بن زهير بن أبي سلمى.شاعر مجيد، من أهل الحجاز، نبغ في العصر الأموي، وزار مصر، واشتهر من شعره ما قاله في (غطفانية) اسمها ليلى، ولقبها السوداء، أحبها وأحبته. ومن أبيات له فيها:فو اللّه ما أدري إذا أنا جئتها أأبرئها من سقمها أم أزيدهاوهو من بيت عريق في الشعر: كان أبوه وجده وأبو جده شعراء.