
الأبيات28
ألا هَـل مـنَ الـبينِ المُشـِتِّ مجيـرُ
وهــل لليــالي السـالِفاتِ عكـورُ
لقَـد صـدَعَت بيـن القرينيـن بغتَةً
نَـوىً يـوم جرعـاء الريـاضِ هجـورُ
فَفـي كبدي يا ليل من فجعَةِ النوى
نـــوائِبُ وحـــي بينَهُــنَّ فطــورُ
يُميـتُ المنـى شوقي مراراً وللهوى
بشـــَوقي مــن أحــداثِهِنَّ نُشــورُ
غَريـــبٌ عــداوِيٌّ يكــاد فــؤادهُ
إلــى أهــلِ جلســِيِّ البلاد يطيـرُ
غريــبٌ لــه قلــبٌ يحــنُّ صـبابةً
وعيـــنٌ بأســرابِ الــدموع درورُ
وإنّــي لعيــن أسـعَدَتني بـدَمعِها
وقلـــبٍ مـــراهُ شــوقُهُ لشــكورُ
ولــي رَوعَـةٌ عنـدَ الإيـابِ وزَفـرةٌ
لهـا تحـتَ أحنـاءِ الضـلوع سـعيرُ
خليلــيّ مـا لليـل بـاتت نجـومه
رواكــدَ مــا يسـرى بهـا فتغـور
أظُـنُّ الليالي زدنَ طولاً على امرىء
يطــولُ عليـهِ الليـلُ وهـوَ قصـيرُ
ســقى هضـباتِ الفـرشِ كـلّ مجلجـلٍ
لــهُ نضــدٌ مــن مزنــهِ وصــبيرُ
وعــاد بــأرض الجعفرييــنَ رائحٌ
هزيــمٌ ومنهَــلُّ الغمــام بكــورُ
هناكَ بنو الطيار في الغرفِ العُلى
وجـــوهٌ عليهــا نضــرةٌ وســرورُ
لهُــم غُـرَرٌ تحـت الـدجا جعفَرِيّـة
لهــا تحــتَ جلبـابِ الظلامِ زهـورُ
ثَـرى أرضـِهِم من وقعِ أقدامِهم بها
ومَــسَّ الصــخرِ ظلّـت صـُمُّهُنّ تمـورُ
لهُــم نَســَبٌ لــو يســتلانُ بحقـهِ
ذرى الصــخر ظلّــت صــُمُّهُنَّ تمـورُ
دعَــوتُ لنَكبــاتِ الزمـانِ محمّـداً
وقَـد هيـضَ عظـمُ الجـودِ فهوَ كسيرُ
قلــبي وأنشـا مزنَـةً مـن نـوالهِ
لهــا عــارضٌ جـمّ السـجال مطيـرُ
لــهُ شــيمٌ فيهــا أنـاةٌ ونـائِلٌ
عتيــدٌ وفيهــا للنكيــر نكيــرُ
تلاقَــت علَيــه بالمكــارم منهـمُ
بطــونٌ نفَـت عنـه القـذى وظهـور
يمانِيَّـــةُ الأنســـاب أو مضــرِيَّةٌ
تخيّرهـــا مــن ســالفيهِ عشــيرُ
ملكــنَ بعقــد الخـاطبين وإنمـا
دعـــاهُنَّ مجـــدٌ ثــاقبٌ ومهــورُ
بعليـاءَ تجـري الشمس دونَ فروعِها
ويقصـرُ عنهـا الطـرفُ وهـوَ حسـيرُ
بحيـثُ اسـتوى نجم السماء وبدرُها
هُنــاكَ لهُــم مجــدٌ أشــمُ فخـور
فـتىً علِقَـت كفّـي بأسـبابه الـتي
آغــار قواهــا بالســماح مغيـرُ
هنــاكَ لــهُ بيـنَ النـبيّ وجعفـرٍ
وبَيـــن علِـــيٍّ معقِـــلٌ ومصــيرُ
ورِثــتَ يميـنَ الجـودِ ابـنِ جعفَـر
فــأنتَ لـهُ فـي الغـابرينَ نظيـرُ
وحرَّمـتَ لا يـا ابـنَ النبيّ فلفظُها
لبـاغي النـدى عبـءٌ علَيـكَ كـبيرُ
خارجة بن فليح المللي
العصر العباسيخارجة بن فليح بن إسماعيل بن جعفر بن أبي كبير المللي.وملل التي ينسب إليها على مقربة من المدينة في شق الروحاء.شاعر مطبوع من شعراء الدولة العباسية، كثير الشعر، مولى أسلم، حجازي.عاش في القرنين الثاني والثالث، على عهد الخلفاء العباسيين المهدي والمنصور وهارون الرشيد، وهو عهد مزدهر بالعلم والأدب والشعر، مما أثر في شعر من حيث الجودة.
قصائد أخرىلخارجة بن فليح المللي
أرى البَرقُ يَدنو من يدٍ مصعَبِيَّةٍ
دَعانا لعَبدِ اللَه والدهرُ باسِطٌ
بينَ البروجِ أبو بكرٍ ووالدهُ
ألا هَل منَ البينِ المُشِتِّ مجيرُ
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025