
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
له سورة في البشر تقرأ في العلى
وتثبـت فـي صـُحفِ العطـاء وتكتـبُ
إذا مــا علــيٌ أمطرتــك سـماؤه
رأيــت العلــى أنواؤهـا تتحلـب
يُرّجــى ويُخشــى ضـُرَّه وهـو نـافع
كــذا البحـر فـي أزّاتـه متهيـب
يـروع ويبـدو الانـس منه كأنه ال
يهـوى لـذعه بيـن الجوانـح يعذب
وازهـر يبيض الندى منه في الرضا
وتحمـر أطـراف لاقنـا حيـن يغضـب
أميـرَ النـدى ما للندى عنك مذهب
ولا عنــك يومــاً للرغـائب مرغـب
إذا فــاخرت بالمكرمــات قبيلـةٌ
فتغلـب ابنـاء العلـى بـك تَغلِـب
قنـاة مـن العليـاء أنـت سنانها
وتلــك أنــابيب عليهــا وأكعـب
وخيـل كأمثـال القنـا في لبودها
فـإن صـهلت فهـي اليـراع المثقب
وضــرب يريـك الخيـل مـج نجيعـه
وأشــهبها مـن لـون اشـقر يخضـب
وله رسالة جمع فيها ما عابه على المتنبي من الشعر وقد رجع إليها ابن وكيع في كتابه المنصف سبع مرات وسماها "عيوب شعر أبي الطيب"كما له كتاب في القوافي نقل منه ياقوت أخبار إبراهيم بن عبد الرحيم العروضي. وهذا الكتاب هو الكتاب الذي افتتح ابن العديم ترجمته بوصفه في "بغية الطلب" قال: (وقفت له على أمالي أملاها بحلب، روى فيها عن أبي الحسن علي بن سليمان الأخفشى، وابن درستويه، وأبي عبد الله الكرماني، وأبي بكر الصولي، وإبراهيم بن عبد الرحيم العروضي، وأبيه محمد المصيصي، وطحال).قال: (ووقع إلي كتاب صنفه في العروض سماه المقنع وعليه خطه بقراءة أبي القاسم ابن أبي أسامة عليه. وقيل إنه كان جزاراً بالمصيصة، وقرأت في أشعار السري الرفاء الموصلي يهجوه ويذكر أنه كان بالمصيصة جزاراً (1) في موضع بها يقال له باب الشام:أجـزار بـاب الشـام كيف وجدتني وأنـت جـزور بيـن نـابي ومخلـبيأراك انتهبـت الشـعر ثـم خبأته عـن النـاس فعل الخائف المترقبتباعـدتّ عن ياقوتة الثغر بالمدى إليــه فلـم تجـرح ولـم تتحـوّبولمـا جـرى الحذّاق في ضوء صبحه تعثّــرت منــه فـي ضـبابة غيهـبحرمـت مـن الايجـاز أقـرب مسـلكٍ ومــن ذهـب الألفـاظ أحسـن مـذهبوتزعــم أن الشـعر عنـدك أعربـت محاســنه عـن نـاطقٍ منـك معـربفمـا بال شعر الناس ملء عيوننا وشـعري فـي الأشـعار عنقـاء مغربثم نقل كلام الثعالبي في يتيمة الدهر عنه وابن فورجة في كتابه "التجني على ابن جني" قال: وله يقول المتنبي:والمدح لابن أبي الهيجاء تنجده فـي الجاهليـة عين العي والخطلخـذ ما تراه ودع شيئاً سمعت به في طلعة البدر ما يغنيك عن زحلقال: وذلك أن النامي كثيراً ما يذكر في مدائحه أيام الجاهلية.وختم ابن العديم ترجمته بقوله:قرأت بخط بعض الفضلاء: مات النامي أبو العباس في سنة تسع وتسعين وثلاثمائة عن سن عالية، وكان من شعراء سيف الدولة. والصحيح ما أنبأنا به أبو اليمن الكندي عن محمد بن عبد الباقي الأنصاري عن التنوخي قال: مات أبو العباس أحمد بن محمد المصيصي الشاعر المعروف بالنامي الكبير بحلب في سنة سبعين أو احدى وسبعين وثلاثمائة عن سن عالية، وسمعت من يذكر أنه مات عن تسعين سنة أو نحوها.وقد جعل الأمير ابن ماكولا وفاته سنة 370 أو 371هـ ثم قال في آخر ترجمته في الإكمال:وأبو العباس النامي الصغير الغزي شاعر أيضاً روى عنه أبو علي أحمد بن علي المدائني المعروف بالهايم.ونقل السمعاني في "الأنساب" كلام ابن ماكولا حرفيا ولم ينسبه إليه ولم يزد عليه.وفي آخر ترجمة الشاعر ابن بلبل (محمد بن عثمان) في كتاب الوافي:وكان تلميذاً لأبي العباس النامي المصيصي وروى عنه ديوانه . توفي سنة عشر وأربع مائة.قال أبو عبد الله الحسين بن محمد بن الصقر الكاتب(2) :كان أبو العباس النامي بطيء الخاطر سديد القول، إذا أراد أن يعمل شعراً خلا خلوة طويلة أياماً وليالي،فإن نطقت في داره جارية أو غلام كاد يقتله وانقطع خاطره، وإذا أراد أن يعمل قصيدة جمع جميع ما للعرب والمحدثين من الشعر على وزن تلك القصيدة وجعله حوله ونظر فيه حتى يجتلب معانيه، وكانت ترتفع له القصيدة في سبعة أشهر أو أكثر وتحدث الحادثة عند سيف الدولة من فتح أو هدّية أو قصة أو عيد أو غير ذلك فيعمل الشعراء وينشدونه في الحال أو بعد يوم أو يومين فإذا كان بعد ثلاثة أشهر أو أربعة أو سبعة أو أكثر بحسب ما ترتفع إليه جاء واستأذنه في الإنشاد فيكايده سيف الدولة ويقول له: في أيّ فتح وأي قصة؟ ولا يزال به ويريه أنه أنسي تلك الحال لبعدها توبيخاً إلى أن يكاد يبكي، فيقول: نعم هاتها الآن، وربّما اغتاظ لطول العهد وخروج الزمان عن الحدّ فلا يأذن له أصلاً. قال: وكنت قائماً بين يدي سيف الدولة وقد ولد له ولد قبل ذلك بسبعة أشهر فجاء النامي فاستأذنه في إنشاد تهنئة بالمولود، فقال له سيف الدولة: يا أبا العباس الصبيّ قد حان لنا أن نسلمه إلى الكتّاب. فما زال يضرع لنا إلى أن أذن له فأنشده. قال: وقال لي النامي كنت البارحة أعمل شعراً فصقع ديك فانقطع خاطري.وقال ابن بابك يهجو النامي:تقــــدَّم النّــــامي ولكنّـــه تـــــأخر فـــــي زيّ تقــــديممعلّـــــم فيــــه قويقيّــــة أغبــــس مــــبيضّ المقــــاديمقـــد ســـوّد الإثمـــد آمــاقه تســــويد أبــــواب المـــآتيمإذا اســتدار الكحــل فـي جفنـهأشــــبه إلاّ مقلــــة الريــــممــا ضــرّ مــن لقّبــه ناميــاً لــو قــدّم اليـاء علـى الميـم(1) وللسري الرفاء قصيدة فائية في هجاء النامي هي اشهر من التي أوردها ابن العديم وأولها:أرى الجـــزارَ هيَّجنِـــي وولَّـــى وكاشــفني وأَسـرعَ فـي انكشـافِيورقَّـــعَ شـــعرَه بِعيــونِ شــعري فَشــابَ الشـَّهدَ بالسـَّمِ الـذُّعافِ(2) ابن الصقر هذا له ترجمة في "بغية الطلب" اولها: (الحسين بن محمد بن الصقر: أبو عبد الله الكاتب المعلثاوي الموصلي، كان أبو محمد بن الصقر عاملاً لسيف الدولة بن حمدان على أنطاكية، وكان الحسين هذا أديباً، اجتمع بأبي العباس أحمد بن محمد النامي بحلب، وحكى عنه. روى عنه أبو علي المحسن بن علي التنوخي. ...إلخ