
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
هَــل بِــالطُلولِ لِســائِلِ رَدُّ
أَم هَــل لَهــا بِتَكَلُّـم عَهـدُ
أبلـى الجَديـدُ جَديدَ مَعهَدِها
فَكَأَنَّمــا هــو رَيطَــةٌ جُـردُ
مِن طولِ ما تَبكي الغيومُ عَلى
عَرَصــاتِها وَيُقَهقِــهُ الرَعـدُ
وَتُلِـــثُّ ســـارِيَةٌ وَغادِيَــةٌ
وَيَكُــرُّ نَحــسٌ خَلفَــهُ ســَعدُ
تَلقـــى شـــَآمِيَةٌ يَمانِيَــةً
لَهُمــا بِمَـورِ تُرابِهـا سـَردُ
فَكَســَت بَواطِنُهــا ظَواهِرَهـا
نَــوراً كَــأَنَّ زُهــاءَهُ بُـردُ
يَغــدو فَيَســدي نَسـجَهُ حَـدِبٌ
واهـي العُـرى وينيـرُهُ عهـدُ
فَـوَقَفت أَسـأَلَها وَلَيـسَ بِهـا
إِلّا المَهــا وَنَقــانِقٌ رُبــدُ
وَمُكَــدَّمٌ فــي عانَــةٍ جـزأت
حَتّــى يُهَيِّـجَ شـَأوَها الـوِردُ
فَتَبـادَرَت دِرَرُ الشـُؤونِ عَلـى
خَــدّى كَمـا يَتَنـاثَرُ العِقـدُ
أَو نَضـحُ عَـزلاءِ الشـَعيبِ وَقَد
راحَ العَسـيفَ بِملئِهـا يَعـدو
لَهَفـي عَلـى دَعـدٍ وَمـا حفَلت
إِلّا بجـــرِّ تلَهُّفـــي دَعـــدُ
بَيضـاءُ قَـد لَبِسَ الأَديمُ أديم
الحُســنِ فَهُـوَ لِجِلـدِها جِلـدُ
وَيَزيــنُ فَودَيهـا إِذا حَسـَرَت
ضـافي الغَـدائِرِ فـاحِمٌ جَعـدُ
فَـالوَجهُ مِثـلُ الصـُبحِ مـبيضٌ
والفَـرعُ مِثـلَ اللَيـلِ مُسـوَدُّ
ضـِدّانِ لِمـا اِسـتَجمِعا حَسـُنا
وَالضــِدُّ يُظهِـرُ حُسـنَهُ الضـِدُّ
وَجَبينُهــا صــَلتٌ وَحاجِبهــا
شـــَختُ المَخَــطِّ أَزَجُّ مُمتَــدُّ
وَكَأَنَّهــا وَســنى إِذا نَظَـرَت
أَو مُــدنَفٌ لَمّــا يُفِـق بَعـدُ
بِفتـورِ عَيـنٍ مـا بِهـا رَمَـدٌ
وَبِهـا تُـداوى الأَعيُـنُ الرُمدُ
وَتُريــكَ عِرنينــاً بـه شـَمَمٌ
وتُريــك خَـدّاً لَـونُهُ الـوَردُ
وَتُجيــلُ مِسـواكَ الأَراكِ عَلـى
رَتــلٍ كَــأَنَّ رُضـابَهُ الشـَهدُ
والجِيـدُ منهـا جيـدُ جـازئةٍ
تعطـو إذا مـا طالها المَردُ
وَكَأَنَّمــا ســُقِيَت تَرائِبُهــا
وَالنَحـرُ ماءَ الحُسنِ إِذ تَبدو
وَاِمتَــدَّ مِـن أَعضـادِها قَصـَبٌ
فَعـــمٌ زهتــهُ مَرافِــقٌ دُردُ
وَلَهــا بَنـانٌ لَـو أَرَدتَ لَـهُ
عَقــداً بِكَفِّـكَ أَمكَـنُ العَقـدُ
وَالمِعصـمان فَمـا يُـرى لَهُما
مِــن نَعمَــةٍ وَبَضاضــَةٍ زَنـدُ
وَالبَطــنُ مَطـوِيٌّ كَمـا طُـوِيَت
بيـضُ الرِيـاطِ يَصونُها المَلدُ
وَبِخَصـــرِها هَيَـــفٌ يُزَيِّنُــهُ
فَــإِذا تَنــوءُ يَكـادُ يَنقَـدُّ
وَالتَــفَّ فَخــذاها وَفَوقَهُمـا
كَفَــلٌ كــدِعصِ الرمـل مُشـتَدُّ
فَنهوضــُها مَثنـىً إِذا نَهَضـت
مِــن ثِقلَــهِ وَقُعودهـا فَـردُ
وَالســـاقِ خَرعَبَــةٌ مُنَعَّمَــةٌ
عَبِلَــت فَطَـوقُ الحَجـلِ مُنسـَدُّ
وَالكَعــبُ أَدرَمُ لا يَـبينُ لَـهُ
حَجــمً وَلَيــسَ لِرَأســِهِ حَــدُّ
وَمَشــَت عَلـى قَـدمَينِ خُصـِّرتا
واُلينَتــا فَتَكامَــلَ القَــدُّ
إِن لَـم يَكُـن وَصـلٌ لَدَيكِ لَنا
يَشـفى الصـَبابَةَ فَليَكُـن وَعدُ
قَـد كـانَ أَورَقَ وَصـلَكُم زَمَناً
فَـذَوَى الوِصـال وَأَورَقَ الصـَدُّ
لِلَّــهِ أشــواقي إِذا نَزَحَــت
دارٌ بِنـا ونـوىً بِكُـم تَعـدو
إِن تُتهِمــي فَتَهامَــةٌ وَطنـي
أَو تُنجِـدي يكـنِ الهَـوى نَجدُ
وَزَعَمــتِ أَنَّـكِ تضـمُرينَ لَنـا
وُدّاً فَهَلّا يَنفَــــعُ الــــوُدُّ
وَإِذا المُحِبُّ شَكا الصُدودَ فلَم
يُعطَــف عَلَيــهِ فَقَتلُـهُ عَمـدُ
تَختَصــُّها بِـالحُبِّ وُهـيَ علـى
مــا لا نُحِـبُّ فَهكَـذا الوَجـدُ
أوَ مـا تَـرى طِمـرَيَّ بَينَهُمـا
رَجُــلٌ أَلَــحَّ بِهَزلِــهِ الجِـدُّ
فَالسـَيفُ يَقطَـعُ وَهُـوَ ذو صَدَأٍ
وَالنَصلُ يَفري الهامَ لا الغِمدُ
هَــل تَنفَعَـنَّ السـَيفَ حِليَتُـهُ
يَـومَ الجِلادِ إِذا نَبـا الحَـدُّ
وَلَقَــد عَلِمــتِ بِـأَنَّني رَجُـلٌ
فـي الصالِحاتِ أَروحُ أَو أَغدو
بَــردٌ عَلـى الأَدنـى وَمَرحَمَـةٌ
وَعَلـى الحَـوادِثِ مـارِنٌ جَلـدُ
مَنَــعَ المَطـامِعَ أن تُثَلِّمَنـي
أَنّــي لِمَعوَلِهــا صـَفاً صـَلدُ
فَأَظــلُّ حُــرّاً مِــن مَـذّلَّتِها
وَالحُــرُّ حيـنَ يُطيعُهـا عَبـدُ
آلَيــتُ أَمـدَحُ مقرفـاً أبَـداً
يَبقـى المَديـحُ وَيَذهَبُ الرفدُ
هَيهـاتَ يـأبى ذاكَ لـي سـَلَفٌ
خَمَـدوا وَلَـم يَخمُـد لَهُم مَجدُ
وَالجَـدُّ حـارثُ وَالبَنـون هُـمُ
فَزَكـا البَنـون وَأَنجَـبَ الجَدُّ
ولَئِن قَفَــوتُ حَميــدَ فَعلِهِـمُ
بِــذَميم فِعلــي إِنَّنـي وَغـدُ
أَجمِـل إِذا طـالبتَ فـي طَلَـبٍ
فَالجِـدُّ يُغنـي عَنـكَ لا الجَـدُّ
وإذا صــَبَرتَ لجهــد نازلـةٍ
فكــأنّه مــا مَســَّكَ الجَهـدُ
وَطَريــدِ لَيــلٍ قــادهُ سـَغَبٌ
وَهنــاً إِلَــيَّ وَســاقَهُ بَـردُ
أَوســَعتُ جُهـدَ بَشاشـَةٍ وَقِـرىً
وَعَلـى الكَريـمِ لِضَيفِهِ الجُهدُ
فَتَصــَرَّمَ المَشــتي وَمَنزِلُــهُ
رَحــبٌ لَــدَيَّ وَعَيشــُهُ رَغــدُ
ثُــمَّ انثنــى وَرِداوُّهُ نِعَــمٌ
أَســـدَيتُها وَرِدائِيَ الحَمــدُ
لِيَكُــن لَــدَيكَ لِسـائِلٍ فَـرَجٌ
إِن لِـم يَكُـن فَليَحسـُن الـرَدُّ
يـا لَيـتَ شـِعري بَعـدَ ذَلِكُـمُ
ومحــارُ كُــلِّ مُؤَمِّــلٍ لَحــدُ
أَصــَريعُ كَلـمٍ أَم صـَريعُ ردى
أَودى فَلَيـسَ مِـنَ الـرَدى بُـدُّ
الحسين بن محمد المنبجي، المعروف بدوقلة.شاعر مغمور، تنسب إليه القصيدة المشهورة باليتيمة، ووقعت نسبتها إليه في فهرست ابن خير الأندلسي وهي القصيدة التي حلف أربعون من الشعراء على انتحالها ثم غلب عليها اثنان هما أبو الشيص والعكوك العباسيان، وتنسب في بعض المصادر إلى ذي الرمة، وشذ الآلوسي في بلوغ الأرب فجعلها من الشعر الجاهلي، وتابعه جرجي زيدان في مجلة الهلال (14-174)، وخلاصة القول أن القصيدة كانت معروفة منذ القرن الثالث الهجري عند علماء الشعر، وأول من ذهب أنها لدوقلة هو ثعلب المتوفى سنة 291هـ.