
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
باســم إلـه الخلـق ذي الجلال
والطَّــول والإفضــال والنَّـوال
والحمـد للـه العلـي المنَّـان
مهـــذَّب اللســـان بالبيــان
مــن أبــدع الخلـق بلا مثـال
وخلــق الإنســان مــن صلصـال
ثــم الصــلاة والســلام أبـدا
علـى النـبي الهاشـمي أحمـدا
وآلــــه وصـــحبه ألامجـــاد
مـا صـاح قمـريٌّ علـى الأعـواد
وبعـد فالجـاني حسـين القاري
نجـل ابن عيثان الفتى الأخباري
يقـول يـا قـوم اسمعوا مقالي
حقــاً أقــول ليــس بالمحـال
فليسـتمع مـاذا يقـول الجاني
مـن نظمـه الـدُّرِّ مـع العقيان
لا بــدّ للتكليــف مـن توقيـف
مـن الحكيـم القـادر اللطيـف
مـا دام تكليـف العبـاد بـاقِ
لا يُرفَــع التوقيــف باتفــاق
لأنّ تكليفـــــاً بلا توقيــــف
يليـــق بالظــالم والضــعيف
وإن تكليفـــــاً بلا توقُّــــف
يرجــع قبحــه إلــى المكلِّـف
وقــد علمــت أنَّ خلاَّق الــورى
منــزةٌ عـن كـلّ نقـصٍ وافـترا
فلا يجـــوز أن يكلِّــف أحــدا
بــدون توقيــفٍ زمانـاً أبـدا
والقـول بالتصـويب غيـر جائز
حـتى لـدى الأطفـال والعجـائز
قـال أرسطو في الكلام المعتبر
الشــَّرُّ أمــرٌ عــدميٌّ لا مفــر
مــن أن يكــون عـدم الكمـال
أو عـــدم الــذات بلا محــال
ويقبــح التكليــف بالســقيم
مــن الإلــه القـادر الحكيـم
والامتثـــال بمـــراد الــربِّ
فعلاً وتركــاً يـا كريـم اللـب
لا يتـأتَّى فـي ظنـون المجتهـد
إذ قلَّمــا مـع المـرادِ يتّحـد
لا ســيما فـي صـورة النسـيان
والخطـأ الناشـي مـن الحسبان
فيبقـى تكليـف الـورى بلا عوض
أو خاليـاً مع الخطأ عن الغرض
إن نُسـب الفعـل إلى ربّ الورى
فيلــزم الثـاني بلا شـكٍّ عـرى
أو لا فلا شــَك فـي لـزوم الأول
يـا مـن عليه في الذكا معوَّلي
مـع أنَّ في الثاني خلاف الشيعة
ويلــزم القــول بــه شـنيعة
ويلــزم الأوّلَ تكليــف الـورى
مع الوقوع في الألم يا من درى
كـذا التشـهي فـاعتبر مقـالي
وغــص ببحــر الفكــر لِلألــي
وكـونث تكليفِ الورى لم يرتفع
والقـول بـالعلم محـالٌ ممتنع
وغيــر مـا يطـاق لا يمكـن أن
يعزى إلى رب العباد ذي المنن
وكـن لحـم الميت عند المخمصة
يجــوز أكلــه بــدون مَنقصـة
أو يلــزم التكليـف بالمحـال
مــن واجـب الوجـود ذي الجلال
وأنَّ ظـن المجتهـد قـد أجمعوا
علـى اقتفـائه وقِـدماً أزمعوا
مـن أجـل ذلـك صـارت الرعيـة
صــنفين فاسـمع عمّـت البليـة
علـى العـوام ثـم أهـل الفقر
في أينما كانوا ولو في البحر
فـان أردتَ يـا فـتى جـواب ذا
فأصـغِ للقـول وقـل يـا حبـذا
العلــم نــورٌ واضـحُ الطريـق
لمـــــن أراده بلا مضـــــيق
وجــانَبَ اللجــاج والمباينـة
فـــإنَّه يـــراه كالمعاينــة
والقـول إنمـا يقـول المجتهد
حـتى إذا كـان الطريـق متحـد
لكنمــا الطريـق غيـر منحصـر
فيمــا يقـوله فلاحـظ واعتـبر
واسـمع هُـديتَ الرشـدَ ما أقول
وافهمـه فهـم مَـن لـه معقـول
بــأنَّ قبـحَ الظـن يـا جماعـة
لـم يرتفـع حـتى قيام الساعة
قـد صـيَّروا الظن شبيه الجيفه
وقبحهــا شــرعي بـدون خيفـه
ويقبـل التخصـيص حكـم النقـل
ولا كــذاك صــح حكــم العقـل
فبــاب تكليـف الـورى مفتـوح
عليـــه نــورٌ ســاطع يلــوح
فحيـث قـد صـحَّ الـدليل عنـدي
بــأنّ فتـح البـاب أمـرٌ بُـدّي
وأن عصـــمة الإمـــام لازمــه
فـالفرع تلـو الأصـل بالملازمة
فانحصـر التقليـد فـي الدليل
مـن دون ريـب فـاقتفوا سبيلي
مَـن جاهـد النفـس وخـاف ربَّـهُ
يُـؤتى مـن العِلم الشريف إربه
فجاهـــدوا معاشــر الإخــوان
ولا تلومــوا تــابعَ البرهـان
مَن سار من غير الطريق لم يصل
لـو كـان سـيره حثيثـاً متصـل
إن قيـل إنَّ القبـحَ قـد يحـول
أقــول مــا بالـذات لا يـزول
إن قيـل مـا تقول في الشهادة
بـل كيف تصنع أنت في العبادة
أقــول إنــي تــابعُ النصـوص
وقــد أتانـا النـصُّ بالخصـوص
أنَّ المنــاط مطلــق الشـهادة
بشـــرطها لا الظــن والإفــادة
إن حصـل الظـن وإن لـم يحصـلِ
بلا امتثـال الأمر والنصِّ الجلي
إن قيـل كيـف القطع في الآثار
مـع احتمـال الكذب في الأخبار
قلنـا منـاط الأخـذ علم الوضعِ
لا لإحتمــالٍ عــارضِ مــن وضـع
إن قيـل كيف الجمع في الأضداد
العلـم ثـم الإحتمـال العـادي
قلنـا طريـقُ العلـم بالبرهان
والإحتمــال مــن طريـقٍ ثـاني
ولا يجـــوز الأخــذ باحتمــال
ورفــضُ علــمٍ جــاء باسـتدلال
إن قيـل إنَّ الـدسَّ فـي الآثـار
قــد صـار مشـهوراً بلا إنكـار
مـع احتمـال السـهو مـن رواةٍ
وشـــنعة التحريــف مــن غلاةٍ
أقول كيف القطع في هذا الزمن
يحصـل أنّ مقتـدانا ابن الحسن
حـــيٌّ بلا ريـــبٍ ولا إنكـــار
مَـن شـك في هذا هَوَى في النار
مــع احتمـال المـوت للإنسـان
لـو كـان فـي مشـيَّدِ البنيـان
مع ما جرى العادات في الطباع
وحكَـــمَ العقــلُ بلا امتنــاع
بــأن هـذي البنيـةَ العليلـة
لا تبـق هـذي المـدةَ الطويلـة
فكلمــا قلتــم هنــاك قلنـا
نحــن هنــا وللمــراد نلنـا
إن قلتــمُ لحفظــه الشــريعة
أقـــول هــذي حجــة منيعــة
لكـنَّ فـي التوقيـف هـذا يجري
بـدون فـرقٍ يـا كريـمَ النجـر
حفـظ الكلام مثـل حفـظ البشـر
مقـــدورة عقلاً بــدون منكــر
وحفظــه المعصــومَ كالمقدمـة
لحفظـه التوقيـفَ ذا المقدمـة
فــالحكم يجـرى بطريـق أولـى
فـي حفظـه توقيفنـا يـا مولى
إن قيــل مـا تصـنع بالدلالـة
وأنهــــا ظـــن بلا محالـــة
وأنّ كـــلَّ مـــن لــه ســجية
مُصــــرِّحٌ بأنهــــا ظنيَّــــة
أقـــول إنّ الأخــذ بالخصــوص
منحصــرٌ فــي ظــاهر النُّصـوص
إنَّ المنــاط مـا يفيـد النـصُّ
لا مــا يــؤدي ظنّنـا المختـصُّ
إنَّ الكلام فـي الصـدور القطعي
لا سـيَّما الكـافي عظيـم النفع
فلا نشــك فيــه نحــن أبــداً
مَـن عَمَـلَ اليومَ به نال الهدى
والـواجب العقلـي على الديَّان
حفـظ المعـاني في مدى الأزمان
فــافهم هـداكَ اللـه للرشـاد
حفـظ المبـاني صـار كالمبادي
القصــد حفــظ اللـبّ للأفهـام
لا قشــرة الملفـوظ فـي الكلام
ثـم الكلام فـي الصدور القطعي
وفــي مــؤدّاه عظيــم النفـع
وصـلي يـا ربِّ علـى خير الورى
محمّـد المبعـوث مـن اُم القرى
وآلــــه وصـــحبه الكـــرام
مــا انهـلَّ وسـميٌ علـى ثمـام
والتــابعين لهــمُ والشــيعه
مـــا دامـــت لهــم مطيعــه