
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
حـديثُ كمـا هـبَّ النسـيمُ صباحا
فجـرَّ علـى زهـرِ الريـاض جناحا
حــدائق روضٍ مــن حـديث محمـدٍ
تخيّــرتُ منهـا نرجسـاً وأقاحـا
حكى الناس أن المصطفى بعد عمّه
رأى مــن قريــش شـدةً وجماحـا
حبـا اللّـه أبصار المدينة حبّه
فمــدّ لـه الأيـدي هُـدىً وفلاحـا
حدَوْه على السُكنى لديهم فأجمعت
قريـشٌ علـى أن يقتلـوه صـُراحا
حثـا التربَ لما أرصدوا لخروجه
عليهـمْ وهُـمْ لا يُبصـرون رواحـا
حـوى الغـارُ منه سرَّ علم وحكمةٍ
فــأطبق أحنــاءً عليـه شـحاحا
حمــاهُ حمــامٌ داجــنٌ وعنـاكبٌ
نَســَجنَ فصـيّرنَ الـبيوتَ صـحاحا
حنـا نحـوه رأسَ الجـوادِ سراقةٌ
فسـاخت يـداه في الطريق فصاحا
حنانيــكَ هـذي آيـة فـدعا لـه
فلاقــى فلاحـاً بعـد ذا ونجاحـا
حفايـةُ جبريـلَ بـه فـي طريقـه
كفتـه فلـمْ يحمـلْ هنـاكَ سـلاحا
حُـداةَ المطايـا إن عسفانَ منزلٌ
تـأرج مـن طيـب النـبي وفاحـا
حلالـي وردٌ فـي قُدَيْـد فـأوردوا
ولا تـتركوا مـاءً هنـاك قراحـا
حنينـي إلـى تلكَ المعاهدِ كلِّها
يجــولُ بقلــبي بينهـن مَراحـا
حمـائلُه سـارتْ إلـى نحـو يثربٍ
فسـيروا غـدواً نحوهـا ورواحـا
حُلـولاً بنـا فـي بطنِ ريم وبعدَه
بــرأسِ قُبــاء لا يريـدُ براحـا
حـوائمُ أضـحتْ للرسـائل معهـداً
بهـا طلـعَ الـدينُ الحنيفُ ولاحا
حبسـنا بها نبكي المنازل كلَّها
نــدورُ مســاءً حولهـا وصـباحا
حفـاةً علـى الآثـار نمشي وتارةً
نجـرُّ علـى تلـكَ المعاهِـد راحا
حـوالىْ ديـارٍ حـالَ فيهـا محمد
فــابت بريّــاه رُبــىً وبطاحـا
مالك بن عبد الرحمن بن علي، أبو الحكم، المعروف بابن المُرَحَّل: أديب، من الشعراء. من أهل مالقة، ولد بها، وسكن سبتة. وولى القضاء بجهات غرناطة وغيرها. وكان من الكتّاب، وغلب عليه الشعر حتى نُعت بشاعر المغرب. من كتبه (الموطأة - خ) أرجوزة نظم بها (فصيح ثعلب) وشرحها محمد بن الطيب في مجلدين ضخمين، و (ديوان شعر) و (الوسيلة الكبرى - خ) نظم، و (التبيين والتبصير في نظم كتاب التيسير) عارض به الشاطبية، و (الواضحة) نظم في الفرائض، وكتاب (دوبيت - خ) و (العروض - خ) و (أرجوزة في النحو - خ) وغير ذلك.قال الوزير لسان الدين ابن الخطيب في ترجمته في الإحاطة:مالك بن عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن الفرج بن أزرق بن سعد بن سالم بن الفرج المنزل بوادي الحجارة بمدينة الفرج المنسوبة إليه الآن. قال ابن عبد الملك، كذا كتب لي بخطه بسبتة، وهو مصمودي ثم شصادى مولى بني مخزوم، مالقي، سكن سبتة طويلاً ثم مدينة فاس، ثم عاد إلى سبيتة مرة أخرى، وبآخرة فاس، يكنى أبا الحكم وأبا المجد، والأولى أشهر، ويعرف بابن المرحل، وصفٌ جرى على جده على بن عبد الرحمن لما رحل من شنتمرية حين إسلامها للروم عام خمسة وستين وخمسمائةقال الأستاذ أبو جعفر بن الزبير، شاعر رقيق مطبوع، متقدم، سريع البديهة، رشيق الأغراض، ذاكر للأدب واللغة. تحرف مدة بصناعة التوثيق ببلده، وولى القضاء مرات بجهات غرناطة وغيرها. وكان حسن الكتابة إذا كتب، والشعر أغلب عليه. ....وأما ابن خلاد فقصر به، إذ قال، كانت نشأته بمالقة بلده، وقرارة مولده في ناسها ووسط أجناسها، لم يتميز بحسب، ولم بتقدم في ميدان نسب، وإنما أنهضه أدبه وشعره، وعوضه بالظهور من الخمول نظمه ونثره، فطلع في جبين زمانه غرة منيرة، ونصع في سلك فصحاء أوانه درة خطيرة، وحاز من جيله رتبة التقديم، وامتاز في رعيله بإدراك كل معنى وسيم.قال لسان الدين: والإنصاف فيه منا ثبت لي في بعض التقييدات وهو، الشيخ المسن المعمر الفقيه، شاعر المغرب، وأديب صقعه، وحامل الراية، المعلم بالشهرة، المثل في الإكثار، الجامع بين سهولة الفظ، وسلاسة المعنى، وإفادة التوليد، وإحكام الاختراع، وانقياد القريحة، واسترسال الطبع، والنفاذ في الأغرض. استعان على ذلك بالعلم بالمقاصد اللسانية، لغة وبياناً وعربية وعروضاً، وحفظاً واضطلاعاً، إلى نفوذ الذهن، وشدة الإدراك، وقوة العارضة، والتبريز في ميدان اللوذعية، والقحة والمجانة، والمؤيد ذلك بخفة الروح، وذكاء الطبع، وحرارة النادرة، وحلاوة الدعابة، يقوم على الأغربة والأخبار، ويشارك في الفقه، ويتقدم في حفظ اللغة، ويقوم على الفرايض. وتولى القضاء. وكتب عن الأمراء، وخدم واسترفد، وكان مقصوداً من رواة العلم والشعر، وطلاب الملح، وملتمسي الفوايد، لسعة الذرع وانفساح المعرفة، وعلو السن، وطيب المجالسة، مهيباً مخطوب السلامة، مرهوباً على الأعراض، في شدقه شفرته وناره، فلا يتعرض إليه أحد بنقد، أو أشار إلى قناته بغمز، إلا وناط به آبدة، تركته في المثلات، ولذلك بخس وزنه، واقتحم حماه، وساءت بمحاسنه القالة، رحمه الله وتجاوز عنه.)قال: أما تواليفه فهي كثيرة متعددة، منها شعره، والذي دوّن منه أنواع.فمنه مختاره، وسماه بالجولات.ومنه، الصدور والمطالع.وله العشريات والنبويات على حروف المعجم، والتزام افتتاح بيوتها بحرف الروى، وسماها، الوسيلة الكبرى المرجو نفعها في الدنيا والأخرى.وعشرياته الزهدية.وأرجوزته المسماة سلك المنخل لمالك بن المرحل نظم فيها منخل أبي القاسم بن المغربي،والقصيدة الطويلة المسماة بالواضحة،والأرجوزة المسماة اللؤلؤ المرجانوالموطأة لمالك.والأرجوزة في العروض.وكتابه في كان مإذا، المسمى بالرمي بالحصا،إلى ما يسق إحصاره، من الأغراض النبيلة، والمقاصد الأدبية.قال وكانت وفاته في التاسع عشر لرجب عام تسعة وتسعين وستماية، ودفن بمقبرة فاس، وأمر أن يكتب على قبره:زر غريبا بقبره نازحـا مـاله وليتركــوه موســداً بيـن تـرب وجنـدلولتقـل عند قبره بلســان التـدلليرحـم اللـه عبدهمالـك بـن المرحل