
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
الحمـــد للـــه العلـــي العــالي
ذي المجـــــد والجلال والإفضـــــال
ثــم الصـلاة والسـلام السـامي
علــى النـبي المصـطفى التهـامي
وآلــــــه الأئمـــــة الأطهـــــار
مــا اختلــف الليــل مــع النهـار
يقــول راجــي العفـو يـوم الـدين
المـذنب الجاني بهاء الدين
تجـــاوز الرحمــن عــن ذنــوبه
وأســدل الســتر علـى عيـوبه
بليــت فــي قزويـن وقتـاً برمـد
مقـرح للقلـب مـن فـرط الكمد
يمنــع مــن صــرف النهـار فيمـا
يرضي اللبيب الحاذق الفهيما
مـــن بحـــث أو تلاوة أو ذكــر
أو درس أو عبـــادة أو فكـــر
حــتى ســئمت مـن لـزوم منزلـي
والنفــس عـن أشـغالها بمعـزل
ولـم يكـن مـن عـادتي البطالـة
لأنهـــا مــن شــيم الجهالــة
فرمـــت شـــيئاً مشــغلاً لبــالي
عمــا أقاســيه مـن البلبـال
فلــم أجــد أبهــى مـن الأشـعار
وليـس نظـم الشـعر مـن شعاري
وكنـــت فــي فكــر بــأي وادي
ألقـي جيـاد الفكـر في الطراد
فبينمــا الأمــر كــذا إذ سـألا
منــي بعــض الأصـدقاء الفضـلاء
أن أصــف الهــراة فـي أبيـات
جامعــــة للنشـــر والشـــتات
معربــة عنهــا علـى الحقيقـة
مطربــــة لكــــل ذي ســـليقة
فقلــت والجفــن بــأدمعي سـخي
علـى الخـبير قـد سقطت يا أخي
ثـــم نظمــت هــذه الأرجــوزة
بديعــــة رائقــــة وجيــــزة
قضــيت فـي نظمـي لهـا نهـاري
كــا يقضــي الليــل بالأســمار
ســـميتها إذ كملــت بــالزاهرة
فهاكهــا مــائة بيـت فـاخرة
إن الهـــراة بلـــدة لطيفـــة
بديعــــة شــــائقة شـــريفة
أنيقــــة أنيســــة بديعــــة
رشــــيقة نفيســــة منيعـــة
خنــــدقها متصـــل بالمـــاء
وســورها ســام إلــى الســماء
ذات فضـــاء يشـــرح الصــدورا
ويـــورث النشــاط والســرورا
حــوت مــن المحاســن الجليلــة
والصــور البديعــة الجميلـة
مــا ليـس فـي بقيـة الأمصـار
ولــم يكــن فــي سـالف الأعصـار
لســت تــرى فـي أهلهـا سـقيما
طــوبى لمـن كـان بهـا مقيمـا
مـا مثلهـا فـي المـاء والهواء
كلا ولا الأثمــــار والنســــاء
كـــذلك الباغـــات والمـــدارس
فمــا لهـن فيهـن مـن مجـانس
هواؤهـــا مــن الوبــاء جنــة
كـــأنه مــن نفحــات الجنــة
فيبســط الـروح وينفـي الكربـا
ويشـرح الصـدر ويشـفي القلبـا
لا عاصـــف منـــه تمــل الحــرة
ولا بطيــء الســير فـرد مـره
بـــل وســـط يهـــب باعتـــدل
كغـــادة تـــرف فــي أذيــال
فمــن رمــاه الــدهر بـالإفلاس
حــتى عــن المســكين واللبـاس
فلا يصـــاحب بلـــدة ســـواها
لأنـــه يكفيـــه فـــي هواهـــا
جبيبـــة واحـــدة فـــي القـــر
شــربته بــاردة فــي الحـر
فهـــذه فــي حرهــا تكفيــه
وتلـــك عنـــد بردهــا تكفيــه
لـو قيـل إن المـاء فـي الهراة
يعــدل مــاء النيـل والفـرات
لــم يـك ذاك القـول بالبعيـد
فكــم علــى ذلــك مـن شـهيد!؟
تــراه فــي الأنهـار جـارٍ صـافي
كــــأنه لآلــــئ الأصــــداف
لا يحجــب النــاظر عــن قـراره
بــل يطلعنــه علــى أســراره
تظـــن غـــور عمقـــه شـــبرين
مـن الصـفا وهـو علـى رمحيـن
خفيـــــف وزن رائق الأوصــــاف
مــــا مثلـــه مـــآء بلا خلاف
يهضــم مــا صــادف مــن طعــام
كأنمـــا أكلتــه مــن عــام
نســاؤها مثـل ظبـاء النـافرة
ذوات ألحـــاظ مـــراض ســاحرة
يســـلبن حلـــم الناســك الأواه
يســلمن جسـمه إلـى الـدواهي
مــن كــل خــود عذبـة الألفـاظ
تقتــل مــن تشــاء بالألحــاظ
أضـيق مـن عيـش اللـبيب ثغرها
أضــعف مـن حـال الأديـب خصـرها
فاتكـــة قـــد شـــهدت خــداها
بمــا بنــا تفعلــه عيناهـا
ترنـــو بطـــرف نــاعس فتــاك
يفســد ديــن الزاهـد النسـاك
والصــدغ واو ليــس واو العطــف
والثــدي رمـان عزيـز القطـف
والجســـم فــي رقتــه كالمــاء
والقلــب مثــل صــخرة صـماء
ولفظهــــا وثغرهـــا والـــردف
ســـحر حلال أقحـــوان حقـــف
وقـــدها ونهـــدها والخـــد
غصـــــن ورمــــان طــــري ورد
والشـــعر والرضــاب والأجفــان
صــــوارم مدامــــة ثعبـــان
غيــــد حميــــدات خصــــالهن
طـــوبى لمــن نــال وصــالهن
ثمارهــا فــي غايــة اللطافـة
لا ضـــرر فيهـــا ولا مخافـــة
عديمـــة القشــور عنــد الحــس
تكــاد أن تـذوب حـال اللمـس
تخــال فــي أغصـانها الـدواني
أشـــربة الحســـن بلا أوانــي
مـــع أنهــا بهــذه الكيفيــة
رخيصــــة عنــــدهم زريــــة
يطرحهــا البقــال فـوق الحصـر
حـتى إذا مـا جـاء وقـت العصر
وقــد بقــي شــيء مـن الثمـار
يطرحــه فــي معلــف الحمــار
ولســـت محصـــياً لوصــف العنــب
فـإنه قـد نـال أعلـى الرطب
أدق مــن فكـر اللـبيب بـزره
أرق مــن قلــب الغريــب قشــره
أبيضــه فــي لطفــه والطــول
يحكـــي بنــان غــادة عطبــول
أحمـره أشهى إلى القلب الصدي
مـــن لثــم خــد ناصــع مــورد
أســـوده أبهــى لــدى الظريــف
مــن غمــز طـرف نـاعس ضـعيف
أصـــنافه كـــثيرة فـــي العــد
ليـس لهـا فـي حسـنها من حد
فمنـــــه فخــــري وطــــائفي
وكشمشـــــي ثــــم صــــاحبي
وغيرهـــا مــن ســاير الأقســام
فــــوق الثمــــانين بلا كلام
مــع هــذه الأوصــاف والمعـاني
فــي أرخــص الأسـعار والأثمـان
تـرى الـذي مـا مثلـه فـي الفقر
يبتـاع منـه الوقر بعد الوقر
وربمــــا يعلفــــه الحميـــرا
إن لــم يصـادف عنـده شـعيرا
بطيخهـــا مـــن حســنه يحيــر
فـي وصـفه ذو الفطنـة الخـبير
جميعـــه حلـــو بغيـــر حـــد
أحلـى مـن الوصـال بعـد الصـد
مهمــا يقــول الواصــفون فيــه
نــــزر فـــإنه بلا تمـــويه
يبـاع بـالبخس القليـل النـزر
لأنـــــه واف بغيــــر حصــــر
يــأتي بـه المـرء مـن الصـحاري
فلا يفـــي بــأجرة المكــاري
ومــا بنــى فيهــا مـن المـدارس
ليـس لها في الحسن من مجانس
أشـــهرها مدرســة الميــرزآء
مدرســــة رفيعــــة البنـــآء
رشــــيقة رائقــــة مكينـــة
كأنهـــا فـــي ســـعة مدينــة
فــي غايــة الزينــة والسـداد
عديمـــة النظيــر فــي البلاد
بالـــذهب الأحمــر قــد تزخرفــت
كأنهــا جنــة عــدن أزلفـت
فــي صـحنها نهـر لطيـف جـاري
مرصــــف جنبــــاه بالأحجـــار
فــي وســطها بيــت لطيـف مبنـي
كأنهـــا بعــض بيــوت عــدن
مـــن الرخـــام كلــه مبنــي
كأنمـــــا صـــــانعه جنــــي
وكلمــــا يقـــوله النبيـــل
فـــي وصـــفها فـــإنه قليــل
وبقعــــة تـــدعى بكازركـــاه
ليــس لهـا فـي حسـنها مبـاهي
هواؤهـا يحيـي النفـوس إذ بـدا
وماؤهـا يجلـو عن القلب الصدا
والســر فــي رياضــها المطبوعــة
كخــرد أذيالهــا مرفوعــة
فيهــا البســاتين بغيــر حصـر
يقصــدها الإنسـان بعـد العصـر
مــن كــل صــنف ذكــر وأنــثى
وحـــــرة وأمــــة وخنــــثى
لا هــــم عنـــدهم ولا نكـــاد
كــأنهم قــد حوســبوا وعـادوا
تراهـــم كالخيــل فــي الطــراد
وكــل شــخص منهــم ينــادي
لا شـيء فـي ذا اليـوم غيـر جـائز
إلا نكــاح المــرء للعجـائز
يــا حبــذا أيامنــا اللـواتي
مضــت لنـا ونحـن فـي الهـراة
نســـترق اللـــذات والأفراحــا
ولا نمـــل الهــزل والمزاحــا
وعيشــنا فــي ظلهــا رغيــد
والـــدهر مســـعف بمــا نريــد
واهـا علـى العـود إليهـا واها
فمـا يطيـب العيـش فـي سـواها
ســقيت يــا ليــالي الوصـال
بصـــوب غيـــث وابـــل هطـــال
محمد بن حسين بن عبد الصمد الحارثي العاملي الهمذاني، بهاء الدين. عالم أديب إمامي، من الشعراء، ولد ببعلبك، وانتقل به أبوه إلى إيران، ورحل رحلة واسعة، ونزل بأصفهان فولاه سلطانها (شاه عباس) رياسة العلماء، فأقام مدة ثم تحول إلى مصر، وزار القدس ودمشق وحلب وعاد إلى أصفهان، فتوفي فيها، ودفن بطوس. أشهر كتبه (الكشكول- ط)، و(المخلاة- ط) وهما من كتب الأدب المرسلة، لا أبواب و لا فصول، وله (العروة الوثقى) في التفسير، و(الفوائد الصمدية في علم العربية- خ)، و(الحبل المتين- خ) في الحديث، طبع بعضه، و(أسرار البلاغة- ط)، و(الزبدة) في الأصول، و(خلاصة في الحساب- ط)، و(تشريح الأفلاك- ط) و(استفادة أنوار الكواكب من الشمس- خ) مقالة، وله رسائل، وشعر كثير، وبالفارسية (نان وحلوى) أي خبز وحلوى، وهو نظم في التصوف، و(شير وشكر) أي لبن وسكر، نظم في التصوف أيضاً. وهذه مصادر ترجمته منقولة من كتاب الغدير (ج11/ ص 250) سلافة العصر ص 289، أمل الامل ص 26 . تذكرة نصر آبادى ص 150 . الروضة البهية لسيدنا الشفيع ريحانة الالباء لشهاب الدين الخفاجى ص 103 - 107 . خلاصة الاثر للمحبى 3 : 440 ـ 455 . جامع الرواة للاردبيلى . اجازات البحار ص 123 نقد الرجال ص 303 . محبوب القلوب للاشكورى . لؤلؤة البحرين ص 15 . رياض الجنة للزنوزى في الروضة الرابعة في حرف الباء بعنوان البهائى . الاجازة الكبيرة للشيخ عبدالله السماهيجى . الاجازة الكبيرة للشيخ ميرزا حيدر على بن عزيز الله النظرى الاصبهانى . تاريخ عالم آراج 1 ص 115 . الاعلام للزركلى 3 ص 889 . نسمة السحر فيمن تشيع وشعر . روضات الجنات ص 632 . مستدرك الوسائل 3 ص 417 رياض العارفين ص 45 مجمع الفصحاء 2 ص 8 . روضة الصفاء ج 8 في ذكر معاصرى الصفوية من العلماء نجوم السماء ص 26 . طرائق الحقايق 1 ص 137، مطلع الشمس 2 ص 157، 386، تتميم أمل الامل لابن ابى شبانة . تكملة الرجال للشيخ عبدالنبى الكاظمى . شرح قصيدته : وسيلة الفوز والامان لاحمد المنينى . قصص العلماء ص 169 . تكملة أمل الامل لسيدنا ابى محمد الحسن صدر الدين الكاظمى . تنقيح المقال 3 ص 107 . هدية الاحباب ص 109 . الكنى والالقاب 2 ص 89 سفينة البحار 1 ص 113 . الفوائد الرضوية 2 ص 502 - 521 . مفتاح التواريخ ص 332 . منن الرحمان 1 ص 6 . دائرة المعارف للبستانى 11 ص 462 - 464 . تاريخ آداب اللغة العربية 3 ص 328 . وفيات الاعلام لشيخنا الرازى . معجم المطبوعات ص 1262 . مجلة العرفان، الجزء الثامن والتاسع من المجلد الثانى الصادر سنة 1328 ص 383، 407 - 413، 472 - 476، 521 وألف تلميذه العلامة المولى مظفر الدين علي رسالة في ترجمة استاذه المترجم له، وكذلك أفرد الشيخ ابوالمعالى ابن الحاج محمد الكلباسي في ترجمته رسالة، وطبع أخيرا كتاب في تاريخ حياته ألفه الكاتب الشهير (نفيسي) الطهراني، وستقف على كلمتنا في آخر الترجمة حول الكتاب.