
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
يـا عيـنُ صُبي من دموعك واذرفي
بكِّـي صـديقَ العمرِ والخلَ الوفي
بكِّـي (أبـا حمد) الحبيبَ ومثلُه
يُبكــى عليــه بحســرةٍ وتلهـفِ
بكـيِّ علـى (عيسـى) لعل بكاءنا
يشـفي الـذي نطويه من حزنٍ خفي
بكـيِّ عليـه وهـل يـرد بكاؤنـا
مـن كـان يفرح بالصديق ويحتفي
بكـيِّ عليـه ومـا يـرد بكاؤنـا
مـن كـان بالله المهيمنِ يكتفي
ســمحَ اليميــن كريمـةٌ أخلاقُـه
يعطـي ويبـذل مـالَه للمُعتفـي
بـــراً تقيـــاً صــائماً متبتلاً
متواضـعاً فـي الحـق دون تكلـفِ
مــا زرتــه إلا وجــدتُ بشاشـةً
فــي عـذب مبتسـَمٍ وحسـنِ تلطـفِ
أبكــي عليـه ومـا يرجِّـع راحلاً
حزنــي عليـه وعـبرتي وتأسـفي
لكنــه جَهـدُ المقـلِ وهـل لنـا
إلا الـدموعُ نصـبها كـي نشـتفي
فـي ذمـة اللـه الكريـم وحفظه
جسـدٌ ثـوى بيـن الصـخور الرُصَّفِ
جسـدٌ بـراه الجَهـد ممـا نـاله
أنحِـف بـه بيـن الجسـوم وأضعِفِ
للــــه آلامٌ تحمَّـــل صـــابراً
تفـري حشـاه بمثـل حدِّ المشرفي
هجمــت عليــه تنوشـه وتـذيبه
حــتى تهـاوى مثـل قـاعٍ صفصـفِ
لكنـــه للـــه ظــل مســبحاً
متجلـداً رغـم العضـالِ المُنـزفِ
مـا رددت شـفتاه فـي قمم الأسى
إلا دعــاءً: ربِ بالعبــدِ الطـفِ
يشـكو إلـى الرحمـن ضـراً مسـَّه
واللـه يبتلـي الخيـارَ ويصطفي
فـإذا الرحيـم بعبـده يختـاره
لجــواره ولنعـم جـارُ المنصـفِ
وتحــررت روحٌ تطــاول أســرها
حُبسـت زماناً في العليلِ المدنَفِ
واسـتبدل الجسـدُ المعذبُ ناضِراً
تـرفَ البنـان مشـى بقـدٍ أهيفِ
متنقلاً بيــن الرُبـى فـي روضـةٍ
فرشـت بطائنهـا بخضـر الرفـرفِ
آواه رب الكــون مــن فردوسـه
فـي جنـةٍ فيهـا المكاره تنتفي
ويقـال للـروح الطليقـةِ: حلقي
وسط الجنان وفي الخمائل رفرفي
وتنـاولي مـا شـئت من ثمراتها
ومـن القطـوف الـدانيات فقطِّفي
وردي مـن العسـل المصفى أنهراً
ومـن الحليبِ ومن لذيذِ القَرقَفِ
يـا ربُّ عبـدك قد أتى لك تائباً
أمِّنـه مـن شـرِ العـذابِ الأخـوفِ
قـد طالمـا ضـمَّ المصاحفَ تالياً
فـانجز له موعودَ ما في المُصحفِ
واحفـظ بنيـه والبنـاتِ وأمَّهـم
وعلـى قلـوبهمُ الكليمةِ فاعطفِ
وارحـم عجـوزاً قـد تفطر قلبُها
أسـفاً عليـه فوجـدها لا ينطفـي
واجـزل مثوبـة إخـوةٍ مـا فيهمُ
مـــن عـــاجزٍ وانٍ ولا متخلــفِ
وقفـوا وقـد آن الأوان لصـبرهم
عنـد الشـدائدِ فيه أكرمَ موقفِ
كـم بـات (دحمـانٌ) يواسي جرحه
يحنـو عليـه بمثـل حلـمِ الأحنفِ
فاقبـل إلهـي برَّهـم واغفر لهم
وامسـح دموعاً في القلوبِ وكفكفِ
واخلـف عليهـم مـن بنيه بصالحٍ
يحـذو سـبيل المكرمـاتِ ويقتفي
واجعـل من الفردوس مثواهم إذا
مـا غادروا دار الفنا والزخرفِ
وعــد الإلـه عبـاده مـن فضـله
والوعـد عنـد اللـه ليس بمُخلَفِ
عبدالحكيم عبدالله عيسى الزُبيدي : شاعر وكاتب وباحث.مؤسس ومدير موقع الأديب علي أحمد باكثير على الإنترنتدكتوراه في الإدارة الطبية من جامعة أبردين بالمملكة المتحدة 2006بكالوريوس في الإدارة العامة من جامعة أريزونا بالولايات المتحدة 1991بكالوريوس في اللغة العربية وآدابها من جامعة الإما را ت العربية المتحدة 1999ماجستير في إدارة الأعمال من جامعة أبوظبي الإما ا رت - ndash 2010ماجستير في اللغة العربية وآدابها من جامعة الشارقة الإما رات - - 2011عضو ندو الثقافة والعلوم بدبيعضو جمعية حماية اللغة العربية بالشارقةعضو اتحاد كتاب الإنترنت العربعضو ا ربطة الأدب الإسلامي العالميةنال العديد من الجوائز التقديرية:جائزة الشيخ راشد بن حميد النعيمي في الشعر 1995مجائزة الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم للتفوق العلمي 1999 ndash 2006مجائزة سلطان بن زايد لأفضل بحث أدبي عن دولة الإما رات في أربعين عاما 2011مجائزة التأليف المسرحي، دائرة الثقافة والإعلام، الشارقة 2013ماعترافات متأخرة )مجموعة شعرية(، هيئة أبوظبي للثقافة والتراث، أبوظبي،2009م