
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ألـم تَـرَ أني ذَممتُ الزمانَ
لخِســّةٍ نابتــةٍ ناشــيَهْ؟
وأصـبحتُ فـي جـانبٍ منهُـمُ
كمـا أُخِـذَ الرُّخُّ في الحاشِيَهْ
أمَــزِّقُ أعراضــهمْ دائبــاً
كما وقعَ الذئبُ في الماشيهْ
وأدعـو إلـى ذمِّهـم آخريـن
كمـا دعـتِ الأبـيَ العاشِيَهْ
فلَـــومهُمُ وهِجــائي لهــمْ
لَـدى النـاسِ أحدوثَةٌ فاشِيَهْ
فمـا بهـمُ حاجةٌ في البيان
إلــى سـعْيِ واشٍ ولا واشـِيهْ
عَبيـدٌ تـرى لهُـمُ راكـبين
عبيـداً بأيـديهِمُ الغاشـيه
الفضل بن إسماعيل التميمي الجرجاني أبو عامر صاحب (قلائد الشرف) من كبار شعراء عصره وكتابه (قلائد الشرف) في تراجم شعراء عصره وهو من أهم مصادر الباخرزي، في "دمية القصر" رجع إليه مرات كثيرة، وكان من أصدقاء أبي عامر، وقد ترجم له في الدمية ترجمة مطولة وذكر في فاتحتها ما بذله أبو عامر له من الفوائد والتراجم منذ شرع في تأليف الدمية في فاتحة شبابه قال: (الشيخ الإمام أبو عامر فضل بن إسماعيل التميمي رحمه الله الجرحاني نادرة العصر وناقدة الدهر، ورَيحانُ الروح، وظَرفُ الظرف، وقُرة الطرف. ولمّا قدمتُ جُرجان سنة أربع وأربعين وأربعمائة، زارني زيارةً أفادتني الحُسنى وزيادة، وأطلعَ عليّ جيبُه رأسَ الفضل، وحلّى سَمعي جواره بأقراط الأدب الجزل. واجتنيتُ من عَذَبات أغصانه ثمار الفوائد، دوانيَ القطوف، واتّسعت نحوي بمكانه خطوات الجدِّ القَطوف. ولم أتوصّلْ إلى الغرض من هذا التأليف إلاّ بمعونته واستظهاره. ولم أحمّر (1) في هذا التصنيف إلاّ بانتسابي إلى ظَفاره. وإذا سرَّحتَ فيه الناظرَ والتقطت منه الجواهر، تبينتَ بتكرار ذكره فيه أنّ أكثر دُرره من نثار فيه).وقوله في ترجمته (رحمه الله) يشعر بوفاة أبي عامر قبل الباخرزي، إلا أنه لا تعرف سنة وفاة أبي عامر على وجه اليقين، قال الباباني (توفي في حدود سنة 445هـ) وترجم له الغزي (ت 1167هـ) في "ديوان الإسلام" وجعل وفاته سنة (446هـ) وأما الزركلي، فلم يترجم له في الأعلام، سهوا منه.وقد ترجم له الصفدي في الوافي وسمى من كتبه "البيانفي علوم القرآن" و"عروق الذهب من أشعار العرب" و"سلوة الغرباء" و"قلائد الشرف" وأورد من شعره 24 قطعة.وقد عثرت على ما يدل على وفاته بعد التاريخ الذي أثبته الغزي بمدة طويلة، إذ نقل الباخرزي عنه قوله في ترجمة أبي سعد الصيدلاني الجُرجاني: (كان هذا الفاضل يُحسن الأدب، لا إلى غاية. مات سنة ثلاث وستين وأربعمائة. قال: وأنشدني لنفسه ...إلخ) بل نجد في خاتمة الدمية تقريظا للدمية بقلم أبي عامر نفسه، ما يدل أنه توفي بعد عام 466هـ وهي السنة التي فرغ فيها الباخرزي من كتابة الدمية، وقتل في مجلس أنسه بباخرز بعد ذلك بسنة واحدة في ذي القعدة من عام (467هـ) لذلك يرجح أن كلمة الباخرزي (رحمه الله) زيادة من الناسخ الأول (أبو بكر محمد بن محمد بن خلف بن علي بن عبد العزيز) الذي فرغ من نسخ الدمية في شهر محرم سنة (572هـ) ؟ وقد بحث ياقوت الحموي عن تاريخ وفاة ابي عامر الجرجاني (بلا جدوى) ونقل جانبا من ترجمته عن كتاب "السياق" لعبد الغافر الفارسي، الذي فرغ منه سنة 518هـ وفيه ما يفهم منه أنه من طبقة عبد الغافر وهو قوله: (سمع الحديث من المشايخ الذين سمعنا منهم) وهذا نص الترجمة قال : (الفضل بن إسماعيل التميمي الشيخ أبو عامر الجرجاني النحوي الكاتب الأديب الشاعر من أفاضل عصره، وأفراد دهره، حسن النظم والنثر، متين في الفضل: كتب مدة للشيخ الرئيس أبي المحاسن الجرجاني (قتل سنة 454هـ) وغيره، وصحب الكتاب والمشايخ، سمع الحديث من المشايخ الذين سمعنا منهم، مثل الشيخ أبي سعد بن رامش (ت 474هـ) وأبي نصر بن رامش المقرئ (ت 490هـ) وأبي بكر احمد بن علي بن خلف الشيرازي (ت 487هـ) وأبي القاسم إسماعيل بن زاهر النوقاني (ت 479هـ) وسمع من الشيخ أبي بكر أحمد بن منصور بن خلف المغربي سنة ثمان وخمسين وأربعمائة، وسمع من المشايخ الإسماعيلية وغيرهم في شبابه) قال ياقوت: (ولم يذكر وفاته لكنه كان قد مات في حياة عبد الغافر) وتوفي عبد الغافر سنة 529هـ . وسماه ياقوت في مادة جرجان فيمن روى عن حمزة بن يوسف السهمي الحافظ المتوفى سنة 429هـ ويلاحظ ان ابن خلكان (ت681هـ) لم يترجم لأبي عامر، ولم يذكره في كل كتابه. وأن السمعاني لم يترجم له بينما ترجم لأخيه المظفر بن إسماعيل وكان من رجال الحديث، وقد ترجم له الباخرزي أيضا نقلا عن أبي عامر. (وانظر في نافذة من التراث بحثا مطولا عنه بعنوان أبو عامر الجرجاني وكتابه قلائد الشرف)(1) حمّر أي تَكَلَّمَ بالحِمْيَرِيَّةِ، وفي المثل :مَنْ دَخَلَ ظَفارِ حَمَّرَ. (القاموس مادة حمر)