
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لـي نحـو ربعـك دائمـاً يا جلق
شــوق أكـاد بـه جـوى أتمـزق
وهمـول دمـع مـن جـوى بأضـالع
ذا مغــرق عينـي وهـذا محـرق
أشـتاق منـك منـازلاً لـم أنسها
أنـى وقلـبي فـي ربوعـك موثق
طلــل بــه خلقـي تكـوّن أولاً
وبــه عرفــت بكـل مـا أتخلـق
وقـف عليه لدى التأسف والبكا
قلبي الأسير ودمع عيني المطلق
أدمشـق لا بعـدت ديـارك عن فتى
أبــداً إليــك بكلــه يتشـوق
أنفقـت فـي ناديـك أيام الصبا
حبــاً وذاك أعــز شـيء ينفـق
ورحلـت عنـك ولـي إليـك تلفت
ولكــل جمــع صــدعة وتفــرق
فاعتضـت عـن أنسـي بظلك وحشة
منهـا وهـىَ جلـدي وشاب المفرق
فلبسـت ثـوب الشـيب وهـو مشهر
وخلعـت ثـوب الشـرخ وهـو معتق
ولكـم أسـكّن عنـك قلبـاً طامعاً
بوعـود قربـك وهـو شوقاً يخفق
ولكـم أحـدث عنـك مـن لاقيتـه
وجميـع مـن سـمع الحديث يصدق
والأرض فــي عـرض وطـول دائمـاً
لـم يحـو مثلك غربها والمشرق
للــه وادي النيربيــن وظلــه
لا الرقمتــان ورامــة والأبـرق
وســقى ديـار الصـالحية وابـل
يهمـي علـى تلـك المنازل مغدق
والسـهم لا افـترت ثغـور أقاحه
إلا ودمـــع ســـحابه يــترقرق
كـم فيـه مـن قصـر منيـف مشرف
يبــدو بــه قمـر منيـر مشـرق
وبـبيت لهيـا لا تعـداه الحيـا
طلـل عليـه مـن النضـارة رونق
هــو منــزل آثــاره مشـهورة
ولأهلــه عهــد علــي وموثــق
وحبـاك يـا أطلال جـوبر واصـلاً
غيـــث مريــع مســتهل مشــفق
للـه سـرحة ذلـك الربـع الـذي
قلـبي يهيـم بـه وذاك الجوسق
والـوادي الشـرقي لا برحـت به
ديــم تســح ووبلهــا يتـدفق
فغياضـــه ورياضـــه كعيــونه
هــذا يعــوم بـه وهـذا يغـرق
ولكـم قطعـت بـه زماناً لم أزل
أشــتاقه مـا دمـت حيـاً أرزق
فـي سـكر زبدين إلى جسرين كم
حيـا الحيـا حيـاً عليـه رونق
بـالواديين كلاهمـا الغربي وال
شــرقي نزهـة مـن برفـق يرمـق
أنـى اتجهـت رأيـت دوحـاً ماؤه
متسلســل يعلــو عليـه جوسـق
والقصر والشرفات والشقراء وال
ميــدان عشـقاً للـذي لا يعشـق
فلكـم حـوت تلك المنازل صورة
فيهــا الجمـال مجمـع ومفـرق
فمخضـــب ومـــؤزر ومعمـــم
ومزنـــر ومـــبرقع ومقرطــق
كـم مـن غـزال بـالنفوس متوج
وقضــيب بـان بـالعيون ممنطـق
والريـح تكتـب والجـداول أسطر
خــط لـه نسـخ الربيـع محقـق
والطيـر يقـرأ والنسـيم مـردد
والغصـن يرقـص والغـدير يصـفق
ومعـاطف الأغصـان غنتهـا الصبا
طربـاً فـذا عـار وهـذا مـورق
وكـأن زهر اللوز أحداق إلى ال
زوار مـن خلـل الغصـون تحـدق
وكــأن أشـجار الريـاض سـرادق
فـي ظلهـا مـن كـل لـون نمرق
والـورد بـالألوان يجلـو منظراً
ونســيمه عطــر كمســك يعبـق
فبلابـــل منهــا تهيــج بلابلاً
وكــذاك أثـواب الشـقيق تشـقق
وهــزاره يصــبو إلـى شـحروره
ويجــاوب القمـري فيـه مطـوق
وكأنمــا فــي كـل عـود صـادح
عـــود حلا مزمــومه والمطلــق
والـورق في الأوراق يشبه شجوها
شـجوي وأين من الطليق الموثق
تتلو على الأغصان أخبار الهوى
فيكــاد سـاكن كـل شـيء ينطـق
يـا سـائراً والريح تعثر دونه
والـبرق يبسـم إذ بـه يتـألق
إن جـزت مـن وادي دمشق منازلاً
لـي نحوهـا حـتى الممـات تشوق
بالجبهـة الغراء والوجه الذي
يزهـو به القصر المنيف الأبلق
ورأيت ذلك الجامع الفرد الذي
فـي الأرض طـراً مثلـه لا يخلـق
قـل للفـتى عبـد الرحيم فإنني
أبــداً بحســن وداده أتحقــق
إن كنتـــم عرضـــتم بتشــوق
وحيــاتكم إنــي إليكـم أشـوق
أشـتاقكم مـن أرض مصر وبيننا
بيـد تخـب لهـا المطـي وتعنق
قفـر يحـار بـه الدليل ودونه
رمـل تكـاد بـه المطايا تغرق
لـم أسـتطع فيـه المسير كأنه
لتوقــد الرمضــاء نـار تحـرق
فـارقتكم لا عـن رضـى فلبعدكم
عنــي علــي الرحـب ضـنك ضـيق
وقنعـت حـتى صـرت أرجـو منكـم
مـن بعـد ذاك القرب طيفاً يطرق
ولقـد عطفت على الزمان معاتباً
فرأيـت كفـي عنـه صـبراً أليق
يمضـي النهـار وفيه قلبي مفكر
والليـل طرفـي بالبعـاد مـؤرق
فعليكـم منـي التحيـة مـا بدا
صـبح بـه وجـه الغزالـة مشوق
محمد بن الحسن بن سباع الشيخ الإمام العروضي، شمس الدين الصائغ الدمشقي. شاعر ترجم له الصفدي في quotأعيان العصرquot قال: كان من مشيخة الأدب، والناس ينسلون إليه من كل حدب، أقرأ الناس في دكانه بالصاغة زمانا، وأخذوا عنه لشعرهم ميزانا، والعروض أول ما كان يعرف، وينفق من حاصله لمن يقصد ويصرف. مات في ثالث شعبانسنة عشرين وسبع مئة. ومولده في صفر سنة خمس وأربعين وست مئة.رأيته غير مرة وكان يتردد إلى القاضي قطب الدين بن شيخ السلامية، وينفق آدابه عليه، وله نظم كثير، ونثر كثير، وشرح quotملحة الإعرابquot، وquotاختصر صحاحquot الجوهري، فجرده من الشواهد، وله قصيدة عارض بها quotالقصيدة الهيتيةquot التي لشيطان العراق، فما داناها وشرحها على هوامشها، وملكتها بخطه وأخرجتها عن يدي، (1) وquotشرح الدريديةquot في مجلدين من أربعة، ملكتها بخطه، وقد أخرجتها عن يدي لما وقعت على أشياء في الشواهد ضبطها بخطه على غير الصواب، وله quotالمقامة الشهابيةquot وضعها للقاضي شهاب الدين بن الخويبي، ملكتها بخطه مشروحة.(1) قال ابن شاكر وتزيد على الفي بيت