
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
بنفســي وأهلـي شـعب وادٍ تحلـه
ودهــر مضـى لـم يجـد إلا أقلـه
وعطفــه صـدغٍ يهتـدي فـوق خـده
ويضـــربه روح الصــبا فيضــله
وطيـب عنـاقي منـه بـدراً أضـمه
إلـــي وأهــوى لثمــه فــاجله
وقفنـا معـاً واللـوم يصفق رعده
ومنـا سـحاب الـدمع يسـجم وبله
تــرق علــى ديبــاجته دمــوعه
كمـا غـازل الـورد المضرج طله
وينـأى رقيـب عـن مقـام وداعنا
وتبلغـــه أنفاســـنا فتــذله
يقلقنــي عتــب الحـبيب وعـذره
ويقلقنــي جــد الرقيـب وهزلـه
وكيـف اقـي قلـبي مواقـع رميـه
ولسـت ارى مـن أين ينثال نبله
يــولي وبالأحــداق تفـرش أرضـه
ويفــدي وبـالأفواه ترشـف رجلـه
فلـو طاف في دارين ما طاب مسكه
ولـو ماج في بئرين ما ماج رمله
فيا من يكد النفس في طلب العلا
إذا كـبرت نفـس الفتى طال شغله
فــان مــا ثلـوه صـورة وتخيلا
فاغمارنـا بالمـاء والآل شـكله
وليس الفتى يرجى إذا ابيض رأسه
ولكنــه يرجـى إذا ابيـض فعلـه
إليـك زففـت الشـعر يقـرب فهمه
وينـأى علـى طبع المساجل سهله
يـــرق فلا اذن الفصــيح تمجــه
كريهــاً ولا نفـس البليـد تملـه
إذا شــئتم جزلــي تلاطـم مـوجه
وإن شــئتم عــذبي ترقـرق طلـه
ولهــم ســيفٌ فـي فـؤادي مغمـد
يكـاد علـى رأسـي وعنقـي يسـله
ويـا ليتنـي إذ لم أنل بفضيلتي
علـى كنـت منقوصـاً يسـليه جهله
وغيــر قليـلٍ مـا بلغـت بعزكـم
ولكننــي فــي جــودكم اسـتقله
عبد الواحد بن محمد بن علي بن الحريش الإصبهاني أبو القاسم المعروف بابن الحريش الأصفهانيشاعر أديب من كبار أعيان عصره التقاه الثعالبي أثناء عمله في خدمة السلطان مسعود بن محمود الغزنوي وذكره في معظم كتبه، وكان أحد من بطش بهم السلطان مسعود عام 420هـ وترجم له الثعالبي في اليتيمة قال:بقية الشعراء المفلقين وافراد الدهر المبرزين وأقمار الأرض الجامعين بين بلاغة النثر وبراعة النظم وهو اصبهاني المولد رازي الموطن غزنوي النعمة نيسابوري التربة ولم يزل بالري في ظل الكفاية يطير ويقع ويفيد ويخفق إلى أن طلعت الدولة المحمودية فانضاف إليها وصرف إلى خدمتها وارتبط في جملتها وتوفر حظه من نعمتها ورسم له الإنتقال في صحبة الراية العالية إلى خراسان ومنها إلى الحضرة بغزنة حرسها الله ففعل ولم يزل مقيماً بها عزيزاً مكرماً ولجلائل الأعمال مرشحاً إلى أن طلعت الراية المسعودية به أدام الله رفعتها فزيد في اجلاله إلى أن كر الركاب العالي إلى نيسابور وهو مشرف بخدمته مرتبط في جملته موفر الحظ من نعمه ومواهبه فجمعتني بها وإياه مناسبة الأدب وفتقنا نوافج المذاكرة وتجاذبنا أهداب المحاضرة والمناشدة ولذ لنا العيش وطاب الوقت بالمعاشرة فأنشدني يوماً لنفسهقصيدةً منها هذا البيت:وليل خداري الجناح مخدر الص باح حرون النجم طاولته فكرافاستعدته إياه فأعاد فقلت له أو علمت أنه مرصع وفيه تجنيس وتسجيع واستعارة وطباق فاستفسرني فقلت: أما التجنيس فقولك خداري الجناح ومخدر، وأما التسجيع فقولك خداري الجناح ومخدر، وأما التسجيع فقولك خداري الجناح مخدر الصباح، وأما الاستعارة فقولك حرون النجم، وأما الطباق فجمعك بين الليل والصباح، فقال والله قد نبهتني على ما غفلت عنه، وقام إلي فقبل راسي وقال لي كل حسنٍ، ووصفني بكل جميل وقبل رأسي مرةً أخرى وذلك أني أنشدته مرثيتي للملك الماضي رضي الله عنه وأرضاه:عجباً من تماسك الأفلاك ومساغ الزلال في الأحناكوثبات الجبال بعد زوال الطو د ذي الطول مالك الأملاكفلسان الزمان شاكٍ وطرف الد هر باكٍ والرزء في الملك ناكقال: (ولم تطل أيامنا حتى أصابته عين الكمال فلحق باللطيف الخبير في جمادي الأولى سنة اربع وعشرين واربع مائة)