
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
ملــوك فأمــا حــالهم فعبيــد
وطيــرٌ ولكــنّ الجــدود قعــود
أقـاموا على متن السحاب فأرضهم
بعيــد وأقطــار السـماء بعيـد
مجانينُ تاهوا في الخيال فودعوا
رواحـة هـذا العيـش وهـو رغيـد
ومـا سـاء حظ الحالمين لو أنهم
تــدوم لهــم أحلامهــم وتجــود
فـوا رحمتـا للظـالمين نفوسـهم
ومــا أنصــفتهم صــحبة وجـدود
ويـذرون مـن مـس العذاب دموعهم
فيُنظــم منهــا جــوهر وعقــود
بني الأرض كم من شاعر في دياركم
غــبين وغبــن الشـاعرين شـديد
بنـي الأرض أولـى بالحياة جميلة
محــبٌ عليهــا مــن حلاه نضــود
محــبٌّ تنــاجيه بأسـرار قلبهـا
ومهمـا تـردْ في العيش فهو يريد
علـى أنـه قـد يبلغ السؤل خاطب
خلــيّ ويُــزوى عـن هـواه عميـد
بني الأرض لا تنضوا له السيف إنه
يُـذاد عـن الـدنيا وليـس يـذود
أريـد بـه للنـاس خيـرٌ فلم يزل
بــه عمــهٌ عــن نفســه وشـرود
تجمعــت الأضــداد فيــه فحكمـة
وحمـــق وقلـــب ذائب وجمـــود
حُمـاداه صـبر فـي الحياة وإنما
هـي النـار تخبـو سـاعة وتعـود
مقيـم علـى عـرش الطبيعـة حاضر
ولكنـــه بيــن الأنــام فقيــد
إذا جـال بالعينين فالكون بيته
فــإن مـد بـالكفين فهـو طريـد
وأقصـى منـاه فـي الحياة نهاره
وأدنـى منـاه فـي الممـات خلود
يـرى الغيـب عن بعد فمقبل عهده
قــديم وماضــيه القـديم جديـد
إذا عـاش فـي بأسـائه فهـو ميت
وإن مـات عـاش الـدهر وهو شهيد
شـقاوته فـي الشـعر وهـو هناؤه
وليــس لــه عـن حـالتيه محيـد
جنـون أحـق النـاس طـرّاً بهجـره
أولـو الفهم لو أن الفهوم تفيد
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا