
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
رَبَّ الجمـال ألا بكيـت على الصبا
فالـدمع ليـس علـى الصبا بكثير
ودعـتَ حسـنك يـا حـبيب ولم يقف
هــذا الفضــاء مودعــا للنـور
وجـه السـماوات الوضـاء كعهـده
وأرى الزيـادة فـي وجـوه الحور
والــروض ينشــر كـل يـوم حلـة
شـتى الفنـون جديـدة التحـبير
وملاحــة كــانت عليــك تغيــرت
أهــون بــذاك علـيَّ مـن تغييـر
أهـون بـذاك أجل لو استبقيت لي
قلبــاً يطــالع نـور كـل منيـر
يـا بـاخلاً برضـى النفـوس لعلـه
أربَـى وِطابُـك بالرضـى المـذخور
مـا بـال حسنك قد بخلت فلم يدم
والشــئ لا يفنـى علـى التقـتير
ذهبـت بشاشـته ولـم تخلـف سـوى
تعــبيسَ شــاك واكــتئابَ أسـير
فاسـكب عليـه مـدامعَ استوعبتها
مــن جفــن كــل مــتيم مهجـور
كـــانت تطلـــك والظلام مخيــم
والطــل لا يســري لغيــر نضـير
واذكــر جمالــك لا بقلـب مـودع
يرجــو اللقـاء ولا بقلـب غريـر
ودِّعْــه توديـع العجـوز وحيـدها
والشــيخ فلـذة قلبـه المفطـور
لا غائبـــاً يرجــى ولا متبــدلاً
ينســى ولا يســلى لــه بنظيــر
واسـهدْ عليـه الليـل سـهدَ معذب
لا يملــك الشـكوى مـن المقـدور
وانـدمْ عليـه ندامـة لـم يروها
راوي الضــمائر عـن أعـف ضـمير
قل أيها الحسن الشهيد ألا انتقم
مــن قاتــل لــك واتـر موتـور
وابعـث خيالـك في المنام يزوره
سـحراً بأنفـاس الهـوى المعطيـر
ومواعــد الأحبـاب فـي خلـواتهم
ومواقــع القبلات فــي الـديجور
وبعاشـــقين تعــوده أطيــافهم
غلـــس الظلام بلاعــج التــذكير
يـدعونه هـزؤاً كمـا نصـبت لهـم
هــزؤاً حبــائل طيفـه المقبـور
نـدم يـرد لـك النضـارة والصبا
لـو كـان يحيـا الميت بالتكفير
أمودّعــاً حســن الأحبــة إننــي
ودعــت قلــب الهـائم المغـرور
ميتـان فـي جـدث نزورهمـا معـا
وا وحشـــتا مــن زائر ومــزور
يهنيــك أنــك لا تــزال مقيـدي
بــك حيـن لا شـوق إليـك مـثيري
لـم أبـك وجهـك إذ بكيـت وإنما
أرثــي خــرائب عــالم مــدثور
فـاعجب لمـن يبكـي فجيعـة سرمد
بــدموع مبتــور الحيـاة حسـير
أغلـى جمالـك فـي النـواظر أنه
عــوض لشـين فـي النفـوس وفيـر
وأنــاله منــا المقــادة أنـه
فـي الأرض رمـز كمالهـا المحظور
فـإذا وقفـت تـودع الحسـن الذي
وارَيْتَــه فــرداً بغيــر نظيــر
ودعــت قلـبي والشـباب وخـاطري
والحســن والــدنيا وكـل أثيـر
عباس بن محمود بن إبراهيم بن مصطفى العقاد: إمام في الأدب، مصري، من المكثرين كتابة وتصنيفاً مع الإبداع. أصله من دمياط، انتقل أسلافه إلى المحلة الكبرى، وكان أحدهم يعمل في "عقادة" الحرير. فعرف بالعقاد. وأقام أبوه "صرافا" في اسنا فتزوج بكردية من أسوان. وولد عباس في أسوان وتعلم في مدرستها الابتدائية. وشغف بالمطالعة. وسعى للرزق فكان موظفا بالسكة الحديدية وبوزارة الأوقاف بالقاهرة ثم معلما في بعض المدارس الأهلية. وانقطع إلى الكتابة في الصحف والتأليف، وأقبل الناس على ما ينشر. تعلم الإنكليزية في صباه وأجادها ثم ألم بالألمانية والفرنسية وظل اسمه لامعا مدة نصف قرن أخرج في خلالها من تصنيفه 83 كتاباً، في أنواع مختلفة من الأدب الرفيع، منها كتاب (عن الله) و (عبقرية محمد) و (عبقرية خالد) و (عبقرية عمر) و (عبقرية علي) و (عبقرية الصديق) و (رجعة إبي العلاء) و (الفصول) و (مراجعات في الأدب والفنون) و (ساعات بين الكتب) و (ابن الرومي) و (أبو نواس) و (سارة) و (سعد زغلول) و (المرأة في القرآن) و (هتلر) و (إبليس) و (مجمع الأحياء) و (الصديقة بنت الصديق) و (عرائس وشياطين) و (ما يقال عن الإسلام) و (التفكير فريضة اسلامية) و (أعاصير مغرب) و (المطالعات) و (الشذور) و (ديوان العقاد) وكلها مطبوعة متداولة. وصدر له بعد وفاته كتاب سماه ناشره (أنا بقلم عباس محمود) وكان من أعضاء المجامع العربية الثلاثة (دمشق والقاهرة وبغداد) شعره جيد. ولما برزت حركة التحلل من قواعد اللغة وأساليب الفصحى عمل على سحقها. وكان أجش الصوت، في قامته طول، نعت من أجله بالعملاق. توفي بالقاهرة ودفن بأسوان. (عن الأعلام للزركلي)قلت أنا بيان:أصدر العقاد حتى سنة 1921م ثلاثة دواوين هييقظة الصباح 1916وهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921ضم إليهاديواناً رابعاً هو أشجان الليل نشرها في عام 1928م في ديوان واحد باسم "ديوان العقاد".وفي سنة 1933 أصدر ديوانين هما: وحي الأربعين وهدية الكروانوفي سنة 1937م أصدر ديوان عابر سبيلوفي سنة 1942م أصدر ديوانه أعاصير مغرب وكان عمره قد نيف على الخمسين.وبعد الأعاصير1950وما بعد البعد عام 1967موفي عام 1958 أصدر كتاب " ديوان من الدواوين" اختار منه باقة من قصائد الدواوين العشرة:يقظة الصباح 1916ووهج الظهيرة 1917وأشباح الأصيل 1921وأشجان الليل1928وعابر سبيل1937ووحي الأربعين 1942وهدية الكروان1933وأعاصير المغرب1942وبعد الأعاصير1950وقصائد من ديوان : ما بعد البعد الذي نشر لاحقا عام 1967موجمع الأستاذ محمد محمود حمدان ما تفرق من شعر العقاد في الصحف ولم يرد في هذه الدواوين ونشرها بعنوان "المجهول المنسي من شعر العقاد" وسوف أقوم تباعا إن شاء الله بنشر كل هذه الدواوين في موسوعتنا