
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنْ راكِـبٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سالِماً
حَتَّـى يُبَلِّـغَ مـا أَقُـولُ الْأَصـْيَدا
إِنَّ الْبَنِيــنَ شـِرارُهُمْ أَمْثـالُهُمْ
مَــنْ عَـقَّ والِـدَهُ وَبَـرَّ الْأَبْعَـدا
أَتَرَكْـتَ دِيـنَ أَبِيـكَ وَالشُّمِّ الْأُلَى
أَوْدَوْا وَتـابَعْتَ الْغَـداةَ مُحَمَّـدا
فَلِأَيِّ أَمْــرٍ يــا بُنَــيَّ عَقَقْتَنِـي
وَتَرَكْتَنِـي شـَيْخاً كَبِيـراً مُفْنَـدا
أَمَّـا النَّهـارُ فَـدَمْعُ عَيْنِي ساكِبٌ
وَأَبِيـتُ لَيْلِـي كَالسـَّلِيمِ مُسـَهَّدا
فَلَعَــلَّ رَبّـاً قَـدْ هَـداكَ لِـدِينِهِ
وَبِـــدِينِهِ لا تَتْرُكَنِّــي مُوْحَــدا
وَاعْلَـمْ بِأَنَّـكَ إِنْ قَطَعْـتَ قَرابَتِي
وَعَقَقْتَنِــي لَـمْ أُلْـفَ إِلَّا لِلْعِـدَى
سَلَمةَ السُّلَمِيّ، أبو الأَصْيَدِ السُّلَمِيّ، شاعرٌ مخضرمٌ من شُعراءِ بني سُلَيْم، وَقَعَ ابنُهُ الأَصْيَدُ في الأَسْرِ في سريَّةٍ بعثَ بها النَّبيُّ صلّى اللهُ عليهِ وسلّم إلى بني سُلَيْم، فلمَّا رآهُ عليه الصلاة والسلامُ رقَّ لَهُ، وعَرَضَ عليهِ الإسلامَ، فأسلَم، فبلَغَ ذلكَ أباهُ وكانَ شَيْخاً فكتَبَ إليهِ يقولُ في أبياتٍ أوّلها:مَــنْ راكِـبٌ نَحْوَ الْمَدِينَةِ سالِماًحَــتَّى يُبَلِّـغَ مـا أَقُـولُ الْأَصْيَداأَتَرَكْـتَ دِيـنَ أَبِيـكَ وَالشُّمِّ الْأُلَىأَوْدُوا وَتـابَعْتَ الْغَـداةَ مُحمَّـدافلمَّا قَرَأ كتابَ أَبِيهِ أتى النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلّم فأخبرَهُ واستأذَنَهُ في جوابِهِ، فأَذِنَ لَهُ، فكَتَبَ إليهِ أبياتاً مطلعها:إِنَّ الَّــذِي سَـمَكَ السَّـماءَ بِقُدْرَةٍحــتَّى عَلا فِــي مُلْكِــهِ فَتَوَحَّـدابَعَــثَ الَّـذي لا مِثْلُـهُ فِيما مَضَىيَــدْعُو لِرَحْمَتِـهِ النَّـبِيَّ مُحَمَّـدافلمَّا قرأَ كتابَ ابْنِهِ أقبلَ إلى النبيِّ صلّى الله عليه وسلّمَ فأسلَمَ.