
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
طَرِبْـتُ وَمـا شـَوْقاً إِلَـى الْبِيـضِ أَطْرَبُ
وَلا لَعِبــــاً أَذُو الشــــَّيْبِ يَلْعَــــبُ
وَلَــمْ يُلْهِنِــي دارٌ وَلا رَســْمُ مَنْــزِلٍ
وَلَــــمْ يَتَطَرَّبْنِـــي بَنَـــانٌ مُخَضـــَّبُ
وَلا أَنــا مِمَّـنْ يَزْجُـرُ الطَّيْــرَ هَمُّــهُ
أَصـــَاحَ غُــــرَابٌ أَمْ تَعَـــرَّضَ ثَعْلَــبُ
وَلا الســـَّانِحَاتُ الْبَارِحَـــاتُ عَشــِيَّةً
أَمَــرَّ ســَلِيمُ الْقَــرْنِ أَمْ مَــرَّ أَعْضـَبُ
وَلكِـنْ إِلَـى أَهْــلِ الْفَضـَائِلِ وَالنُّهَـى
وَخَيْــرِ بَنِــي حَــوَّاءَ وَالْخَيْــرُ يُطْلَـبُ
إِلَــى النَّفَـرِ الْبِيـضِ الَّـذِينَ بِحُبِّهِـمْ
إِلَــى اللــهِ فِيمَــا نَـابَنِي أَتَقَــرَّبُ
بَنِــي هَاشــِمٍ رَهْــطِ النَّبِــيِّ فَـإنَّنِي
بِهِــمْ ولَهُــمْ أَرْضــَى مِــرَاراً وَأَغْضـَبُ
خَفَضــْتُ لَهُــمْ مِنِّــي جَنَــاحَيْ مَــوَدَّةٍ
إِلَـــى كَنَــفٍ عِطْفَــاهُ أَهْــلٌ وَمَرْحَــبُ
وَكُنْـــتُ لَهُـــمْ مِــنْ هَــؤُلاكَ وَهَــؤُلا
مِجَنّــــاً عَلَـــى أَنِّـــي أُذَمُّ وَأُقْصــَبُ
وَأُرْمَــى وَأَرْمِــي بِالْعَــدَاوَةِ أَهْلَهـا
وَإِنِّـــــي لِأُوذَى فِيهُـــــمُ وَأُؤَنَّــــبُ
فَمـا سـَاءَنِي قَــوْلُ امْـرِئٍ ذِي عَـدَاوَةٍ
بِعَـــوْراءَ فِيهِــمْ يَجْتَــدِينِي فَيَجْــدُبُ
فَقُــلْ لِلَّـذِي فِـي ظِـلِّ عَمْيَـاءَ جَوْنــَةٍ
يَـرَى الْجَـوْرَ عَـدْلاً أَيْـنَ لا أَيْـنَ تَـذْهَبُ
بِــــأَيِّ كِتَـــابٍ أَمْ بِأَيَّـــةِ ســـُنَّةٍ
تَــرَى حُبَّهُــمْ عَــاراً عَلَــيَّ وَتَحْســَبُ
أَأَسـْلَمُ مـا تَـأْتِي بِــهِ مِـنْ عَــدَاوَةٍ
وَبُغْــضٍ لَهُــمْ لا جَيْــرِ بَـلْ هُـوَ أَشـْجَبُ
ســَتُقْرَعُ مِنْهَــا ســِنُّ خَزْيَــانَ نَـادِمٍ
إِذا الْيَــومُ ضـَمَّ النَّـاكِثِينَ الْعَصَبْصـَبُ
فَمَـــا لِـــيَ إِلّا آلَ أَحْمَـــدَ شــِيعَةٌ
وَمَــا لِــيَ إِلّا مَشــْعَبَ الْحَــقِّ مَشــْعَبُ
وَمَــنْ غَيْرَهُــمْ أَرْضــَى لِنَفْسـِيَ شـِيعَةً
وَمَــنْ بَعْــدَهُمْ لا مَــنْ أُجِــلُّ وَأُرْجَــبُ
أُرِيــــبُ رِجَــالاً مِنْهُـــُم وَتُرِيبُنِــي
خَلائِقُ مِمَّـــا أَحْـــدَثُوا هُـــنَّ أَرْيَــبُ
إِلَيْكُـــمْ ذَوِي آلِ النَّبِـــيِّ تَطَلَّعَـــتْ
نَــوَازِعُ مِــنْ قَلْبِــي ظِمــاءٌ وَأَلْبَــبُ
فَــإِنِّي عَــنِ الْأَمْــرِ الَّـذِي تَكْرَهُـونَهُ
بِقَــوْلِي وَفِعْلِــي مــا اسـْتَطَعْتُ لَأَجْنَـبُ
يُشـــِيرُونَ بِالْأَيْــدِي إِلَــيَّ وَقَــوْلُهُمْ
أَلا خَـــابَ هَــذا وَالْمُشــِيرُونَ أَخْيَــبُ
فَطَائِفَـــةٌ قَـــدْ أَكْفَرَتْنِــي بِحُبِّكُــمْ
وَطَائِفَــــةٌ قَـــالُوا مُســِيءٌ وَمُــذْنِبُ
فَمـا سـاءَنِي تَكْفِيــرُ هَاتِيـكَ مِنْهُــمُ
وَلا عَيْــبُ هاتِيــكَ الَّتِــي هِــيَ أَعْيَـبُ
يُعِيبُـــونَنِي مِــنْ خُبْثِهِــمْ وَضــلالِهِمْ
عَلَــى حُبِّكُــمْ بَــلْ يَســْخَرُونَ وَأَعْجَــبُ
وَقــــالُوا تُرَابِــيٌّ هَــوَاهُ وَرَأْيُــهُ
بِــــذلِكَ أُدْعَـــى فِيهُــــمُ وَأُلَقَّـــبُ
عَلَــى ذاكَ إِجْرِيّــايَ فِيكُــمْ ضـَرِيبَتِي
وَلُــو جَمَعُــوا طُــرَّاً عَلَــيَّ وَأَجْلَبُـوا
وَأَحْمِـــلُ أَحْقَـــادَ الْأَقَــارِبِ فِيكُــمُ
وَيُنْصــَبُ لِــي فِــي الْأَبْعَــدِينَ فَأَنْصـُبُ
بِخـــاتِمِكُمْ غَصــْباً تَجُــوزُ أُمُــورُهُم
فَلَــــمْ أَرَ غَصْــــباً مِثْلَــهُ يَتَغَصــَّبُ
وَجَــدْنَا لَكُــمْ فِــي آلِ حَـامِيمَ آيـةً
تَأَوَّلَهَـــا مِنَّـــا تَقِــــيُّ وَمُعْــــرِبُ
وَفِــي غَيْرِهــا آيــاً وَآيـاً تَتَـابَعَتْ
لَكُــمْ نَصـَبٌ فِيهَـا لِــذِي الشـَّكِّ مُنْصـِبُ
بِحَقِّكُــــمُ أَمْســَتْ قُرَيْـــشٌ تَقُودُنــا
وَبِالْفَــذِّ مِنْهــا وَالرَّدِيفَيْــنِ نُرْكَــبُ
إِذا اتَّضـــَعُونا كـــارِهِينَ لِبَيْعَـــةٍ
أَنَـــاخُوا لِأُخْـــرَى وَالْأَزِمَّـــةُ تُجْــذَبُ
رُدَافَــى عَلَيْنَــا لَـمْ يُسـِيمُوا رَعِيَّـةً
وَهَمُّهُــــمُ أَنْ يَمْتَرُوهـــا فَيَحْلُبُـــوا
لِيَنْتَتِجُوهـــا فِتْنَـــةً بَعْــدَ فِتْنَــةٍ
فَيَفْتَصـــِلُوا أَفْلاءَهــا ثُــمَّ يَرْبُبُــوا
أَقارِبُنَــــا الْأَدْنَــوْنَ مِنْهُــمْ لِعَلَّــةٍ
وَسَاســـَتُنا مِنْهُــــمْ ضـــِبَاعٌ وَأَذْؤُبُ
لَنَــا قَــائِدٌ مِنْهُــمْ عَنِيــفٌ وَسـَائِقٌ
يُقَحِّمُنـــا تِلـــكَ الْجَراثِيــمَ مُتْعِــبُ
وَقَــالُوا وَرِثْنَاهَــا أَبانــا وَأُمَّنـا
وَمَــــــا وَرَّثَتْهُـــــمْ ذاكَ أُمٌّ وَلَا أَبُ
يَـرَوْنَ لَهُـمْ فَضْــلاً عَلَـى النَّاسِ وَاجِباً
ســـَفَاهاً وَحَـــقُّ الْهاشــِمِيِّينَ أَوْجَــبُ
وَلَكِــنْ مَــوَارِيثُ ابْـنِ آمِنَــةَ الَّـذِي
بِـــهِ دَانَ شـــَرْقِيٌّ لَكُــــمْ وَمُغَـــرِّبُ
فِــدَىً لَـكَ مَوْرُوثـاً أَبِـي وَأَبُـو أَبِـي
وَنَفْسـِي وَنَفْسـِي بَعْــدُ بِالنَّـاسِ أَطْيَــبُ
بِـكَ اجْتَمَعَـتْ أَنْســَابُنَا بَعْــدَ فُرْقَـةٍ
فَنَحْــنُ بَنُــو الْإِســْلامِ نُــدْعَى وَنُنْسـَبُ
حَياتُـــكَ كــانَتْ مَجْــدَنا وَســَناءَنا
وَمَوْتُـــكَ جَــــدْعٌ لِلْعَرانِيــنِ مُرْعَــبُ
وَأَنْــتَ أَمِيـنُ اللَّــهِ فِي النَّاسِ كُلِّهِمْ
عَلَيْنــا وَفِيمــا احْتـازَ شـَرْقٌ وَمَغْـرِبُ
وَنَســـْتَخْلِفُ الْأَمْــواتَ غَيْــرَكَ كُلَّهُــمْ
وَنُعْتَــبُ لَــوْ كُنَّـا عَلَـى الْحَـقِّ نُعْتَـبُ
وَبُــورِكْتَ مَوْلُــوداً وَبُــورِكْتَ نَاشـِئاً
وَبُــورِكْتَ عِنْـدَ الشـَّيْبِ إِذْ أَنْـتَ أَشـْيَبُ
وَبُــورِكَ قَبْــرٌ أَنْــتَ فِيــهِ وَبُـورِكَتْ
بِـــهِ وَلَـــهُ أَهْـــلٌ لِـــذَلِكَ يَثْــرِبُ
لَقَــدْ غَيَّبُــوا بِــرَّاً وَصـِدْقاً وَنَـائِلاً
عَشــــِيَّةَ وَارَاكَ الصـــَّفِيحُ الْمُنَصـــَّبُ
يَقُولُــونَ لَــمْ يُــورَثْ وَلَـوْلا تُرَاثُـهُ
لَقَـــدْ شــَرِكَتْ فِيــهِ بَكِيــلٌ وَأَرْحَــبُ
وَعَــــكٌّ وَلَخْـــمٌ وَالســَّكُونُ وَحِمْيَــرٌ
وَكِنْـــدَةُ وَالْحَيَّـــانِ بَكْـــرٌ وَتَغْلِــبُ
وَلانْتَشـــَلَتْ عِضــْوَيْنِ مِنْهَــا يُحَــابِرٌ
وَكَــانَ لِعَبْــدِ الْقَيْــسِ عِضــْوٌ مُــؤَرَّبُ
وَلانْتَقَلَــتْ مِــنْ خِنْــدِفٍ فِــي سـِوَاهُمُ
وَلاقْتَــدَحَتْ قَيْــسٌ بِهــا ثُــمَّ أَثْقَبُـوا
وَمَــا كَـانَتِ الْأَنْصـارُ فِيهَــا أَذِلَّــةً
وَلا غُيَّبــاً عَنْهــا إِذَا النَّــاسُ غُيَّــبُ
هُــمُ شـَهِدُوا بَـدْراً وَخَيْبَــرَ بَعْــدَها
وَيَــــوْمَ حُنَيْــــنٍ وَالــدِّمَاءُ تَصــَبَّبُ
وَهُـمْ رَئِمُوهـا غَيْــرَ ظَــأْرٍ وَأَشْـبَلُوا
عَلَيْهَــا بِــأَطْرَافِ الْقَنَــا وَتَحَــدَّبُوا
فَــإِنْ هِــيَ لَـمْ تَصـْلُحْ لِحَــيٍّ سـِواهُمُ
فَـــإِنَّ ذَوِي الْقُرْبَـــى أَحَــقُّ وَأَقْــرَبُ
وَإِلّا فَقُولُـــوا غَيْرَهـــا تَتَعَرَّفُـــوا
نَوَاصــِيَها تَــرْدِي بِنَــا وَهْــيَ شــُزَّبُ
عَلامَ إِذَا زَارَ الزُّبَيْــــرَ وَنَافِعــــاً
بِغَارَتِنـــا بَعْـــدَ الْمَقَــانِبِ مِقْنَــبُ
وَشــاطَ عَلَــى أَرْمَاحِنــا بِادِّعائِهَــا
وَتَحْوِيلِهــــا عَنْكُــمْ شــَبِيبٌ وَقَعْنَــبُ
نُقَتِّلُهُــــــمْ جِيلاً فَجِيلاً نَرَاهُــــــمُ
شـــَعَائِرَ قُرْبـــانٍ بِهِـــمْ يُتَقَــــرَّبُ
لَعَــلَّ عَزِيــزاً آمِنــاً سـَوْفَ يُبْتَلَــى
وَذَا ســـَلَبٍ مِنْهُـــمْ أَنِيـــقٍ سَيُســْلَبُ
إِذا أَنْتَجُــوا الْحَرْبَ الْعَـوَانَ حُوارَها
وَحَــــنَّ شـــَرِيحٌ بِالمَنَايــا وَتَنْضــُبُ
فَيــا لَـكَ أَمْـراً قَـدْ أُشـِتَّتْ أُمُــورُهُ
وَدُنْيَـــا أَرَى أَسْــــبَابَها تَتَقَضـــَّبُ
يَرُوضــُونَ دِيـنَ اللَّــهِ صـَعْباً مُحَرَّمـاً
بِــأَفْواهِهِمْ وَالــرَّائِضُ الـدِّينَ أَصْــعَبُ
إِذَا شـَرَعُوا يَوْمـاً عَلَـى الْغَـيِّ فِتْنَـةً
طَرِيقُهُــمُ فِيهَــا عَــنِ الْحَــقِّ أَنْكَــبُ
رَضـــُوا بِخِلافٍ الْمُهْتَـــدِينَ وَفِيهُـــمُ
مُخَبَّـــأَةٌ أُخْـــرَى تُصـــَانُ وَتُحْجَــــبُ
وَإِنْ زَوَّجُــوا أَمْرَيْــنِ جَــوْرَاً وَبِدْعَــةً
أَنَــاخُوا لِأُخْــرَى ذاتِ وَدْقَيْــنِ تُخْطَــبُ
أَلَجُّــوا وَلَجُّــوا فِـي بِعــادٍ وَبِغْضـَةٍ
فَقَــدْ نَشـِبُوا فِـي حَبْـلِ غَـيٍّ وَأَنْشـَبُوا
تَفَرَّقَـــتِ الـــدُّنْيا بِهِــمْ وَتَعَرَّضــَتْ
لَهُــمْ بِالنِّطــافِ الْآجِنَــاتِ فَأُشــْرِبُوا
حَنَانَيْــكَ رَبَّ النَّــاسِ مِـنْ أَنْ يَغُرَّنِـي
كَمــا غَرَّهُــمْ شـرْبُ الْحَيَــاةِ الْمُنَضـَّبُ
إذَا قِيـلَ هَــذَا الْحَــقُّ لا مَيْـلَ دُونَهُ
فَأَنْقَاضـُهُمْ فِـي الْغَــيِّ حَسْــرَى وَلُغَّــبُ
وَإِنْ عَرَضـــَتْ دُونَ الضـــَّلالَةِ حَوْمَـــةٌ
أَخَاضــُوا إِلَيْهَــا طَــائِعِينَ وَأَوْثَبُـوا
وَقَـدْ دَرَسـُوا الْقُـرْآنَ وَافْتَلَجُـوا بِـهِ
فَكُلُّهُــــــمُ رَاضٍ بِـــــهِ مُتَحَـــــزِّبُ
فَمِــنْ أَيْــنَ أَوْ أَنَّـى وَكَيْــفَ ضـَلالُهُمْ
هُــدَىً وَالْهَــوَى شــَتَّى بِهِــمْ مُتَشــَعِّبُ
فَيَــا مُوقِـداً نَـاراً لِغَيْــرِكَ ضـَوْؤُها
وَيَــا حَاطِبـاً فِـي غَيْــرِ حَبْلِـكَ تَحْطِـبُ
أَلَـــمْ تَرَنِــي مِــنْ حُــبِّ آلِ مُحَمَّــدٍ
أَرُوحُ وَأَغْــــدُوا خَائِفـــاً أَتَرَقَّــــبُ
كَـــأَنِّيَ جـــانٍ مُحْــــدِثٌ وَكَأَنَّمـــا
بِهِـمْ يُتَّقَـى مِـنْ خَشْــيَةِ الْعُـرِّ أَجْــرَبُ
عَلَــــى أَيِّ جُــرْمٍ أَمْ بِأيَّــةِ ســِيرَةٍ
أُعَنَّــــفُ فِـــي تَقْرِيظِهِـــمْ وَأُؤَنَّـــبُ
أُنــاسٌ بِهِــمْ عَـزَّتْ قُرَيْــشٌ فَأَصـْبَحُوا
وَفِيهِــم خِبَــاءُ الْمَكْرُمَــاتِ الْمُطَنَّــبُ
مُصــَفَّوْنَ فِـي الْأَحْسـَابِ مَحْضـُونَ نَجْرُهُـمْ
هُــمُ الْمَحْـضُ مِنَّـا وَالصـَّرِيحُ الْمُهَــذَّبُ
خِضـــَمُّونَ أَشْـــرَافٌ لَهَــامِيمُ ســادَةٌ
مَطَــاعِيمُ أَيْسـَارٌ إِذَا النَّــاسُ أَجْدَبُوا
إِذَا مــا الْمَراضـِيعُ الْخِمَـاصُ تَـأَوَّهَتْ
مِــنَ الْبَــرْدِ إِذْ مِثْلاَنِ ســَعْدٌ وَعَقْــرَبُ
وَحَــارَدَتِ النُّكْــدُ الْجِلادُ وَلَــمْ يَكُـنْ
لِعُقْبَـــةِ قِــدْرِ الْمُســْتَعِيرِينَ مُعْقِــبُ
وَبَــاتَ وَلِيــدُ الْحَــيِّ طَيَّـانَ سـَاغِباً
وَكَـــاعِبُهُمْ ذَاتُ الْعِفـــاوَةِ أَسْــــغَبُ
إِذا نَشـــَأَتْ مِنْهُــمِ بِــأَرْضٍ ســَحَابَةٌ
فَلا النَّبْــتُ مَحْظُــورٌ وَلَا الْبَــرْقُ خُلَّـبُ
إِذا ادْلَمَّســَتْ ظَلْمَــاءُ أَمْرَيْـنِ حِنْـدِسٌ
فَبَــدْرٌ لَهُــمْ فِيهَــا مُضــِيءٌ وَكَــوْكَبُ
وَإِنْ هَاجَ نَبْتُ الْعِلْمِ فِي النَّاسِ لَمْ تَزَلْ
لَهُــمْ تَلْعَــةٌ خَضــْرَاءُ مِنْهُــمْ وَمِـذْنَبُ
لَهُــمْ رُتَـبٌ فَضـْلٌ عَلَـى النَّـاسِ كُلِّهِـمْ
فَضـــَائِلُ يَســـْتَعْلِي بِهَــا الْمُتَرَتِّــبُ
مَســـَامِيحُ مِنهُــمْ قَــائِلُونَ وَفَاعِــلٌ
وَســَبَّاقُ غَايَــاتٍ إِلَــى الْخَيْـرِ مُسـْهِبُ
أُولاكَ نَبِـــيُّ اللَّــهِ مِنْهُــمْ وَجَعْفَــرٌ
وَحَمْــزَةُ لَيْــثُ الْفَيْلَقَيْــنِ الْمُجَـــرَّبُ
هُـمُ مـا هُــمُ وِتْـراً وَشـَفْعاً لِقَـوْمِهِمْ
لِفُقْــــدَانِهِمْ مــا يُعْــذَرُ الْمُتَحَــوِّبُ
قَتِيـلُ التَّجُـوبِيِّ الَّـذِي اسـْتَوْأَرَتْ بِـهِ
يُســاقُ بِــهِ ســَوْقاً عَنِيفــاً وَيُجْنَــبُ
مَحَاســِنُ مِــنْ دُنْيــا وَدِيـنٍ كَأَنَّمــا
بِهَــا حَلَّقَــتْ بِــالْأَمْسِ عَنْقَــاءُ مُغْـرِبُ
لِنِعْــمَ طَبِيـبُ الـدَّاءِ مِـنْ أَمْـرِ أُمَّـةٍ
تَوَاكَلَهــــا ذُو الطِّـــبِ وَالْمُتَطَبِّـــبُ
وَنِعْـــمَ وَلِــيُّ الْأَمْــرِ بَعْــدَ وَلِيِّــهِ
وَمُنْتَجَـــعُ التَّقْــوى وَنِعْــمَ الْمُــؤَدِّبُ
سـَقَى جُـرَعَ الْمَـوْتِ ابْـنَ عُثْمانَ بَعْدَما
تَعَاوَرَهـــا مِنْـــهُ وَلِيـــدٌ وَمَرْحَـــبُ
وَشــَيْبَةَ قَــدْ أَثْــوَى بِبَــدْرٍ يَنُوشـُهُ
غُــدافٌ مِــنَ الشـُّهْبِ الْقَشـَاعِمِ أَهْــدَبُ
لَـــهُ عُـــوَّدٌ لا رَأْفَـــةً يَكْتَنِفْنَـــهُ
وَلا شـــَفَقاً مِنْهـــا خَوَامِـــعُ تَعْتُــبُ
لَـــهُ ســـُتْرَتا بَســْطٍ فَكَــفٌّ بِهَــذِهِ
يُكَـــفُّ وَبِـــالْأُخْرَى الْعَــوَالِي تُخَضــَّبُ
وَفِــي حَســَنٍ كَــانَتْ مَصــادِقُ لِاســْمِهِ
رِئَابٌ لِصــــَدْعَيْهِ الْمُهَيْمِـــنُ يَـــرْأَبُ
وَحَــزْمٌ وَجُــودٌ فِــي عَفَــافٍ وَنــائِلٍ
إِلَــى مَنْصــِبٍ مــا مِثْلُـهُ كَـانَ مَنْصـِبُ
وَمِــنْ أَكْبَــرِ الْأَحْـدَاثِ كَـانَتْ مُصـِيبَةً
عَلَيْنَـــا قَتِيــلُ الْأَدْعِيــاءِ الْمُلَحَّــبُ
قَتِيــلٌ بِجَنْــبِ الطَّـفِّ مِـنْ آلِ هَاشِــمٍ
فَيَــا لَــكَ لَحْمـاً لَيْــسَ عَنْــهُ مُـذَبِّبِ
وَمُنْعَفِـــرُ الْخــدَّيْنِ مِــنْ آلِ هاشــِمٍ
أَلَا حَبَّــــذا ذَاكَ الْجَبِيـــنُ الْمُتَــرَّبُ
قَتِيــلٌ كَــأَنَّ الْــوُلَّهَ النُّكْـدَ حَـوْلَهُ
يَطُفْــنَ بِــهِ شــُمَّ الْعَرَانِيــنِ رَبْــرَبُ
وَلَــنْ أَعْــزِلَ الْعبَّـاسَ صـِنْوَ نَبِيِّنَــا
وَصـــِنْوَانُهُ مِمَّـــنْ أَعُــــدُّ وَأَنْـــدُبُ
وَلا ابْنَيْــهِ عَبْدَ اللَّـهِ وَالْفَضْـلَ إِنَّنِي
جَنِيـــبٌ بِحُــــبِّ الْهَاشــِمِيِّينَ مُصــْحِبُ
وَلا صــاحِبَ الْخَيْــفِ الطَّرِيــدَ مُحَمَّـداً
وَلَــوْ أُكْثِــرَ الْإِيْعَــادُ لِـي وَالتَّرَهُّـبُ
مَضـــَوا ســَلَفاً لَا بُــدَّ أَنَّ مَصــِيرَنا
إِلَيْهِــــمْ فَغَـــادٍ نَحْـــوَهُمُ مُتَــأَوِّبُ
كَــذَاكَ الْمَنَايَــا لا وَضـِيعاً رَأَيْتُهـا
تَخَطَّـــــى وَلا ذَا هَيْبَــــةٍ تَتَهَيَّــــبُ
وَقَــدْ غَـادَروا فِينَـا مَصَابِيحَ أَنْجُمـاً
لَنـــا ثِقَــةً أَيّــانَ نَخْشــَى وَنَرْهَــبُ
أُولئِكَ إِنْ شــَطَّتْ بِهِــمْ غُرْبَـةُ النَّـوَى
أَمـانِيُّ نَفْسـِي وَالْهَـوَى حَيْــثُ يَسـْقَبُوا
فَهَــلْ تُبْلِغَنِّيهِــمْ عَلَـى نَـأْيِ دارِهُـمُ
نَعَــــمْ بِبَلاغِ اللَّــهِ وَجْنَــاءُ ذِعْلِــبُ
مُـــذَكَّرَةٌ لا يَحْمِـــلُ الســَّوْطَ رَبُّهــا
وَلَأْيـــاً مِــنَ الْإِشــْفاقِ مــا يَتَعَصــَّبُ
كَـأَنَّ ابْـنَ آوَى مُوْثَـقٌ تَحْــتَ زَوْرِهــا
يُظَفِّرُهـــا طَـــوْراً وَطَـــوْراً يُنَيِّـــبُ
إِذا مـا احْزَأَلَّـتْ فِـي الْمُنـاخِ تَلَفَّتَتْ
بِمَرْعُــوبَتَيْ هَوْجَــاءَ وَالْقَلْــبُ أَرْعَــبُ
إِذا انْبَعَثَــتْ مِـنْ مَبْـرَكٍ غـادَرَتْ بِـهِ
ذَوابِــلَ صــُهْباً لَــمْ يَــدِنْهُنَّ مَشْــرَبُ
إِذَا اعْصَوْصــَبَتْ فِــي أَيْنُــقٍ فَكَأَنَّمـا
بِزَجْــرَةِ أُخْــرَى فِــي ســِواهُنَّ تُضــْرَبُ
تَـرَى الْمَـرْوَ وَالْكَـذَّانَ يَرْفَـضُّ تَحْتَهـا
كَمــا ارْفَــضَّ قَيْــضُ الْأَفْـرُخِ الْمُتَقَـوِّبُ
تُـــرَدِّدُ بِالنَّـــابَيْنِ بَعْــدَ حَنِينِهــا
صـــَرِيفَاً كَمـــا رَدَّ الْأَغــانِيَ أَخْطَــبُ
إِذَا قَطَعَـــتْ أَجْــوازَ بِيــدٍ كَأَنَّمــا
بِأَعْلامِهـــا نَــوْحُ الْمَــآلِي الْمُســَلِّبُ
تَعَــــرَّضَ قُــفٌّ بَعْــدَ قُــفٍّ يَقُودُهــا
إِلَــى سَبْســَبٍ مِنْهَــا دَيــامِيمُ سَبْسـَبُ
إِذَا أَنْفَــذَتْ أَحْضـَانَ نَجْـدٍ رَمَـى بِهـا
أَخَاشـــِبَ شــُمّاً مِــنْ تِهَامَــةَ أَخْشــَبُ
كَتُـــومٌ إِذا ضـــَجَّ الْمَطِــيُّ كَأَنَّمــا
تَكَــــرَّمُ عَــــنْ أَخْلاقِهِـــنَّ وَتَرْغَـــبُ
مِـــنَ الْأَرْحَبِيَّــاتِ الْعِتَــاقِ كَأَنَّهــا
شــَبُوبُ صــِوارٍ فَــوْقَ عَلْيــاءَ قَرْهَــبُ
لِيَـــاحٌ كَـــأَنْ بِالْأَتْحَمِيَّـــةِ مُشــْبَعٌ
إِزاراً وَفِــــي قُبْطِيَّــــةٍ مُتَجَلْبِــــبُ
وَتَحْســـــِبُهُ ذَا بُرْقُــــعٍ وَكَــــأَنَّهُ
بِأَسْــــــمالِ جَيْشــــانِيَّةٍ مُتَنَقِّــــبُ
تَضــــَيَّفَهُ تَحْــــتَ الْأَلاءَةِ مَوْهِنــــاً
بِظَلْمـاءَ فِيهـا الرَّعْــدُ وَالْبَـرْقُ صـَيِّبُ
مُلِـــثٌّ مُــرِبٌّ يَحْفِــشُ الْأُكْــمَ وَدْقُــهُ
شـــَآبِيبُ مِنْهــــا وَادِقــاتٌ وَهَيْــدَبُ
كَــأَنَّ الْمَطَافِيــلَ الْمـوالِيهَ وَسْــطَهُ
يُجَـــاوِبُهنَّ الْخَيْــــزُرَانُ الْمُثَقَّــــبُ
يُكــالِئُ مِــنْ ظَلْمــاءَ دَيْجُـورِ حِنْـدِسٍ
إِذا ســارَ فِيهــا غَيْهَــبٌ حَــلَّ غَيْهَـبُ
فَبَــاكَرَهُ وَالشـَّمْسُ لَـمْ يَبْــدُ قَرْنُهـا
بِأُحْـــدانِهِ الْمُسْــــتَوْلِغَاتِ المُكَلِّــبُ
مَجـازِيعَ فِـي فَقْـرٍ مَسـَارِيفَ فِـي غِنَـى
ســـَوابِحَ تَطْفُــو تــارَةً ثُــمَّ تَرْســُبُ
فَكَــانَ ادِّراكــاً وَاعْتِراكــاً كَــأَنَّهُ
عَلَــى دُبُــرٍ يَحْمِيــهِ غَيْــرانُ مُــوأَبُ
يَــذُودُ بِســَحْماوَيْهِ مِــنْ ضــارِياتِها
مَــدَاقِيعَ لَــمْ يَغْثَــثْ عَلَيهِــنَّ مَكْسـَبُ
فَــرَابٍ وَكَــابٍ خَــرَّ لِلْــوَجْهِ فَــوْقَهُ
جَدِيَّـــةُ أَوْدَاجٍ عَلَــى النَّحْــرِ تَشــْخُبُ
وَوَلَّـــــى بِإِجْرِيّــــا وِلافٍ كــــأنَّهُ
عَلَــى الشــَّرَفِ الْأَعْلَــى يُسـَاطُ وَيُكْلَـبُ
أَذلــكَ لا بَــلْ تَيْــكَ غِــبَّ وَجِيفِهــا
إِذا مــا أَكَــلَّ الصــَّارِخُونَ وَانْقَبُـوا
كَــأَنَّ حَصــَى الْمَعْـزَاءِ بَيْـنَ فُرُوْجِهـا
نَـوَى الرَّضـْخِ يَلْقَـى المُصـْعِدَ المُتَصـَوِّبُ
عِرَضــْنَةُ لَيْــلٍ فِـي الْعِرَضـْناتِ جُنَّحـا
أَمـــامَ رِجَــالٍ خَلْــفَ تِيْــكَ وَأَرْكُــبُ
إِذا مـا قَضـَتْ مِـنْ أَهْـلِ يَثْـرِبَ مَوْعِدَاً
فَمَكَّـــةَ مِـــنْ أَوْطَانِهـــا وَالْمُحَصــَّبُ
الكُمَيْتُ بْنُ زَيْدٍ، مِنْ بَنِي أَسَدِ بْنِ خُزَيْمَةَ، وَيُكَنَّى أَبَا الْمُسْتَهِلِّ، وُلِدَ فِي الكوفَةِ سَنَةَ 60 لِلْهِجْرَةِ، وَكَانَ مِنْ أَشْهَرِ الشُّعَراءِ فِي العَصْرِ الأُمَويِّ، وَهُوَ شاعِرُ الهَاشِمِيِّينَ، فَقَدْ كَانَ مَعْرُوفاً بِالتَّشيُّعِ لِبَنِي هاشِمٍ مَشْهُوراً بِذَلِكَ، كَثيرَ المَدْحِ لَهُمْ، وَكَانَ مُتَعَصِّباً لِلْمُضَرِيَّةِ عَلَى القَحْطانِيَّةِ، وَأَشْهَرُ شِعْرِهِ (الْهَاشِمْيَّاتُ) وَهِيَ مِنْ جَيِّدِ شِعْرِهِ وَمُخْتارِهِ، وَكَانَ الكُمَيْتُ عالِماً بِآدابِ العَرَبِ وَلُغَاتِها وَأَخْبارِها وَأَنْسابِها، تُوُفِّيَ سَنَةَ 126 لِلْهِجْرَةِ فِي خِلافَةِ مَرْوانَ بْنِ مُحَمَّدٍ.