
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَقَطَّعَــتِ الأَرحـامُ بَيـنَ العَشـائِرِ
وَأَسـلَمَهُم أَهـلُ التُقـى وَالبَصائِرِ
وَحَـلَّ اِنتِقـامُ اللَهِ مِن خَلقِهِ بِهِم
لِمـا اِجتَرَمـوهُ مِن رُكوبِ الكَبائِرِ
فَلا نَحـنُ أَظهَرنـا مِنَ الذَنبِ تَوبَةً
وَلا نَحـنُ أَصـلَحنا فَسـادَ السَرائِرِ
وَلَــم نَسـتَمِع مِـن واعِـظٍ وَمُـذَكِّرٍ
فَيَنجَــعَ فينـا وَعـظُ نـاهٍ وَآمِـرِ
فَنَبكـي عَلـى الإِسـلامِ لِمـا تَقَطَّعَت
رَحــاهُ وَرَجـى خَيرَهـا كُـلُّ كـافِرِ
فَأَصـبَحَ بَعـضُ النـاسِ يَقتُلُ بَعضَهُم
فَمِـن بَيـنِ مَقهـورٍ ذَليـلٍ وَقـاهِرِ
وَصـارَ رَئيـسُ القَـومِ يُحَمِّـلُ نَفسَهُ
وَصــارَ رَئيسـَاً فيهُـمُ كُـلُّ شـاطِرِ
فَلا فــاجِرٌ لِلبَــرِّ يَحفَــظُ حُرمَـةً
وَلا يَسـتَطيعُ البَـرُّ دَفعـاً لِفـاجِرِ
فَمِن قائِمٍ يَدعو إِلى الجَهلِ عامِداً
وَمِــن أَوَّلِ قَــد ســَنَّ عَنّـا لِآخِـرِ
تَراهُـم كَأَمثـالِ الذِئابِ رَأَت دَماً
فَـأَمَّتهُ لا تَلـوي عَلـى زَجـرِ زاجِرِ
إِذا هَــدَمَ الأَعــداءُ أَوَّل مَنــزِلٍ
بِســَعيِهِمُ قـاموا بِهَـدمِ الأَواخِـرِ
فَأَصــبَحَتِ الأَغنـامُ بَيـنَ بِيـوتِهِم
تَحُثُّهُــم بِالمُرهَفــاتِ البَــوائِرِ
وَأَصــبَحَ فُسـّاقُ القَبـائِلِ بَينَهُـم
تَشــُدُّ عَلـى أَقرانِهـا بِالخَنـاجِرِ
فَنَبكـي لِقَتلـى مِـن صَديقٍ وَمِن أَخٍ
كَريــمٍ وَمِـن جـارٍ شـَفيقٍ مُجـاوِرِ
وَوالِـدَةٍ تَبكـي بِحُـزنٍ عَلى اِبنِها
فَيَبكـي لَهـا مِـن رَحمَـةٍ كُلُّ طائِرِ
وَكَفَـت بِحُسنِ الصَّبرِ بَعدَ اِنتِحابِها
عَلَيـهِ وَلكِـن دَمعُهـا غَيـرُ صـابِرِ
وَذاتِ حَليــلٍ أَصــبَحَت وَهِـيَ أَيِّـمٌ
وَتَبكـي عَليـهِ بِالـدُموعِ البَوادِرِ
تَقـولُ لَـهُ قَـد كُنـتَ عِزّاً وَناصِراً
فَغُيِّـبَ عَنِّـيَ اليَـومَ عِـزّي وَناصِري
وَأَبكــي لِإِحــراقٍ وَهــدمِ مَنـازِلٍ
وَقَتـلٍ وَإِنهـابِ النِهـى وَالذَخائِرِ
وَإِبـرازِ رَبّـاتِ الخُـدورِ حَواسـِراً
خَرَجـــنَ بِلا خُمـــرٍ وَلا بِمـــآزِرِ
تَراهـا حَيـارى لَيـسَ تَعرِفُ مَذهَباً
نَـوافِرَ أَمثـالِ الظِبـاءِ النَوافِرِ
كَـأَن لَـم يَكُـن دينٌ وَلَم تَكُ غَيرَةٌ
فَيُخرِجُهُـم عَـن هَتـكِ سِترِ الحَرائِرِ
كَـأَن لَـم تَكُن بَغدادُ أَحسنَ مَنظَراً
وَمَلهــىً رَأَتــهُ عَيـنُ لاهٍ وَنـاظِرِ
بَلـى هَكَـذا كـانَت فَـأَذهَبَ حُسنَها
وَبَـدَّدَ مِنهـا الشَملَ حُكمُ المَقادِرِ
وَحَـلَّ بِهِـم مـا حَلَّ بِالناسِ قَبلَهُم
فَأَضـحَوا أَحاديثـاً لِبـادٍ وَحاضـِرِ
أَبَغـدادُ يـا دَارَ المُلوكِ وَمُجتَنى
صـُنوفِ المُنـى يا مُستَقَرَّ المَنابِرِ
وَيا جَنَّةَ الدُنيا وَيا مَطلَبَ الغِنى
وَمُسـتَنبَطَ الأَمـوالِ عِنـدَ المُتاجِرِ
أَبينـي لَنـا أَيـنَ الَّذينَ عَهِدتُهُم
يَحُلّـونَ فـي رَوضٍ مِـنَ العَيشِ ناضِرِ
وَأَيـنَ المُلوك في المَواكِبِ تَغتَدي
تُشـَبَّهُ حُسـناً بِـالنُجومِ الزَواهِـرِ
وَأَيـنَ القُضـاةُ الحاكِمونَ بِرَأيِهِم
لِــوَردِ أُمــورٍ مُشـكِلاتِ المَصـادِرِ
أَوِ القـائِلونَ النـاطِقونَ بِحِكمَـةٍ
وَرَصــفُ كَلامٍ مِــن خَطيــبٍ وَشـاعِرِ
وَأَيـنَ الجِنـانُ المُؤنِقاتُ بِحُسنِها
وَأَيـنَ قُصـورُ الشـَطِّ بَينَ العَوامِرِ
وَأَيــنَ مَــراحٌ لِلمُلـوكِ عَهِـدتُها
مُزَخرَفَــةً فيهـا صـُنوفُ الجـواهِرِ
تُـرَشُّ بِمـاءِ المِسكِ وَالوَردِ أَرضُها
تَفـوحُ بِهـا مِن بَعدُ ريحُ المَجامِرِ
وَراحَ النَــدامى فيـهِ كُـلَّ عَشـِيَّةٍ
إِلـى كُـلِّ فَيّـاضٍ كَريـمِ العَناصـِرِ
وَلَهــوُ قَيــانٍ يَسـتَجيبُ لِنَغمِهـا
إِذا هُـوَ لَبّاهـا حَنيـنُ المَزامِـرِ
فَمـا لِلمُلـوكِ الغُـرِّ مِن آلِ هاشِمٍ
وَأشياعِهِم فيها اِكتَفوا بِالمَفاخِرِ
يَروحــونَ فـي سـُلطانِهم وَكَأَنَّمـا
يَروحـونَ فـي سُلطانِ بَعضِ المَعاشِرِ
تَخــاذَلَ عَمّــا نـابَهُم كُبَراؤُهُـم
فَنـالَتهُم بِـالظُلمِ أَيـدي الأَصاغِرِ
فَأُقسـِمُ لَـو أَنَّ المُلـوكَ تَناصَروا
لَـذَلَّت لَهـا خَوفـاً رِقابُ الجَبابِرِ
علي بن أبي طالب الأعمى.شاعر عباسي، من شعراء أواخر القرن الثاني.لم يصلنا سوى اسمه ونسبته وبعض شعره، وهو يعد من الشعراء العباسيين المنسيين.له شعر في كتاب شعراء عباسيون منسيون.