
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
أَجِــدَّكَ لَــمْ تَعْـرِفْ أَثـافِيَّ دِمْنَـةٍ
مَــرَرْتَ عَلَــى أَطْلالِهــا لا تُعَــرِّجُ
بَلَـى فَتَـداعَى الـدَّمْعُ حَتَّـى كَأَنَّما
جُفُونُـكَ سـِمْطٌ خـانَهُ السـِّلْكُ مُمْـرَجُ
لَيــالِيَ لَيْلَــى لا تَــزالُ كَأَنَّهـا
هَمِيـجٌ بِـذِي الـدَّثَّيْنِ غَـرَّاءُ عَوْهَـجُ
رَبِيبَــةُ خِــدْرٍ لَـم تُكَشـَّفْ سـُجُوفُهُ
وَفــارَةُ مِسـْكٍ آخِـرَ اللَّيْـلِ تَـأْرَجُ
كَــأَنَّ ثَناياهــا وَبَــرْدَ رُضـابِها
هُــدُوّاً نِطــافٌ بِالْمَســِيلَةِ حَشـْرَجُ
تُشـــَجُّ بِـــهِ رَقْراقَــةٌ صــَرْخَدِيَّةٌ
عَقِيلَـــةُ مَحْــذُوفٍ يَغَــصُّ وَيَنْشــِجُ
تَـذَكَّرْتُها مِـنْ بَعْـدِ ما حالَ دُونَها
مِـنَ النَّـأْيِ طَلْـعٌ بِالْحِجـازِ وَعَوْسَجُ
فَـإِنِّي بِلَيْلَـى جَيْرِ أَنْ تُسْعِفَ النَّوَى
وَمِـنْ دُونِهـا غَـوْلُ الْبِطـاحِ فَمِنْعَجُ
فَـدَعْ ذا وَلَكِـنْ هَـلْ تَرَى رَأْيَ كاشِحٍ
يَخُــبُّ إِلَيْنــا بِالْوَعِيــدِ وَيَهْـدِجُ
كَـذَبْتُمْ وَبَيْـتِ اللـهِ لا تَأْخُـذُونَها
بَنِـي عـانِسٍ حَتَّـى تَرُوحُوا وَتُدْلِجُوا
وَحَتَّـى تَـرَى الْحَـوَّ الطِّوالَ مُتُونُها
عَلَـى ضـَوْءِ نارٍ أَوْ مَعَ الصُّبْحِ تُسْرَجُ
وَحَتَّـى تَـرَى النَّجْـدَ الْبَسِيلَ كَأَنَّما
يُضــــَرِّجُهُ بِـــالزَّعْفَرانِ مُضـــَرِّجُ
وَحَتَّـى تَـرَى اللِّيـسَ الْكُماةُ كَأَنَّما
تَصـَلَّوْا ذَكـاً يَلْـوِي الْقُلُوبَ فَيُهْرِجُ
كَبَـتْ كُـرَّةُ الْأَبْـدانِ فَـوْقَ جُلُـودِهِمْ
إِذا لَبِسـُوا مـا كـانَ داوُدَ يَنْسـِجُ
هُنالِـكَ إِنْ تَغْلِـبْ تَكُـنْ أَنْـتَ رَبَّها
وَإِنْ تَنْهَكُـمْ عَنْها الْحَواجِزُ تَعْنِجُوا
حَــواجِزُ رَحْــمٍ أَوْ قِتــالُ عَشـِيرَةٍ
وَعـادَةُ بَعْـضِ الظُّلْـمِ بِالظُّلْمِ تُلْهَجُ
وَمـا خِلْـتُ أَنِّـي نِلْـتُ مـالَ عَشِيرَةٍ
وَلا حِيبَـــةً إِنَّ الْأُمُـــورَ تُفَـــرَّجُ
فَلَســْتُ بِمَــوْلَى باطِـلٍ إنْ طَلَبْتَـهُ
وَمــا لَـكَ عِنْـدِي بِالظُّلامَـةِ مَدْلَـجُ
مَتَــى تَلْقَنِـي لا تَلْـقَ شـِكَّةَ واحِـدٍ
إِذا افْتَـرَّ يَوْمـاً عَـنْ لَظـىً يَتَأَجَّجُ
مَعِــي مَشــْرَفِيٌّ كَالْعَقِيقَــةِ صـارِمٌ
بِـــهِ أَثَــرٌ بِــالْمَتْنَتَيْنِ مُــدَرَّجُ
وَأَســـْمَرُ خَطِــيٌّ كَــأَنَّ اهْتِــزازَهُ
مِقــاطُ قَلِيـبٍ مَسـَّهُ الْمـاءُ مُدْمَـجُ
وَأَبْيَــضُ فَضــْفاضٌ كَنِهْــيٍ تَبَســَّمَتْ
لَهُ تَحْتَ ذَيْلِ الصُّبْحِ فِي الْقاعِ نَيْرَجُ
فَيـا لَـكَ مِـنْ بَـزِّ امْرِئٍ ذِي حَفِيظَةٍ
يَخُــبُّ بِــهِ عَبْـلُ الْمَعـاقِمِ مِهْـرَجُ
وَقَـدْ عَلِمَـتْ إِنِّـي وَإِنَّـكَ فِي الْوَغَى
إِذا اعْتَكَرَتْ أَصْغَى إِلَى السِّلْمِ مَذْحِجُ
وَقَــدْ لَـفَّ شَخْصـَيْنا سـُرادِقُ هَبْـوَةٍ
فَخانَــكَ صــَبْرٌ يَــوْمَ ذَلِـكَ مُخْـدَجُ
فَحــاذِرْ هُــدَيَّاها فَـإِنِّي زَعِيمُهـا
وَأَشـْنَعُ مـا يُنْثَـى الْكَلامُ الْمُلَجْلَجُ
جَبْرُ بن الأَسْود المُعاوِيّ، من بني الحارِث بن كَعب، شاعر من المغمورين، له قصيدةٌ واحدة رواها ابن ميمون في "منتهى الطّلب"، وهي قصيدة متنوّعة الأغراض.