
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
تَــولَّى شــبابٌ واقــترابٌ فأَمْعَنـا
ووالَــى مَشــيبٌ واغـترابٌ فأَدْمَنـا
فيـا حَبَّـذا ليـلُ الشبابِ الذي نأى
ولا حبـذا صـبح المشـيب الـذي دنا
إذا ما رأيتَ الشيبَ في عارضِ امرىءٍ
وإنْ لـم يمـتْ فاحسـِبْه مَيْتا مُكفْنا
وإنْ ظهـرتْ بيضـاءُ فـي مَفْرِق الفتى
فـأَوْلَى بذاك الموضع الضربُ بالقَنا
وقـد كان صبري حارب الهجر والنوى
فمــا صــَدَّه ضــعفٌ ولا غـالَه ونـا
فلمــا ثنـى عنـه الشـباب عنـانه
وشــاهَد مـن جيـش المَشـيب مُكمَّنـا
تــولى وكـم نـاديتُه بعـد أنْ رأى
طليعـةَ شـيبي للرجـوع فمـا انثنى
سقى العهدَ عهدَ الثغرِ بل عهدَ أهلِه
حَيـاً كـدموعي تجعـل السـيل دَيْدَنا
فكــم لــي بـه مـن غُـدوة وعشـية
يقصـِّر عـن إدراك أمثالهـا المُنـى
فطَـوْرا لنـا بيـن الكـروم مَرابـع
يشـاهد فيهـا البـدرُ أمثـاله بنا
وطـورا علـى مـاء الخليج وقد جَلا
عليـه نسـيمُ الريـح كَشـْحا مُعَكَّنـا
كــأن حَبــاب المــاء ثـوب بَرقِـش
وقــد شـابَه لـون الضـحى فتَلَوَّنـا
حَبــابٌ حكـى بطـنَ الحُبـاب وظهـرَه
إذا الريـحُ صاغتْ منه درعا وجَوْشَنا
فكــان كأجيــادِ الظبــاء تلفَّتـت
فــأظهرْنَ تــدريجا هنــاك مُغَضـَّنا
إذا أبــرم التيـار داراتـه حكـى
أنامـــل خـــرّاط يحــرّر مُــدْهُنا
وفـوق الثَّـرى خَـزٌّ مـن الروض أخضرٌ
يُقابـل خَزّافـي ذرَا الغيـثِ أَدْكَنـا
تـرى ذا بطُـرْز النَّـوْر سـُفْلا مُخَمَّلا
وذاك برَقْــم الـبرق عُلْـوا محسـَّنا
وفــي خَلــل الأوراق وُرْقٌ غناؤهــا
ألـذُّ وأحلـى فـي القلوب من الغنى
شـَدَتْ فهْـي مثـلُ الصـَّبِّ أَوْدَى غرامه
بكتمــانه حــتى تلاشــى فأعلنــا
إذا راســلتْها شــَمْأَلٌ خِلْـتَ صـِبْيةً
يُغَنِّيـن شـيخاً أعجـم اللفـظ أَلْكَنا
مكـانٌ بـه زهـر البَسـاتين والفَلا
تَخــال عليــه منـه ثوبـا مُفَنَّنـا
بَهــارا وأزهــارا ووردا ونرجسـا
وآســـا ونســـْرينا وجُلاّ وسَوْســنا
تخـال حصـى اليـاقوت فيـه ملوَّنـا
فلــو صـَلُبت أحجـاره كـان مَعْـدِنا
وقطـرُ النـدى فيهـن أنصـاف لؤلـؤ
فلــو جَمَـدت كـانت تُصـان وتُقتَنـى
ريـاضٌ حكـى الـديباجُ منها محاسنا
فلــو كُــنّ ديباجـا لأصـبح مُثْمَنـا
لَعَمْـري لقـد خلَّفـتُ منهـا مَواطنـا
أبـى الـدهرُ أنْ أعتاضَ منهن موطنا
أنـا ابْـنُ مُضـاضٍ وهْـي أوطانُ جُرْهُمٍ
فلا فـرقَ فـي طـول التفـرّق بيننـا
عســى مُنْيَـةٌ قبـلَ المنيـةِ تنقضـي
فيرشـفَ ثغـرَ الثغـرِ طرفي إذا رنا
سـألتُك يـا رَبّـاه عَـوْدا فجُـدْ بـه
وجــازِ بخيــرٍ مــن دعـوتُ فأَمَّنـا
ظافر بن القاسم بن منصور الجذامي أبو نصر الحداد.شاعر، من أهل الإسكندرية، كان حداداً.له (ديوان شعر - ط)، ومنه في الفاتيكان (1771 عربي) نسخة جميلة متقنة وفي خزانة الرباط (980د) مخطوطة ثانية مرتبة على الحروف.توفي بمصر.