
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
مَـنْ داؤه الحـبُّ لـم يـبرأْ مـن الألم
ومـن يهِـمْ مـن فعـال الـبين لم يُلَمِ
ومــن دواه الهــوى فالوجـدُ يَهْتكـه
ومــن يــبيتُ بـداء الحـب لـم ينـم
وليــس يكتــم حبــا مـنْ بـه سـطعتْ
نــارٌ ومــاء المـآقي منـه كالـدِّيَمِ
يـا كـاتم الحـبِّ كيـف الصبرُ مع سقمٍ
وكيــف تكتــمُ ســرا غيــرَ مُنْكتــم
أمـا تـرى الـدمعَ يُفشـى سـِرَّ صـاحبه
والحــبُّ للجســم كالســكين للقلــم
نعـمْ بكيـتُ علـى الأحبـابِ حيـن نأَوْا
وخَلَّفــوني حليــف الوجــد والنــدمِ
مــا لاح بـرق ومـا هبَّـتْ رَيـاحُ صـباً
إلا تـــذكرتُ طيبـــاً فــي ديــارهمِ
تــالله مـا هـذه الـدنيا وزخرُفهـا
إلا كتأويـــلِ أضــغاثٍ مــن الحُلُــمِ
وكــم حـوَى هـذه يـا صـاح مِـنْ مَلِـكٍ
أبـــاده هــاذمُ اللــذاتِ والنعــم
وكـم أعـانتْ وكـم أغنـتْ وكـم رفعـتْ
وكــم أمـاتتْ وكـم أفنـتْ مـن الأمـم
لــو أنهــا هــذه يـا صـاح دائمـةٌ
لنــا لـدامتْ لخيـر العُـرْب والعجـم
محمــدٍ المصــطفى المختــارِ سـيدنا
لــولاه مـا صـلَّت الـدنيا ولـم تَصـُم
صــلى عليـه إِلـهُ العـرشِ مـا صـدَحَتْ
ورقـا ومـا خطـر الماشـي علـى قـدم
فمــا بكيْــتُ علــى مــالٍ ولا ولــدٍ
ولا علـــى إبـــلٍ أبكـــى ولا نَعَــم
ولا ديـــار أحبـــاء عفَـــتْ وخلَــتْ
ولا علـــى طلـــلٍ بـــالٍ ولا خِيَـــمِ
ولا فتـــاةٍ تريــكَ الشــمسَ كاســفةً
وتــترك الليــلَ بــاهٍ غيـرَ مرتكـم
لكـن علـى مـنْ وَرِثْـتُ الحـزنَ بعـدهم
كـــادَتْ بلادُهـــم تبكـــى لفقــدهمِ
للــه طيــبٌ بــذيَّاكَ الزمــانِ مضـى
عنــا ولكــن طيـبَ الـذّمْر لـم يـدمِ
كيــف البقـاءُ وكيـف الحـالُ بعـدهمُ
هــل يســْتوى بــدَنٌ حيّــاً بلا نســم
يـا ليـت داريَ مـعْ كـلِّ الـديار فدى
لأرض بيريـــن دار الســادة البُهَــم
دار حــوَتْ كـلَّ شـىء مـا حـوت عُشـُراً
منــه الـديار وقـد فـاقتْ علـى إرَم
فانظرْ إلى العيسِ والخيل العِتاق وكلِّ
الطيـــر والضـــأن والآام الغنـــم
وانظـرْ إلى الخير والوُفّادُ قد نزلوا
بقربــه وهْــو يُغنــى جائعـاً وظمـى
وانظــرْ إلــى كــل شـىءٍ لا يشـاكهُهُ
شــىءٌ مـع العـرَب العرْبـاءِ والعجـم
قـفْ بـالبلاد حِـذَا الحصْن المُنيف وسلْ
يخــبرْكَ مـا حـاله مـن بعـد بيْنِهـم
يُخــبرْك حقــا وصــدقاً حيـن تسـألُه
عمَّـن ثـوى فيـه تحـت الطيـن والرَّجمِ
هـو الكريـم الحليـم القـرْم سـيدُنا
بَلْعـــربٌ ســـيدُ الأحــرارِ والخــدِم
الســيدُ العلـمُ ابـنُ السـيدِ العلـمِ
ابْـنِ السـيد العلم ابن السيدِ العلمِ
هــو الإمـامُ الهمـامُ الليـثُ عـادتُه
حتــفُ العُــداةِ وأهـلُ البغـى كلِّهـمِ
ليـثُ الأسـودِ فـتى ذاكـى الجدودِ وقتَّ
الُ الحســـود بعضـــْبٍ صــارم خــذم
ذو العلـم والحلـم ذو جـودٍ وذو كرمٍ
والــدين والمكرُمـاتِ الغُـرِّ والشـيم
لهفـي عليـة ويـا طـولَ البُكـاءٍ على
عصــرٍ بـه مـا رأينـا قـطُّ مِـنْ عَـذِم
نعـم السخىُّ الفتى الزّاكى النقى ويا
طــوبى لمــن أوعـد الأعـدا بجسـمهم
يـا ويـلَ أعـدائه يـومَ اللقاءٍ غدَوْا
قتلَـى الظُّبَـى وطعـامَ السـبع والرَّخم
يسـقى الغضـا شـرْبةً مـن بعـد شربته
بالمــاء رِيّــاً ويسـقى مـن دمـائهم
يــا مَـورداً شـَبِماً ذو الفقـر واردُه
وبحــرَ ســُمٍّ لأهــل البغــى مُلتطــم
عــــذْب لـــوارده ســـُمٌّ لحاســـده
طــوبى لقاصــده أحلــى مـن الشـَّبِم
تُغنِـــى المَلاَ يـــدُه جُــمٌّ فــوائدُه
كـم قـال وافـدُه يـا نفـسُ فـاغتنمي
اللـهُ أعطـاه مُلكـا فـي الحياة وقد
أعطــاه فضــلاً وجيشــا غيـرَ مُنهـزم
وإن رأى قــومُه قـومَ العـدا قتلـوا
منهـمْ وذو البغْـى لـم يسمعْ ولم يشم
كــأن أســيافَهم تحـتَ العجـاج أَضـَتْ
بــروقَ نبسـان تحـت المـزْن والظلـم
مـن كـان حتـف نفـوس القـوم عـادتُه
فبالــذي قــد حــواه مِــنْ سـيوفهمِ
صـادٍ لمـاء المنايـا لـم يُصـبْه صدىً
وهـائم مـعْ فـتى فـي الحـرب لم يَهِم
للــه مــن ذَمِـرٍ فـي الحـرب مُشـْتهرٍ
بـــالله مُنتصـــر بــالله مُعتصــم
للــه مــن رجــل فــي عزمــه عَجِـلٍ
والخصــم فــي وَجـل منـه وفـى ألـم
وإن رأتـــه ليـــوثٌ فــي مبــارزةٍ
أضـحى بـه الليـثُ بـاك غيـر مبتسـم
ليــثٌ ولكــنَّ حاشــا ان يكــون لـه
مَرْعـى مـن الفقـر أو عـارٌ مـن الأجُم
اللـــهُ أســـكنه حصـــناً وأيَّـــده
بالنصــر والفضــل مـن آلائه الجُمَـم
حـتى أتـى القـدرُ الجـارى فغيَّـر ما
كـانوا عليـه فيـا سـبحان ذى العِظمَ
مضــى لخمــس ســنين بعــدما مـائةٍ
خلَـتْ مـع الألـف ما في القول من دهمِ
لهجــرة المصــطفى الهــادي لأُمتــه
محمـــد القرشــيِّ الطــاهرِ الشــِّيم
صــلى عليـه إلـه العـرش مـا وخَـدتْ
عيــسٌ ومــا غــرَّدَ الحــدون النغـم
وإنمــــا هـــذه دنيـــاكمُ عِبَـــرٌ
لقلـــب كـــلِّ لــبيبٍ عاقــلٍ فَهِــم
فالحمــدُ للــه رب العــالمين علـى
بقــاء مَـنْ جـودُه يغُنـى عـن الـديم
ســيفٍ ســلالةِ ســلطانَ الـذي اتَّضـَحتْ
آيـــاتُه كاتِّضــاح الصــبح للظلــم
نعــم الإمـامُ إمـامُ المسـلمين وخـيْ
رُ الأكْرميــنَ حليــفُ الجـود والكـرم
شــمسُ الزمــانِ وبــدر يُسْتضـاء بـه
وصـــارم بــاترُ اللامــاتِ واللِّمَــم
فهْــو الشـجاعُ الـذي صـارتْ شـجاعتُه
أمـــراً يقصــِّرُ عنــه كــلُّ مُقتحِــم
فلْيبْــق مـا طلعـتْ شـمس ومـا نطقـتْ
لســـان كـــلِّ قــؤولٍ نــاطق بفــم
راشد بن خميس بن جمعة بن أحمد الحبسي النزوي العماني.شاعر مجيد، من أهل عمان، اشتهر في أيام إمامة ابن سلطان، ولد في عين بني صارخ من قرى ((الظاهرة)) من عمان، ورمد وعمي في طفولته، ثم انتقل إلى أرض (الحزم) من ناحية الرستاق (في عمان) ثم سكن نزوى إلى أن مات.وله في اليعربيين ووقائعهم قصائد كثيرة في (ديوان شعر) شرحه بعض العلماء.