
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
جميع الحقوق محفوظة © الشعر العربي 2025
لا تَعــذَلِيه فَــإِنَّ العَــذلَ يُــولِعُهُ
قَــد قَلـتِ حَقـاً وَلَكِـن لَيـسَ يَسـمَعُهُ
جــاوَزتِ فِــي لَــومهُ حَــداً أَضـَرَّبِهِ
مِــن حَيـثَ قَـدرتِ أَنَّ اللَـومَ يَنفَعُـهُ
فَاسـتَعمِلِي الرِفـق فِـي تَأِنِيبِهِ بَدَلاً
مِـن عَـذلِهِ فَهُـوَ مُضـنى القَلبِ مُوجعُهُ
قَــد كـانَ مُضـطَلَعاً بِـالخَطبِ يَحمِلُـهُ
فَضـــُيَّقَت بِخُطُــوبِ المَهــرِ أَضــلُعُهُ
يَكفِيـهِ مِـن لَوعَـةِ التَشـتِيتِ أَنَّ لَـهُ
مِــنَ النَــوى كُـلَّ يَـومٍ مـا يُروعُـهُ
مـــا آبَ مِـــن ســَفَرٍ إِلّا وَأَزعَجَــهُ
رَأيُ إِلــى ســَفَرٍ بِــالعَزمِ يَزمَعُــهُ
كَأَنَّمـــا هُــوَ فِــي حِــلِّ وَمُرتحــلٍ
مُوَكَّـــلٍ بِفَضـــاءِ اللَـــهِ يَــذرَعُهُ
إِنَّ الزَمـانَ أَراهُ فـي الرَحِيـلِ غِنـىً
وَلَـو إِلـى السـَدّ أَضـحى وَهُـوَ يُزمَعُهُ
تـــأبى المطـــامعُ إلا أن تُجَشــّمه
للــرزق كــداً وكــم ممــن يـودعُهُ
وَمـــا مُجاهَــدَةُ الإِنســانِ تَوصــِلُهُ
رزقَـــاً وَلادَعَــةُ الإِنســانِ تَقطَعُــهُ
قَـد وَزَّع اللَـهُ بَيـنَ الخَلـقِ رزقَهُمُو
لَــم يَخلُـق اللَـهُ مِـن خَلـقٍ يُضـَيِّعُهُ
لَكِنَّهُــم كُلِّفُــوا حِرصـاً فلَسـتَ تَـرى
مُســتَرزِقاً وَســِوى الغايـاتِ تُقنُعُـهُ
وَالحِرصُ في الرِزاقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت
بَغِــيُ أَلّا إِنَّ بَغــيَ المَــرءِ يَصـرَعُهُ
وَالمَهـرُ يُعطِـي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُهُ
إِرثــاً وَيَمنَعُــهُ مِــن حَيـثِ يُطمِعُـهُ
اِسـتَودِعُ اللَـهَ فِـي بَغـدادَ لِي قَمَراً
بِــالكَرخِ مِــن فَلَـكِ الأَزرارَ مَطلَعُـهُ
وَدَّعتُـــهُ وَبـــوُدّي لَـــو يُــوَدِّعُنِي
صـــَفوَ الحَيــاةِ وَأَنّــي لا أَودعُــهُ
وَكَـم تَشـبَّثَ بـي يَـومَ الرَحيـلِ ضـُحَىً
وَأَدمُعِــــي مُســــتَهِلّاتٍ وَأَدمُعُــــهُ
لا أَكُـذبث اللَـهَ ثـوبُ الصـَبرِ مُنخَرقٌ
عَنّـــي بِفُرقَتِـــهِ لَكِـــن أَرَقِّعُـــهُ
إِنّــي أَوَســِّعُ عُــذري فِــي جَنـايَتِهِ
بِــالبينِ عِنــهُ وَجُرمــي لا يُوَســِّعُهُ
رُزِقــتُ مُلكــاً فَلَـم أَحسـِن سِياسـَتَهُ
وَكُــلُّ مَــن لا يُسـُوسُ المُلـكَ يَخلَعُـهُ
وَمَـن غَـدا لابِسـاً ثَـوبَ النَعِيـم بِلا
شــَكرٍ عَلَيــهِ فَــإِنَّ اللَــهَ يَنزَعُـهُ
اِعتَضـتُ مِـن وَجـهِ خِلّـي بَعـدَ فُرقَتِـهِ
كَأســاً أَجَــرَّعُ مِنهــا مــا أَجَرَّعُـهُ
كَـم قـائِلٍ لِـي ذُقـتُ البَيـنَ قُلتُ لَهُ
الــذَنبُ وَاللَـهِ ذَنـبي لَسـتُ أَدفَعُـهُ
أَلا أَقمــتَ فَكــانَ الرُشــدُ أَجمَعُــهُ
لَـو أَنَّنِـي يَـومَ بـانَ الرُشـدُ اتبَعُهُ
إِنّـــي لَأَقطَـــعُ أيّــامِي وَأنفِنُهــا
بِحَســرَةٍ مِنــهُ فِــي قَلبِــي تُقَطِّعُـهُ
بِمَــن إِذا هَجَــعَ النُــوّامُ بِـتُّ لَـهُ
بِلَوعَــةٍ مِنــهُ لَيلــى لَسـتُ أَهجَعُـهُ
لا يَطمِئنُّ لِجَنـــبي مَضـــجَعُ وَكَـــذا
لا يَطمَئِنُّ لَـــهُ مُــذ بِنــتُ مَضــجَعُهُ
مـا كُنـتُ أَحسـَبُ أَنَّ المَهـرَ يَفجَعُنِـي
بِــهِ وَلا أَنّــض بِــي الأَيّـامَ تَفجعُـهُ
حَتّـى جَـرى البَيـنُ فِيمـا بَينَنا بِيَدٍ
عَســـراءَ تَمنَعُنِــي حَظّــي وَتَمنَعُــهُ
قَـد كُنـتُ مِـن رَيبِ مَهرِي جازِعاً فَرِقاً
فَلَــم أَوقَّ الَّــذي قَـد كُنـتُ أَجزَعُـهُ
بِـاللَهِ يـا مَنـزِلَ العَيشِ الَّذي دَرَست
آثــارُهُ وَعَفَــت مُــذ بِنــتُ أَربُعُـهُ
هَــل الزَمــانُ مَعِيــدُ فِيـكَ لَـذَّتُنا
أَم اللَيــالِي الَّـتي أَمضـَتهُ تُرجِعُـهُ
فِـي ذِمَّـةِ اللَـهِ مِـن أَصـبَحَت مَنزلَـهُ
وَجــادَ غَيــثٌ عَلــى مَغنـاكَ يُمرِعُـهُ
مَــن عِنــدَهُ لِــي عَهــدُ لا يُضــيّعُهُ
كَمــا لَــهُ عَهــدُ صــِداقٍ لا أُضـَيِّعُهُ
وَمَـــن يُصــَدِّعُ قَلــبي ذِكــرَهُ وَإِذا
جَــرى عَلــى قَلبِــهِ ذِكــري يُصـَدِّعُهُ
لَأَصـــــبِرَنَّ لِمَهــــرٍ لا يُمَتِّعُنِــــي
بِـــهِ وَلا بِــيَ فِــي حــالٍ يُمَتِّعُــهُ
عِلمــاً بِـأَنَّ اِصـطِباري مُعقِـبُ فَرَجـاً
فَأَضــيَقُ الأَمــرِ إِن فَكَّــرتَ أَوســَعُهُ
عَسـى اللَيـالي الَّـتي أَضنَت بِفُرقَتَنا
جِســمي ســَتَجمَعُنِي يَومــاً وَتَجمَعُــهُ
وَإِن تُغِـــلُّ أَحَـــدَاً مِنّــا مَنيَّتَــهُ
فَمــا الَّــذي بِقَضـاءِ اللَـهِ يَصـنَعُهُ
أبو الحسن علي (أبو عبد الله) بن زريق الكاتب البغدادي.انتقل إلى الأندلس وقيل إنه توفي فيها.وله قصيدة عينية أسماها قمر في بغداد مطلعها:لا تعذليه فإن العذل يولعه قد قلت حقاً ولكن ليس يسمعه